Monday, September 18, 2006

إنحياز أم عدم إنحياز؟


ولدت حركة عدم الانحياز فى أتون الحرب الباردة بين القطبين الامريكى والسوفيتى، وعقدت اول قمة لها فى العام 1961 ببلغراد، وكان يومها لمفهوم عدم الانحياز بريق ولمعان ومعان لخصها الزعيم العربى واحد اهم مؤسسى الحركة الراحل جمال عبد الناصر فى قوله وفقا لفهمي، هناك فارق بين عدم الانحياز والحياد. الحياد تعبير يستخدم أثناء الحروب فقط، أما عدم الانحياز فيعني أنه ينبغي أن نقرر سياستنا وفقا لما نعتقده، لا وفقا لما يرضي هذه الدولة أو تلك، انتهى اقتباس كلمات عبد الناصر ولكن بنهاية الاتحاد السوفيتى فى مطلع تسعينيات القرن الماضى الذى وضع نهاية للحرب الباردة، نهض سؤال حول جدوى الحركة التى نشأت بهدف ان تظل عضويتها بعيدة عن صراعات الشرق والغرب وان لا تنحاز الى طرف ضد الآخر فى تلك الحرب الباردة ، والآن لم يعد هناك سوى قطب واحد هو الولايات المتحدة، فكيف يصبح عدم الانحياز اذن وكيف يمكن لاصطلاح عدم الانحياز ان يكون قابلا للعيش فى عالم احادى القطب.
قمة دول عدم الانحياز الاخيرة فى العاصمة الكوبية هافانا، كرست مدولاتها وبيانها الختامى للتشديد على هدف استراتيجى وهو رفض عالم تهيمن عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها،القمة ادانت كذلك و(الاجراءات غير الشرعية) لاسرائيل في لبنان او ضد الفلسطينيين واعلنت القمة دعمها البرنامج النووي الايراني انطلاقا من ايمانها بحقوق الدول في تطوير القطاع النووي لاغراض سلمية.
قمة هافانا عمقت ازمة المصطلح داخل الحركة فهى انعقدت فى ارض تعتبرها واشنطون معادية ووفرت منصة لاعداء امريكا الالداء الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لشن هجوم على سياسات امريكا فى العالم، فهل اصبحت الحركة ضد امريكا بدلا عن عدم الانحياز؟،
رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي حاول تهدئة المخاوف الامريكية عندما قال قمة حركة عدم الانحياز ليست موجهة ضد الولايات المتحدة او اي دولة اخرى. وقال ''لا ارى ان هذه القمة موجهة ضد الولايات المتحدة'' مشيرا الى ان حركة عدم الانحياز ''لم تؤسس لتعمل ضد اي بلد''.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home