Saturday, January 13, 2007

سيناريوهات المحاكم الصومالية


التراجع السريع لقوات المحاكم الاسلامية فى الصومال امام القوات الاثيوبية وقوات الحكومة الانتقالية بالصومال، يفتح الباب امام عدة سيناريوهات تشهدها المنطقة فى مقبل الايام، من بينها سيناريو حركة طالبان الافغانية، ولو أن الامر فى المحاكم يختلف عن طالبان وعن انهيار نظام الحكم فى العراق، فالمحاكم الاسلامية حديثة التكوين وسريعة الصعود الى المشهد السياسى والامنى فى الصومال لكنها استطاعت كسب قاعدة جماهيرية كبيرة لاسيما بعد ان بسطت الامن والاستقرار فى العاصمة مقديشو التى كانت نهباً لامراء الحرب لحين من الزمان ولكنها لحداثة تجربتها فشلت فى ادارة اللعبة السياسية مع الحكومة الانتقالية وسرعان ما انهارت جولات التفاوض فى الخرطوم بين المحاكم والحكومة فى تجسيد آخر لفشل وساطة ومساعى الجامعة العربية لحل الازمة الصومالية.
السيناريو المحتمل ان تتحول المحاكم الى تكتيكات المقاومة العراقية والافغانية وستمنحها الضربة الجوية الامريكية لجنوب الصومال الزخم المطلوب لحشد التأييد الاسلامى والشعبى لها لكونها باتت تواجه امريكا وليست الحكومة الانتقالية، والمحاكم لمن يتتبع مسار صعودها المفاجىء فى الصومال لا يجدها حركة سياسية بل كما قال أبرز قادتها شيخ شريف شيخ أحمد فى مقابلة مع (الجزيرة نت) فى يونيو الماضى إن حركته ليست حركة سياسية, بل أقرب إلى ثورة شعبية على الفوضى والنهب والانتهاكات التي مارسها أمراء الحرب على مدى 16 عاما من الحرب الأهلية.
الحكومة الانتقالية بعد ان سوت لها القوات الاثيوبية الارض واستطاع رئيسها عبد الله يوسف ان تطأ قدماه العاصمة مقديشو لاول مرة منذ انتخابه فى كينيا العام 2004 ، قالت انها مستعدة للحوار مع المحاكم وكانت مفاوضات الخرطوم التى رعتها الجامعة العربية قد انهارت امام مطلب المحاكم بخروج القوات الاثيوبية كشرط استباقى لمواصلة الحوار فكيف الآن بعد ان اجتاحت القوات الاثيوبية الصومال ورحبت حكومة يوسف بالغارات الجوية الامريكية التى سيكون لها مابعدها؟، بل ذهب حسين عيديد الى دعوة امريكا للقيام باجتياح برى للصومال لمطاردة عناصر مزعومة للقاعدة ولكن السؤال هل تستجيب امريكا لذلك النداء وفى الذاكرة تجربة دخول القوات الامريكية بداية تسعينيات القرن الماضى المريرة جدا؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home