Monday, February 05, 2007

مصداقية الصحافة!


فى السودان كما هو الحال فى العديد من البلاد العربية والافريقية، تعانى الصحف فوق شح الامكانات وضيق هامش الحريات تعانى ازمة مصداقية، وتنهض بينها والقراء حوائط من ما يطلق عليه بفجوة المصداقية credibility gap، وجميعنا نسمع الكلمة التى صارت مثلا (دا كلام جرائد) اى هذا كلام صحف لا يعول عليه كثيرا، نتأمل نحن العاملين والمبتلين بهذه المهنة ، من مثل هذا الحديث، ولكن أليس لهذه الفرضية ما يؤكدها على صفحات الصحف ذاك جدال قد يطول ولسنا بصدده.وفجوة المصداقية ليست حكرا علينا فى عالمنا الثالث كالفجوة الغذائية، فحتى امريكا قلعة الحريات والصحافة النزيهة ، تعانى من هذا الداء ، ففى كتابها (كلاب حراسة الديمقراطية)، وضعت السيدة هيلين توماس، اللبنانية الأصل، عميدة مراسلي البيت الأبيض خلاصة تجاربها الصحفية مع تسع فترات رئاسية فى الولايات المتحدة،وتقول هيلين: إن مصداقية الصحافة الأمريكية تعرّضت، لسوء الحظ، إلى هجوم من إدارة الرئيس بوش ومن جماعات سياسية ودينية أمريكية، سرعان ما أسفرت عن انحناء رؤساء تحرير الأخبار في وسائل الإعلام الأمريكية للرقابة الحكومية، من خلال سيطرة الشركات الأمريكية الكبرى عليها. فشركة جنرال إلكتريك تتحكّـم في شبكة ''إن بي سي''، وتتحكم شركة فياكوم في شبكة ''سي بي إس''، وتدير شركة ديزني شبكة ''إيه بي سي''.
في دراسة أعدها كل من أندرو كوت وروبرت قوث حول ثقة المواطن الأمريكي في مصداقية الإعلام ، وجد أن المجتمع الأمريكي قد انخفضت ثقته بالإعلام الغربي بصورة واضحة في السنوات الأخيرة. كما أظهرت نفس الدراسة أن أكثر من 60% من الشعب الأمريكي يعتقد أن الإعلام يركز على الجوانب السلبية أكثر من اللازم.
سيطرة ادارة بوش على الاعلام افقدت الصحافة الامريكية مصداقيتها، وهى كانت المثال الذى يحتذى، فماذا بشأن مصداقية صحفنا فى العالم الثالث، ثمة ضوء وامل انبعث من كينيا التى تتوافر لديها تجربة صحافية جديرة بالتأمل والاحترام، حيث نشرت امس فى صحيفة النيشن الكينية نتائج مسح استقصائى قامت به مجموعة استيتمان جاء فيه ان الكينيين يثقون فى رجال الصحافة اكثر من رجال الدين ورجال البرلمان يحتلون ذيل قائمة المصداقية !

0 Comments:

Post a Comment

<< Home