Monday, March 12, 2007

الصومال وصراع الارادات الاقليمية

الازمة الصومالية الراهنة، تكشف كل يوم عن حقيقة طالما تجاهلها الجميع وهى ان الصراع هناك صراع ارادات ومصالح اقليمية ودولية، وما الصومال وشعبه التعس الا مجرد مسرح لهذا الصراع متعدد الاطراف، وعندما طرحت البلدان الافريقية فكرة ارسال حفظة للسلام المفقود فى الصومال، لم تتحمس العديد من الدول الافريقية، فقط يوغندا ونيجيريا ورواندا بادرت بالتزام بارسال قوات لحفظ السلام فى افريقيا، حيث وصلت طلائعها الى العاصمة الصومالية مقديشو وهى القوات اليوغندية، والتى استقبلت بقذاف الهاون فى مطار مقديشو، مما يجعل مهمتها شبه مستحيلة، ويعيد سيناريو اقرب الى ما حدث لبعثه الاتحاد الافريقى فى دارفور بالسودان، وتنتهى التجربتان فى السودان والصومال الى واقع خطير مفاده ان الافارقة غير قادرين على الحفاظ على السلام فى قارتهم، مما يتطلب تدخل الامم المتحدة او حلف الناتو، والذين يقفون وراء هذا المخطط يسعون الى اجهاض طموحات الاتحاد الافريقى الوليد فى تشكيل قوات ردع افريقية تعصم القارة من التدخلات الخارجية. الهجوم على القوات اليوغندية فى مطار مقديشو، يدشن مرحلة جديدة فى الصراع الصومالى، مرحلة المقاومة على الطريقة العراقية والافغانية، حيث نشر موقع صومالي على شبكة الإنترنت مقرب من المحاكم الشرعية نشر بيانا نُسب ''لحركة المُقاومة الشعبية في أرض الهجرتين''، ذكر أن هذه الحركة هي التي قصفت المطار.
التطور الخطير فى الصراع الصومالى، والذى اشرنا اليه فى المقدمة بصراع الارادات الاقليمية، هو التحذير الاريتري شديد اللهجة الى القوات اليوغندية، من مغبة الانتشار بالصومال والعواقب الوخيمة من ذلك الانتشار، حيث قال وزير الاعلام الاريترى على عبده:
( ان يوغندا تخاطر بالتورط فى حرب في الصومال).
جيران الصومال يسهمون بشكل أو آخر، فى تدهور الاوضاع الراهنة هناك، ولكل دولة أجندتها فى الصومال ومن يقف خلفها من القوى الكبرى، وسبق ان تبادلت اريتريا واثيويبا الاتهامات بالتدخل فى الصومال، والآن يتجاوز التراشق الجارين اللدودين للصومال الى يوغندا، التى وجدت نفسها محشورة بين سندان المحاكم الاسلامية ومطرقة اريتريا فى مهمة لحفظ سلام لا اثر له على ارض الواقع.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home