Tuesday, August 15, 2006

مزارع شبعا او العودة الى الحرب

بدخول وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ امس تكون جولة من المعارك قد انتهت، ولكن الحرب لا تزال مفتوحة على احتمالات العودة مجدداً ما لم تحسم الدبلوماسية الملفات العالقة فى علاقات البلدين المشوبة بالقتال ومنها مصير مزارع شبعا، فمنطوق القرار الدولى 1701، ينص على تكليف الامين العام للامم المتحدة كوفى عنان تقديم مقترحات لحل قضايا شائكة، مثل ترسيم الحدود ومزارع شبعا فى غضون شهر من تاريخ صدور القرار .
ومزارع شبعا ظلت دوما مصدراً للتوترات الاسرائيلية اللبنانية، وكان الرئيس الامريكى الاسبق بيل كلينتون قبيل مغادرته البيت الابيض بساعات قال (حسب نيويورك تايمز): ان الحرب القادمة فى الشرق الاوسط لن تنطلق من فلسطين ولا العراق بل من مزارع شبعا فى جنوب لبنان!
وتبقى مهمة عنان فى تسوية ملف شبعا عصية ومتشعبة، وتضمينها فى القرارالاخير عده الكثيرون مظهراً من جدية المجتمع الدولى لمعالجة الازمة ، وثمة سؤال فرعى هل أدرجت فرنسا موضوع شبعا فى القرار، لاحساسها بالذنب كونها اول من باع مزارع شبعا اللبنانية الى اليهود فى العام 1924 مقابل حصول شركة فرنسية امتياز تجفيف مستنقعات (الحولة) برغم ان اتفاق ترسيم الحدود بين الانتداب الانجليزى فى فلسطين والفرنسى فى لبنان ادرجها ضمن الاراضى اللبنانية، فى اتفاق (نيوكامب ، بوليه ) 1923 .
ارتبطت مزارع شبعا بتنازع تبعيتها أهى لبنانية أم سورية، تاريخيا ظلت المزارع لبنانية منذ 1942، وبعد نكبة 1948 ومع تفاقم اعمال السطو والتهريب، اتفق وفدان عسكريان لبنانى وسورى بان تتولى سوريا ضبط الامن فى المنطقة لعدم قدرة لبنان عسكريا على ذلك ،وظلت كذلك حتى العام 1976 عندما اجتاحت اسرائيل الجولان والضفة الغربية وسيناء، وقامت بإرسال وحدات استطلاعية الى المنطقة واستطاع الاهالى القبض على جندى اسرائيلى وتسليمة للسلطات اللبنانية، واتخذته اسرائيل ذريعة (كما فى الحرب التى انتهت للتو) للهجوم الواسع على شبعا واعلان احتلالها رسميا فى العام 1970 ، ولم تتقدم لبنان بعدها بشكوى الى مجلس الامن بل فى مذكرة الى المنظمة العام 1969 قالت انها ليس لها اراض محتلة من قبل اسرائيل .
هذا الايجاز التاريخى يشير الى اهمية وتعقيدات هذا الملف الذى بدونه لن تخمد النار فى المنطقة ابدا ، قد تتوارى تحت رماد القرار الدولية ولكنها ما تلبث ان تندلع مجددا ، والاطماع الاسرائيلية فى لبنان ليست مرتبطة فقط بنزع سلاح حزب الله او حتى بزواله من الوجود بل ارتباط عقدى ولسنا فى حاجة الى التذكيران اسرائيل دولة دينية ، تلتزم التزاما عقديا بتعاليم اليهودية وقد جاء فى التوراة تعريف (ارض الميعاد) بانها كل مكان تدوسه اقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان !

0 Comments:

Post a Comment

<< Home