Tuesday, August 22, 2006

جوزيف كونى العربى


زعيم جيش الرب اليوغندى جوزيف كونى واحد من اكثر الشخصيات اثارة للجدل فى افريقيا، فالرجل يخوض حربا ضد السلطة فى كمبالا لحوالى عشرين عاما، من اجل تطبيق الوصايا العشر للسيد المسيح ومن المفارقة ان نضال كونى تميز بوحشية قاسية ، من خطف للاطفال واغتصاب للنساء وحرق للقرى ، فى تناقض مع الوصايا العشر التى يناضل باسمها خصوصا الوصية السادسة والسابعة والثامنة التى تقول على التوالى لا تقتل ولا تزن ولا تسرق!
كونى برغم جنوحه للسلم وموافقته على التفاوض مع حكومة يورى موسفينى فى اطار وساطة حكومة جنوب السودان إلا انه لايزال يثير الجدل والريبة حول جديته نحو السلام وفى آخر تصريحاته قال كونى انه لن يعود الى يوغندا مهما تكن نتائج مفاوضات السلام التى يجريها جيش الرب مع الحكومة اليوغندية بجوبا الآن، وسمى كونى فى مقابلة مع صحيفة نيوفيشن اليوغندية دولاً بعينها قال انه سيشعر فيها بالراحة والامان اكثر من موطنه يوغندا والدول هى الولايات المتحدة الامريكية ودول من اوربا(لم يحددها) وافريقيا الوسطى وكينيا والسودان و اية دولة عربية، واضاف انه يتمتع بعلاقات وصداقات واسعة، ويمكنه وقادة جيش الرب العيش بسلام فى اكثر من مكان بالعالم.
اللافت فى كلام كونى ثقته فى ان اى بلد عربى سوف يستقبله ليمضى بقية عمره هاربا من المحكمة الجنائية الدولية التى اصدرت مذكرة اعتقال بحقه وعدد من اتباعه بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وفى الواقع كونى لاتربطه اية صلة ببلد عربى اللهم إلا السودان فى وقت ما وطبقا لظروف معينة انتهت بتوقيع الحكومة السودانية اتفاقية السلام مع الحركة الشعبية ، وعلاقة السودان بكونى حينها كانت ضمن تقليد افريقي بان تحتضن كل دولة معارضين ومتمردين من الدولة الاخرى فى معاملة بالمثل وتوظيفها فى الصراع بين الدولة والخارجين عنها او بين الدولة وجارتها احيانا، وعليه لا يمكن لكونى ان يتوقع من بلد عربى استضافته فهو اولا غير عربى وغير مسلم ومتمرد ومرتكب فظائع ضد الانسانية فهو ليس عيدى امين الذى استقبلته العربية السعودية كمنفى الى حين وفاته باحد مستشفياتها.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home