Sunday, July 08, 2007

لم ينتقل الزعيم الليبي معمر القذافي من الفضاء العربي الى الافريقي بحماسته الزائدة نحو الاندماج والتضامن وحسب، بل نقل القذافي كذلك ملح الاثارة الاعلامية الذي يضفيه على القمم العربية سواء حضر او لم يحضر تلك القمم، الي افريقيا فى اطار توجهه الجديد قلبا وعقلا نحو القارة السمراء، والقمة الراهنة للاتحاد الافريقي فى العاصمة الغانية اكرا شهدت جانبا من الجاذبية الاعلامية لحركتان وسكنات القذافي المثير للجدل فى قراراته وافكاره، وحضر القذافي الى أكرا عن طريق البر آتيا من ساحل العاج بعد ان عبر سيراليون وليبيريا وغينيا واستقبل فيها من قبل الجماهير على نحو ربما يبث الغيرة فى زعماء تلك البلدان، وكانت تسبق القذافي الى اكرا افكاره المثيرة حول (الولايات المتحدة الافريقية )، وترقب الجميع ان يحاول القذافي اقناع القادة الافارقة بمبدأ الوحدة الافريقية الكاملة، لكنه غاب عن افتتاح القمة!
قمة أكرا خصصت غالب جدول اعمالها لمناقشة مقترحات القذافي بشأن الحكومة الافريقية الموحدة، ولكنها انتهت الى تأجيل حسم البدء فى تطبيق تلك المقترحات سواء بالندرج او دفعة واحدة كما برز من خلال القمة.
فكرة الولايات المتحدة الافريقية، اثارت نقاشات واسعة فى الاوساط السياسية والفكرية الافريقية ، ويكفى القذافي ان قذف بالحجر لتنداح دوائر التنظير الفكري حول الوحدة الافريقية، ولاستطلاع اجواء الجدل الفكري الذى اثارته مقترحات القذافي ننقل عن وكالة الصحافة الفرنسية ما جاء على لسان ديلفين لوكوتر الباحثة في المركز الفرنسي للدراسات الاثيوبية في اديس ابابا والمتعاونة مع معهد الدراسات الاستراتيجية في جنوب افريقيا،حول الانقسام الافريقي ازاء مسألة الوحدة الافريقية بالنمط الذى اقترحه القذافي وقالت ديلفين ان ثمة ''مدرستين'' حيال هذه المسألة، ''المدرسة المتطرفة التي تجسدها ليبيا والسنغال اللتين تريدان فورا تشكيل حكومة مع وزراء من افريقيا''، أما المدرسة الاخرى هي المقاربة المتدرجة، اي تعزيز التكامل الاقليمي
اولا، وفي حال نجاحه البدء بالتكامل القاري''. ومن انصار مدرسة التدرج فى الوحدة رئيس جنوب افريقيا تابو امبيكي، ونأمل ان لا تتسع الهوة بين الزعيمين الى اكثر من اختلاف فى وجهات النظر.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home