Sunday, February 11, 2007

الايام الفلسطينية السوداء


قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن للصحافيين عقب لقاء مكة مع قادة حركة حماس والاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية التى طال انتظارها : ''ما كنا نتمناه من اتفاق وصلنا إليه بحكومة وحدة وطنية ونتمنى ألا نعود إلى الأيام السوداء وألا تعود الأيام السوداء أبدا''.
اتفاق مكة نجح فى اذابة جليد التوترات بين حركتى فتح وحماس ، فى واحدة من المبادرات العربية النادرة التى افلحت فى رأب صدع الاشقاء فى فلسطين، فمنذ مجىء حكومة حماس والمحاولات العربية تترى لتجسير الهوة بينها وحركة فتح وكلنا يذكر جولات الحوار الوطنى الفلسطينى برعاية مصرية سواء داخل فلسطين او فى القاهرة وكيف انها جميعا انتهت الى لاشىء، ومعهامبادرات اخرى، وظل التصعيد على اشده وكادت فلسطين تنزلق الى حرب اهلية لا يعلم مدها الا الله.
الايام السوداء التى تمنى الرئيس ابومازن ألا تعود ابداً، كانت فعلا سوداء، وصورت الشعب الفلسطينى، بالمندفع نحو قتال همجى، والتارك لقضاياه المركزية فى النضال ضد الاحتلال الاسرائيلى وبناء دولة ونظام حكم ديمقراطى على انقاض ممارسات الاحتلال الوحشية، والايام السوداء التى رفع فيها الاخوة الفلسطينيون السلاح فى وجوه بعضهم بعضا كانت خصما على رصيد نضالاتهم وصبرهمم الطويل لأبشع احتلال على وجه الارض، ولكن بناء جدار فاصل بين تلك الايام السوداء والمستقبل يحتاج الى اكثر من امانى ابومازن، وكما تحلل قادة الحركتين من المحيط والمخيط فى احرامهم عقب الاتفاق، عليهم التحلل من كل خلافات الماضى وبداية صفحة جديدة فى السياسة الفلسطينية.
الوقاية من اسباب العودة الى الايام السوداء، تتطلب درجات اعلى من الوعى بمخططات العدو الاسرائيلى الرامية الى ضرب وحدة الصف الفلسطينى، ولعل هذا ما صرحت به وزيرة خارجية العدو تسيبي ليفني اعتبرت في مداخلتها أمام مؤتمر ميونخ الأمني أن حماس ''لا تمثل المصالح الوطنية للفلسطينيين وطموحاتهم''.!
رسائل التشكيك الاسرائيلية ليست موجهة فقط الى الداخل الفلسطينى بل الى الخارج لمحاصرة أية مظاهر تأييد دولية يمكن ان تلتف حول الحكومة الفلسطينية الجديدة كشريك غير جاد للسلام مع إسرائيل.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home