Sunday, January 14, 2007

جيش الرب : جوبا غير محايدة !


بعد ان احرزت تقدما ملحوظا وكادت تصل الى توقيع اتفاق سلام ينهى عقدين من الصراع شمال يوغندا، تعثرت مفاوضات جوبا للسلام بين الحكومة اليوغندية وحركة جيش الرب المعارضة، حيث اعلنت الحركة من طرف واحد عدم حضورها لمقر التفاوض بجوبا لعدم حيادية المكان حسب ما قاله مارتن اوجول القيادي فى وفد جيش الرب للتفاوض بجوبا، ورد اوجول هذا السلوك الغريب للتصريحات التى ادلى بها كل من الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الاول الفريق سلفاكير رئيس حكومة جنوب السودان راعية المفاوضات وتعهدا خلالها بمحاربة جيش الرب، وطالب اوجول نقل المفاوضات الى مكان محايد واقترح جنوب افريقيا او كينيا.
هذا التعثر ليس الاول، فكثيرا ما توقفت المفاوضات لسبب أو آخر ولكن حكومة جنوب السودان واطراف اقليمية حريصة على السلام فى المنطقة كانت تسارع الى تقريب وجهات النظر، وتعيد الاطراف الى طاولة التفاوض بجوبا والتى شهدت منذ يونيو الماضى جولات وصولات توصل فيها الطرفان الى اتفاق لوقف اطلاق النار، وكانت ثقة الطرفين فى حكومة الجنوب عاملاً ساعد فى التوصل الى نتائج جيدة واتجهت المفاوضات نحو نهايات الاتفاق الوشيك، ولكن التعثر الراهن يمكن ان يعود بالعملية السلمية الى مربع البداية وانهيار جسر الثقة الذى شيد ابان أشهر التفاوض العسيرة فى جوبا، وفى حال تمسكت كمبالا بضرورة اكمال المفاوضات بجوبا وصولا الى السلام النهائى واصر جيش الرب على نقل المفاوضات خارج جوبا والسودان فان السيناريو المحتمل هو العودة الى احراش غابات الشمال اليوغندي لفض الاشتباك عسكرياً وهو احتمال كارثي يغرق المنطقة كلها فى بحر المجهول فى ترجيحه كخيار وحيد.
الخيارات القليلة والقاتمة امام اعادة دوران عجلة العملية السلمية فى يوغندا رمت على ثقل الرئيس الموزميبقي السابق جواشم شيسانو أحمالاً جديدة وهو يصل كمبالا مبعوثاً خاصاً عن الامين العام للامم المتحدة للمناطق المتأثرة بنشاط جيش الرب وهى شمال يوغندا وجنوب السودان والكنغو الديمقراطية، فكيف سيتعامل شيسانو مع هذا الواقع الجديد والمعقد ؟!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home