Sunday, February 04, 2007

خسر السودان وكسبت افريقيا


نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين لم تسمهم القول ان حكومات غربية ضغطت بقوة في اديس ابابا كي لا يحصل السودان على رئاسة الاتحاد الافريقى، وكان يمكنها تعطيل مسعى السودان للرئاسة، ولكن السودان تنازل طواعيه لغانا، فى واحدة من المرات القليلة التى تتعامل فيها حكوماتنا بواقعية، ولم يعلن السودان تنازله إلا داخل الاجتماع المغلق للرؤساء الحكماء واستجابة لمبادرة الرئيس الجنوب افريقى تابو امبيكى، فأكبرها الافارقة للسودان الحريص على ان لا يشق الصف الافريقى ورفع السودان بتنازله الحرج عن عشرات الدول التى كانت واقعة تحت الضغط الذى اشارت اليه رويترز.
الهالة الاعلامية التى رافقت انعقاد القمة صورت للناس القمة وكأنها عقدت وفى جدول اعمالها موضوع واحد هو التقرير بشأن رئاسة السودان للمنظمة القارية من عدمها،رغم ان الاجندة بها موضوع الساعة فى افريقيا وهو الوضع فى الصومال هو على فكرة اطاح بتولى اثيوبيا لرئاسة منظمة الايقاد بسبب التدخل العسكرى الاثيوبى ومددت الايقاد لكينيا رئاسة الايقاد لعام آخر، ومع ذلك لم تهتم وسائل الاعلام بخسارة اثيوبيا لرئاسة الايقاد كما هو الحال بالنسبة للسودان.
إعلاميا ذهب البعض فى تناولهم لموضوع خسارة السودان للمرة الثانية للرئاسة، فى اتجاهين، فرح البعض وقلل آخرون من اهمية الرئاسة، ولكن الواقع ان السودان خسر الرئاسة الرمزية للقارة، وكسب الزعامة، ورئاسة الاتحاد الافريقى ليست شرفيه، بل فى حال تتولاها دولة قوية كما حدث مع جنوب افريقيا ونيجيريا تستطيع ان تقدم من خلالها الكثير للقارة، وتحسر البعض لفقدان السودان للرئاسة لما كان يمكن ان يقدمه من موقع الرئاسة لحل ازمة الصومال.
رئاسة غانا التى تتزامن مع خمسينية احتفالاتها بالاستقلال، وجاء استقلال غانا العام 1957 من الاستعمار الانجليزى تتويجاً لمسيرة النضال الوطني التي قادها كوامي نكروما أول رئيس لجمهورية غانا المستقلة، نالت غانا رئاسة الاتحاد الافريقى للعام 2007 بالاجماع، وكانت مخرجا لإزمة الرئاسة وتتمع غانا بموقع متميز فى المحافل الافريقية وظلت تلعب أدواراً فى فض الاشتباكات وتثيبت الاستقرار فى الغرب الافريقى، وهذا يؤهلها لقيادة الاتحاد الافريقى هذا العام بما يحقق اهدافه فى تعزيز التضامن والاستقرار والتنمية فى القارة.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home