Tuesday, June 05, 2007

لقاء بغداد وغموض الاجندة!

لم يجد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عبارة دبلوماسية مغلفة واحدة يمكنها اعانته في ورطته امس امام المفاوضات الايرانية الامريكية حول العراق ببغداد، غير ان يقول بصراحة للمفاوضين الايرانيين والامريكيين ،ان بلاده تريد ان يكون الموضوع العراقي هو الوحيد في هذه المفاوضات، ولكن الواقع ان هناك ثمة فجوة كبيرة بين مايريد المالكي وما تريد امريكا وايران من هذه المفاوضات التى تجري فى مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي ببغداد بين السفير الأميركي في العراق ريان كروكر ونظيره الإيراني حسن كاظمي وهي المفاوضات الاولي على هذا المستوى بين البلدين منذ قيام الثورة الإسلامية فى ايران العام .1979
المالكي حاول تذكير الطرفين الايراني والامريكي بانهما فى بغداد وتحت عنوان بحث المسألة العراقية، حتي لا يذهبان بعيدا فى متاهات خلافاتهما الثنائية ، وتكمن اهمية المباحثات الثنائية حول العراق ، لكون طهران وواشنطون تمسكان بأهم اوراق اللعبة العراقية ، وهذه المفاوضات تندرج فى هذا الاطار وهي مفاوضات بين ايران وامريكا واجندتها الملف النووي الايراني وحماية مصالح بعضهما البعض فى العراق، ورغم أماني المالكي والتصريحات التى يلهي بها الاطراف الاعلام فان اجندة اللقاء تظل ايرانية امريكية لا تتقاطع مع العراق الا فى المصالح المشتركة والحاجة الى مساعدة كل للآخر لديمومة مصالحه فى العراق.
والاجواء المشحونة التى انعقد فيها اللقاء لا تبعث على التفاؤل فى الخروج بنتائج ايجابية لا على صعيد خفض وتيرة العنف فى العراق ولا حول الاجندة الحقيقية للقاء فى التقارب بين النقيضين فى المنطقة ، فاتهامات بين الطرفين تصاعدت عشية اللقاء،حيث كتبت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن إيران اتهمت الولايات المتحدة بإدارة شبكات تجسس هدفها القيام بعمليات تخريب داخل حدودها.
فضلا عن الشكوك حول فحوى اجندة اللقاء وامكانية نجاحه ، تفتح تصريحات الناطق بلسان الحكومة العراقية على الدباغ التى قال فيها ان ''هناك نقاط اتفاق مهمة بين الطرفين والحكومة العراقية تحاول تطويرها''، الباب امام سؤال هل اللقاء فعلا يجري فى اطار وساطة من الحكومة العراقية لرأب الصدع بين ايران وامريكا؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home