Sunday, April 15, 2007

تأجيل العقوبات الامريكية على السودان العصا أم الجزرة ؟

تقرير : محمود الدنعو
اظر لقرارالولايات المتحدة تأجيل فرض عقوبات جديدة علي السودان لعدة أسابيع، يجده يحمل العصا والحجزة معاً، فهو من جهة يفسح المجال للمحاولات الدبلوماسية لتلين موقف الحكومة الرافض لدخول القوات الدولية الى دارفور، ومن جهة اخري ينذر الخرطوم بان القادم اخطر لاسيما بعد ان تعثرت المساعي الدولية والاقليمية لإقناع الخرطوم بالتراجع عن موقفعا الرافض للقوات الدولية، جاء اعلان قرار التأجيل الامريكي كمهاد لزيارة نائب وزيرة الخارجية جون نيغروبونتي، ربما فى محاولة لتسوية الارض أمام نيغروبونتي الذى يأتي الخرطوم فى مهمة الفرصة الاخيرة، وهنا يصلح التأجيل كجزرة يقدمها نيغروبونتي فى الخرطوم وعصا يرفعها فى آن معا ليهدد بالعودة الى الوضعية الامريكية الضاغطة باتجاه فرض عقوبات جديدة على السودان، وقالت الولايات المتحدة فى حيثيات اعلان تأجيل العقوبات التى هددت بها انها تريد منح الامم المتحدة مزيدا من الوقت للتفاوض مع الخرطوم. وقال المبعوث الرئيس بوش الخاص للسودان أندرو ناتسيوس امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلب من الولايات المتحدة في نهاية الشهر الماضي الانتظار من أسبوعين الي أربعة أسابيع لتمكينه من التفاوض بشأن نشر القوة المختلطة لحفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور. واضاف ناتسيوس احتراما للامين العام (للامم المتحدة) أجلنا، سأمنحه الاسابيع الاربعة. وقال المبعوث ان بريطانيا التي تعد مشروع قرار جديد في مجلس الامن الدولي ضد السودان طلب منها هي الاخري الانتظار أسابيع، وكانت لندن قد هددت فى تزامن و تناغم مع التهديدات الامريكية حيث دعا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لفرض عقوبات دولية جديدة على الخرطوم لكونها تنتهك حقوق الانسان في دارفور. ودعا بلير الى تمديد الحظر على الاسلحة المفروض على السودان، وفرض عقوبات جديدة على مسؤولين حكوميين سودانيين.
وكان ناتسيوس نفسه قد اعلن ان العقوبات على السودان باتت جاهزة وتنتظر اعلان الرئيس بوش، ولهجة ناتسيوس المشحونة بالتهديد جعلت العالم يترقب اعلان العقوبات فى غضون ايام ان لم تكن ساعات خاصة بعد ان قال ناتسيوس ان الولايات المتحدة عيل صبرها امام عناد الخرطوم ورفضها للقوات الدولية، والعقوبات المأجلة التى لوح بها ناتسيوس ستشمل قيود على الشركات التي تقوم بأعمال فى السودان وحظر سفر المسؤولين الحكومين ومصادرة الودائع الخاصة بهم.
الانتقال من خانة الوعيد الى افساح المجال للدبلوماسية يفتح الباب امام عدة تساؤلات، فهل فقدت الولايات المتحدة الأمل فى سياسة الضغوطات التى مارستها على الخرطوم عبر مبعوثيها ومن خلال اصدقاء السودان فى المنطقة، لاسيما وناتسيوس كان قد عبر عن انزعاج شديد يصاب به بوش حين الحديث عن موضوع القوات الدولية ويرغب فى طي هذا الملف باسرع وقت ممكن عندما قال (كفى.. من الواضح تماما أن الرئيس (بوش) أشد غضبا من أي شخص اخر بخصوص هذا. انه ينزعج بشدة عندما يتحدث عن هذا الوضع)، فمن اين جاء بوش بهذا الصبر لاسابيع عدة؟!
عموما تتقاطع بالخرطوم تحركات دبلوماسية نشطة هذه الايام، فالشرق أتى والغرب أتى، وتابو امبيكي رئيس جنوب افريقيا فى زيارته الاخيرة لمراجعة اتفاقات السلام بالسودان مع المسؤولين تطرق للمرة الثانية الى موضوع القوات الدولية، وسبقه تشاي جون مساعد وزير الخارجية الصيني الذي قال ان بكين تستخدم نفوذها بطريقتها الخاصة، ورفض اقتراحات بان تذهب الي مدي أبعد وتلجأ الي التهديدات، ونتائج هذه التحركات لا تخدم الاتجاه الامريكي الضاغط ربما هذا سبب اضافي دفعها الى تأجيل العقوبات، وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري، قد افسد على الولايات المتحدة مسعها اللاهث لفرض قوات دولية على السودان عندما قال أن دعم الأمم المتحدة للقوات الأفريقية يجب أن يكون في الجوانب الإدارية والتمويل والدعم اللوجستي والفني.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home