Saturday, August 19, 2006

ضمانات موسيفينى

توقفت المفاوضات بين الحكومة اليوغندية ومتمردى جيش الرب التى تجرى فى جوبا حتى غداً الجمعة ريثما يوارى جيش الرب جثمان القائد راسكا لوكويا الذى قتله الجيش اليوغندى أخيرا، وأكدت الاطراف ان المفاوضات ستتواصل دون التأثر بحادث مقتل احد قياديى جيش الرب والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ، وإغتيال هذا القائد جاء فى توقيت عصيب كاد ينسف جهود حكومة جنوب السودان وواسطتها لإنهاء الحرب بين كمبالا وجيش الرب، فقد اصطدمت المفاوضات اولاً، بموقف كمبالا الرافض لوقف اطلاق النار إلا فى اطار اتفاق تسوية شامل وليس فى اطار اتفاق ابتدائى منفصل ، مما اضطر جيش الرب الى اعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد، وبعد اغتيال القائد راسكا ادرك الجميع لماذا رفضت كمبالا الزام نفسها باتفاق لوقف اطلاق النار فى وقت المفاوضات لا تزال فى بداية مشوراها الطويل الى التسوية الشاملة، عقبة وقف اطلاق النار ليست هى الاولى ، فسبق ان ابدت كمبالا عدم الرضاء عن مضمون الخطاب الذى القى بالانابة عن زعيم جيش الرب جوزيف كونى فى افتتاح المفاوضات، ولكن الوسيط استطاع الخروج بهذه المفاوضات الى بر الاستمرار حتى اللحظة، وتميزت بالتأرجح بين الامل والخيبة فى التوصل الى سلام.
الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى اعطى المفاوضات دعما قويا عندما نقل عنه نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار، تعهدا لا رجعة فيه بضمان عدم تسليم كل من جوزيف كونى ونائبه فنسنت اوتى الى المحكمة الجنائية الدولية فى حال التوصل الى اتفاق سلام، وموضوع الضمانات كان العقبة الكبرى امام وصول كونى ونائبه الى مقر المفاوضات بجوبا لإعطائها الزخم والتفويض الذى تستحقه، موسيفينى لم يقطع عهدا فحسب ،بل أكد على ذلك بانه لن يكرر سيناريو تسليم الرئيس الليبيرى السابق شارلس تايلور الى المحكمة الدولية بواسطة السلطات النيجيرية ، وارسل موسيفينى رسالة ضمنية تنتقد معالجة نيجيريا لملف تايلور الذى لاذ بها منفيا فى اطار اتفاق لحقن دماء الليبيريين بالتنازل عن السلطة ثم رضخت ابوجا لاحقا لضغوط المجتمع الدولى وسلمته الى المحكمة الدولية .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home