Tuesday, June 05, 2007

نيجيريا من أوباسانجو الى يار أدوا

اصبحت تعليقات الاديب النيجيري الشهير وول شوينكا على مجريات الواقع السياسى فى بلاده كثيرة فى الآونة الاخيرة وجاذبة لوسائل الاعلام، ونقلت عنه البي بي سي عشية تنصيب أومارو يار أدوا رئيساً جديداً لنيجيريا خلفا للرئيس أولوسيجون أوباسانجو القول إن يار أدوا ''كتلة غير معروفة'' يتولى السلطة في ''وقت محفوف بالأخطار''.
ورؤية شوينكا ليست تحليقاً فى الخيال بأجنحة روائي ومسرحي وشاعر حاصل على جائزة نوبل للآداب، ولكنها الى التشريحية الواقعية أقرب، فرغم ان الشعب النيجيري منح سانحة للحبور الوطني والاعتزاز حيث يعد
تنصيب يار أدوا فى حد ذاته حدثا تاريخيا هاماً فهي أول مرة في نيجيريا يسلم فيها رئيس منتخب السلطة لآخر منتخب أيضا، ولكن قتامة المشهد الراهن افسدت عليهم تلك الفرصة التاريخية، فجاء الاحتفال بهذه المناسبة النادرة باهتاً، وخيمت عليه ظلال نتائج الانتخابات التى رافقتها اتهامات واسعة بالتزوير، وشكوك من فشل يار أدوا ''الكتلة غير المعروفة'' كما وصفه شوينكا فى قيادة بلد مثقل بالازمات كنيجيريا.
الرئيس المغادر أولوسيجون أوباسانجو الذي يعتقد على نطاق كبيرفى نيجيريا بان يصبح الرئيس الفعلي للبلاد، لضعف يار أدوا الذي اختاره اوباسانجو ودعمه خلال الترشح وتعهد بدعمه بعد فوزه فى الانتخابات الاخيرة، قال أوباسانجو إن نيجيريا باتت تتمتع باستقرار واتحاد وديمقراطية أكثر.
الواقع السياسي النيجيري لمن يراه بمعزل عن الصورة السوداوية التى رسمها شوينكا وتلك الوردية التى عبر عنها اوباسانجو، يري حراكاً ومخاضاً يبشر بتحول دايمقراطي تدريجي لا يمثل يار أدوا سوي الجسر المفضي الى ذلك التحول، وملامح ذلك الحراك تتمثل فى ترجيح خيار اللواذ الى سوح المحاكم لحسم التشكيك فى نتائج الانتخابات واعتماد التظاهرات -على خشونتها احيانا- كمنهج للمعارضة السياسية. وهو اسلوب نحتاجه بشدة فى اكثر من بلد افريقي، تتطابق ظروفه السياسية مع نيجيريا حيث تتعدد الاثنيات الحاملة لشرارة الاحتكاك فى محيط اقتصادي هش وتعداد سكاني كبير وتفش للفساد والمحسوبية على نحو يصعب معه توظيف عائدات النفط لصالح التنمية والرخاء الاجتماعي المنشود.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home