Tuesday, February 06, 2007

حوار مكة !


توجهت قيادات حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين الى مكة المكرمة وتركت خلفها فى غزة دخاناً يتصاعد من معارك الاخوة الاعداء، واتفاق هش لوقف اطلاق النار، ونذر حرب طائفية وبعض الرجاء والامل فى الخروج من الازمة الراهنة، واجتماع مكة اليوم للحوار بين فتح وحماس بلغة الحكمة بدلا عن الرصاص يمثل آخر اختبار لمدى جدية الحركتين فى اعادة الهدوء الى فلسطين وتجديد الالتزام بواحدة من ثوابت السياسة الفلسطينية، وهى ان الدم الفلسطيني خط احمر.
التصريحات الفتحاوية والحماسية قبيل حوار مكة تبعث على التفاؤل، وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن حماس ستهيئ كل الظروف المواتية لإنجاح هذه المحادثات، ودعا فتح ليكونوا كذلك ولعدم العودة إلى الوراء،ومن جهتها قالت فتح على لسان أمين سرها في الضفة الغربية حسين الشيخ إنها ستذهب إلى مكة بقلب مفتوح بهدف الوصول إلى اتفاق بشأن جميع المسائل العالقة.
بمكة اليوم تختبر هذه التصريحات، وما اذا كانت فتح وحماس تستمعان وتستجيبان لنداءات العقلاء بحقن الدماء ووأد الفنتة فى مهدها، والواقع ان الحركتين تواجهان ضغوطا من الخارج ومن الداخل الفلسطيني لترجيح صوت العقل فى تجاوز الازمة السياسية الراهنة قبل ان تتفاقم الى حرب اهلية، ولمزيد من الضغط نظمت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة الجهاد الإسلامي، اعتصاما جماهيرياً في محافظة رفح تحت عنوان: لا للاقتتال الداخلي ونعم للوحدة الوطنية.
حوار مكة يمكن ان يضع نهاية للصراع العبثي بين فتح وحماس، فى وقت يمضى فيه العدو الاسرائيلى قدماً الى تهويد القدس، وبناء الجدار والاستمرار فى سياسة الاجتياحات والتدمير للمدن الفلسطينية، بينما الصراع الفلسطيني الفلسطيني على أشده، ومن المفارقات المحزنة ان تأتى دعوات رأب الصدع بين فتح وحماس وضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية حتى من العدو الاسرائيلي ، كما فعل شمعون بيريس، نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي اثناء زيارته الى قطر عندما طالب بوحدة الصف الفلسطيني!
فهل يضع حوار مكة اليوم حدا لهذا العبث؟ الآمال معقودة على قيادات فتح وحماس والمملكة العربية السعودية التى يتوقع ان تقدم دعماًمالياً كبيراً يسهم فى تخفيف معاناة الفلسطينيين بعد نجاح حوار مكة .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home