Monday, August 28, 2006

إختراق فى مفاوضات جوبا !


اختراق كبير شهدته مفاوضات جوبا بين الحكومة اليوغندية ومتمردى جيش الرب بالتوقيع على اتفاق للهدنة المؤقتة ابان التفاوض، وتأتى اهمية هذا الاتفاق من المناخ المواتى لتعزيز الثقة بين الاطراف الذى سيوفره سريان هذا الاتفاق، لاسيما وان الموافقة الحكومية جاءت بعد رفض وممانعة سابقة من كمبالا بعدم التوقيع على اتفاق لوقف اطلاق النار إلا فى اطار الاتفاق الشامل.
هذا الاتفاق يدفع بمسار التفاوض نحو آفاق التسوية الشاملة لواحدة من اكثر الصراعات الافريقية دموية، وبرغم ان ملفات عديدة تنتظر المفاوضين والوسطاء على طاولة مفاوضات جوبا، إلا ان حكومة جنوب السودان يحق لها ان تتباهى بإحراز تقدم فى المفاوضات التى تتوسط فيها، انطلاقا من حرصها على تأمين محيطها الاقليمى وانهاء الوجود السلبى لعناصر جيش الرب فى اراضيها من جهة، ومن جهة اخرى تقديم خبراتها فى التفاوض لإطفاء حرب الشمال اليوغندى وبالتالى طرح نفسها كلاعب اقليمى نزاع الى السلم والاستقرار فى المنطقة والحصول على دور اقليمى على غرار كينيا التى اسهمت بالتوسط لانهاء حرب العشرين عاما بالسودان والحرب الاهلية فى الصومال.
رحلة البحث عن السلام الشامل فى شمال يوغندا تبدأ باتفاق الهدنة ولكنها تحتاج الى خطوات كثيرة قبل بلوغ نهاياتها، وعلى الاطراف اظهار قدر من الجدية فى المسعى نحو السلام، ولعل ذلك ما اشار اليه الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان وكبير الوسطاء عندما أعرب عن أمله في أن يكون طرفا الصراع جادين في إنهاء واحدة من أطول الحروب الأهلية في أفريقيا.
حاجز سميك من فقدان الثقة لا يزال ينهض بين طرفي الصراع فى يوغندا رغم جلوسهما الى طاولة التفاوض منذ 14 يوليو الماضى بجوبا، فلا يزال قادة جيش الرب تنتابهم الريبة تجاه عرض الرئيس اليوغندى يورى موسيفينى بالعفو عن زعماء المتمردين المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية، والدليل على ذلك انهم فضلوا البقاء فى الكنغو الديمقراطية والمنافى الأخرى على بلادهم بل حملت الانباء ان زعيم جيش الرب جوزيف كونى قد شرع فعلا فى طلب اللجوء السياسى لدى جارة يوغندا افريقيا الوسطى حتى قبل انتظار ما تسفر عنه المفاوضات فى جوبا.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home