Tuesday, September 05, 2006

المسألة الصومالية بين الخرطوم ونيروبى !


تفاؤل مشوب بالحذر يسود الساحة الصومالية، والامل لايزال معقوداً على ان تفضى المبادرات الاقليمية الراهنة الى ايجاد حالة من الاستقرار السياسى يتوق لها الصوماليون منذ عشر سنوات،فالمحادثات فى الخرطوم بين الفرقاء الصوماليين التى ترعاها الجامعة العربية فتحت الباب امام امكانية الحصول على اجماع صومالى يعصم البلاد من الانزلاق مرة اخرى الى درك الحرب الاهلية القاتم ، ويلملم اشلاء الدولة الصومالية التى انهارت مطلع التسعينات من القرن الماضى وانتهت الى حالة من الفوضى الامنية والسياسية قل نظيرها، وقال الناطق باسم الحكومة شريف حسن شيخ عدن قبيل الوصول الى الخرطوم ''إننا متفائلون بالمباحثات التي يمكن ان تؤدي الى مستقبل افضل للشعب الصومالي''.
وعلى طاولة المفاوضات فى الخرطوم بين إتحاد المحاكم الاسلامية والحكومة الانتقالية تتوافر النوايا ولكن ثمة عقبة كؤداً قد تعيد الاطراف مرة اخرى الى مربع الصدام، وهى تتعلق بالموقف من نشر قوات افريقية فى الصومال وبالتدخل العسكرى الاثيوبى فى الصومال كما تؤكد المحاكم الاسلامية وتنفى الحكومة واديس ابابا.
الاقتراح الذى تقدمت به الحكومة الانتقالية فى مفاوضات الخرطوم الداعى الى إنشاء قوة مسلحة صومالية يمكن أن تتألف من جيش وشرطة يضمان قوات تابعة للحكومة الانتقالية وأخرى تابعة للمحاكم الإسلامية، من شأنه التقليل من مخاطر الفوضى الامنية وخلق شكل من الضبط والتجميع لحاملى السلاح فى الصومال.
و بموازاة جهود الجامعة العربية دعا الرئيس الكينى مواى كيباكى امس الى قمة طارئة لدول مجموعة (الايقاد) التى تترأس كينيا دورتها الحالية ، القمة ستعقد فى نيروبى يوم الخميس المقبل، وعلى اجندة القمة موضوع واحد هو الازمة فى الصومال ومن المنتظر ان تحسم قمة الايقاد موضوع نشر القوات الافريقية فى الصومال وهو الموضوع الاكثر اثارة للجدل فى التعاطى مع الازمة الراهنة فى الصومال، حيث ترفض المحاكم الاسلامية التى تسيطر ميدانيا على اغلب مناطق الصومال نشر القوات بينما توافق عليها الحكومة الانتقالية، اذاً عقبة القوات الافريقية ستنتقل من الخرطوم الى نيروبى ولكن على الفرقاء فى الصومال إيجاد حل لها حتى لا تنهار كل الجهود الاقليمية العربية والافريقية التى تسعى الى مساعدة الصوماليين فى التوصل الى حالة الاستقرار السياسى المفقودة فى بلادهم.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home