Monday, August 21, 2006

حزب الله والضغط على السودان

يتعرض السودان هذه الايام الى ضغوط رهيبة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا ، لحمل الحكومة على قبول قوات دولية فى دارفور بهدف حراسة اتفاق السلام الذى وقعته الحكومة مع فصيل منى اركوى من حركة تحرير السودان فى مايو الماضى، وانضمت اليه لاحقا عدد من الفصائل بينما لايزال فصيل عبد الواحدمحمد نور ممانعاً عن التوقيع على اتفاق التسوية الذى رعاه الاتحاد الافريقى، ومطروح امام مجلس الامن الآن مشروع قرار امريكى بريطانى ينص على إرسال حوالى ( 17) ألف جندي وثلاثة آلاف شرطي إلى دارفور، القرار يمكن تبنيه دون موافقة الحكومة ولكن كيف يمكن نشر القوات دون موافقة الحكومة؟
ولايمكن عزل النقاشات الدائرة فى مجلس الامن بخصوص السودان والتهديدات التى ما انفك مسؤولو الادارة الامريكية توجيهها عن المعطيات الاقليمية الراهنة ولاسيما نتائج الحرب بين حزب الله واسرائيل ، فالتحرك الامريكى البريطانى الاخير وباللهجة (الصارمة) تلك، كان ردا على خطاب الرئيس البشير عندما قال فى الاحتفال بعيد الجيش السودانى: (اننا مصممون على هزيمة أي قوات تدخل البلاد تماما مثلما هزم حزب الله القوات الاسرائيلية)، فحتى لايصبح انموذج حزب الله قابل للإقتداء كان لابد من تلقين السودان درسا رادعا .
امريكا وبريطانيا تعرضتا الى انتقادات لاذعة بسبب موافقهما من الازمة اللبنانية، والتباطؤ فى استصدار قرار من مجلس الامن لوقف اطلاق النار، واعطاء اسرائيل اقصى مهلة ممكنة لسحق حزب الله ولكنها فشلت فى ذلك، الاحساس بان الدولتين اللتين كان بمقدورهما وقف العدوان الاسرائيلى على الاطفال والنساء العزل فى لبنان والحيلولة دون تدمير البنيات التحتية للبنان هو الذى يدفع الدولتين الى تسجيل موقف انسانى على الاقل من وجهة نظريهما فى دارفور، لانهما بحاجة الى انقاذ عاجل لموقفهما الاخلاقى الذى كشفته الازمة اللبنانية، فوجدا اقرب شىء هو موضوع دارفور.
مشروع القرار الامريكى البريطانى يرشح علاقة السودان بالمجتمع الدولى الى صدام جديد ، ولكن المتحمسون للقرار نسوا عقبات اساسية تجعل من تطبيق القرار على الارض الواقع امرا عسيرا، منها ان عديد القوات البالغ (17) الفاً من اين يمكن توفيره ، فاذا كانت القوة المقترحة للبنان لم يكتمل نصابها بل اكبر المتحمسين لها وهى فرنسا التزمت فقط بـ(200) جندى من جملة (15000) نص عليها القرار.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home