Wednesday, August 09, 2006

من ينتصر الساسة ام العسكر؟

بات في شبه المؤكد ان الحرب الراهنة بين اسرائيل وحزب الله ستضع اوزارها فى غضون ساعات او قل ايام ، ولكن من غير المؤكد بعد من الذى يرسم الخاتمة، أبريشه السياسى أم برصاصة الجندى، فالسباق محموم بين العسكر من جهة والساسة من جهة اخرى لوضع نهاية لهذه الحرب ، ليس بالضرورة ان تكون النهاية عادلة وتحقق اهداف اطراف الحرب جميعا ، لكنها لا يمكن ان تستمر هكذا الى ساعات وايام قادمات ، فإسرائيل فى آحر مواجهاتها مع لبنان اى فى حرب العام 1982 استطاعت فى غضون شهر ان تنجز اهدافها بتدمير البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية وارغمت قيادتها ومقاتليها على الخروج من بيروت الى تونس ومن مخاض تلك الحرب ولد (حزب الله ) والمفارقة انه لا يزال صامداً لاكثر من شهر فى وجه اسرائيل وهذا الصمود الذى يقارب الفعل الاسطورى بالنظر الى امكانيات الطرفين العسكرية وخبراتهم القتالية هوالذى جعل النخب العسكرية الاسرائيلية الانكباب على معارك (اللحظات الاخيرة ) بتكثيف هجماتها على الجبهات كافة على امل الظفر بما يمكن ان تسميه انجازا عسكريا ملموسا ، وفى المقابل تتجه الانظار الى نيويورك ، حيث المعركة الدبلوماسية والسياسية فى الساعات الاخيرة التي تسبق صدور قرار عن مجلس الامن الدولي لانهاء الحرب ، ودخلت المعركة السياسية منعطفا مهما بوصول وفد الجامعة العربية الى نيويورك لدعم المطلب اللبناني والمساهمة بخروج قرار على الأقل يكون (متوازناً)، فضلا عن تسريبات اعلامية تتحدث عن نوايا امريكية وفرنسية وهما الدولتان اللتان تقدمتا بمشروع القرار فى اجراء تعديلات على المشروع بحيث لا يكون مرفوضا من قبل اللبنانيين فقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان فرنسا طلبت من الولايات المتحدة تأجيل عرض مشروع القرار المتعلق بلبنان على مجلس الامن حتى يتم ادخال بعض التعديلات عليه ومن بينها المطالبة بانسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني.
من جهة اخرى يسابق العسكر الاسرائيليون الزمن من اجل وضع نهاية الحرب بتوقيعهم من خلال الحاق الاذى بعناصر وقادة حزب الله وصواريخه التى تتساقط كالمطر على شمال اسرائيل ووصلت الى الخضيرة فى العمق ولايزال تهديدها لتل ابيب ممكناً وجدياً، ويمكن التقاط مؤشرات التصعيد اللاهث للعمليات العسكرية من الميدان ومن ما يدور فى اروقة الحكومة الاسرائيلية اذ دعت الى انعقاد مجلس الوزراء المصغر (مجلس الحرب) اليوم الاربعاء لبحث التوسيع المحتمل للعمليات العسكرية .
اذاً السباق المارثونى المحموم بين العسكر والساسة والدبلوماسين خلال الساعات او الايام القليلة المتبقية من الحرب هو ما يميز المشهد الاخير منها، وما لم يستطع احد الاطراف تحقيقه فى الميدان يستطيع استرداده بالسياسة!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home