Wednesday, June 20, 2007

ربيكا قرنق كشف أسرار وإطلاق نار

ربيكا قرنق كشف أسرار وإطلاق نار
هل تخشي اللبوة مصير الأسد؟
تقرير: محمود الدنعو
القت ربيكا قرنق ارملة الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية والنائب الاول لرئيس الجمهورية السابق بحجر لا تنتهي دوائره عندما افصحت ولاول مرة بأن زوجها مات مقتولاً، قصة رحيل الدكتور قرنق جراء تحطم الطائرة اليوغندية المشؤومة فى 30 يوليو من العام .2005م قد لا تسبر اغوار اسرارها وغموضها الى الابد، ولكن منذ الوهلة الاولي همس البعض والمح آخرون الى امكانية ان يكون قرنق مات مقتولا، ولكنها المرة الاولي التى يجاهر فيها احد بذلك واي احد زوجته ورفيقته فى الحياة والنضال، ولم تكتف السيدة ربيكا المكلومة بالتخلص من عبء كتمان السر المهول بالكشف عنه وحسب ـ بل اتبعته بتحذير شديد اللهجة وخطير الدلالة ، بأن من اغتال الاسد (قرنق) عليه ان يتذكر بان اللبوة جاهزة.
فى الاسبوع الاول لرحيل قرنق وقبل يوارى جسده الثرى ، زار الرئيس اليوغندي يوري موسفيني جنوب السودان لإلقاء النظرة الاخيرة على صديقه وآخر من استضافه بعيد لحظات من وفاته ، ومن فوق جثة قرنق فجر موسفيني تصريحاته الداوية ، والتى حالت تداعياتها ربما دون لحاقه بتشييع جنازة قرنق وهو الاولى بالحضور ، وكان موسفينى شكك فى ان يكون سقوط مروحيته الخاصة التى اعارها صديقه حادثا عرضيا وعاديا، بل اشار والمح الى اياد خفية وراء اسقاط الطائرة اليوغندية فى احراش الجنوب فى رحلة عودتها من كمبالا الى نيو سايد.
تصريحات موسفيني تركت سحابة توتر فى العلاقات بين السودان ويوغندا سرعان ما انقشعت بالتعاون الثنائي فى لجان التحقيق عن ملابسات الحادث، وظل التراشق الاعلامي. ففي سبتمبر من العام 2005 وجه عثمان إبراهيم الطويل القيادي الجنوبي أصابع الاتهام ليوغندا بالضلوع في اغتيال قرنق، وقال الطويل لصحيفة الرياض السعودية : إذا كانت هناك جريمة في مصرعه فإن يوغندا هي المسؤولة عنها وليس غيرها، وعندما كانت لجان التقصي المشتركة تحاول جمع ما تبقي من حطام الطائرة وارسال الصندق الاسود للفحص فى مخابر خاصة باروبا وامريكا ، كانت الصحافة اليوغندية تضيق الخناق على موسفينى بالغمز واللمز حول مسؤوليته عن الحادث، حتى ان الرئيس موسفينى ضاق بها وهدد باغلاقها، وقال موسيفيني في احتفال تكريمي لافراد الطاقم الاوغندي السبعة الذين قضوا في تحطم المروحية الرئاسية، التي كانت تقل قرنق، ان المعلومات التي تنشرها تلك الصحف تهدد امن المنطقة. مؤكدا انه لن يقبل بها.واضاف »لن اقبل بعد اليوم بصحيفة تشبه «طائر الشؤم»، مشيرا الى صحيفتين غير رسميتين ومجلة اسبوعية. وتابع »ساقفلها بكل بساطة، عليها ان تتوقف (الصحف) او نوقفها بانفسنا«. وكانت احدى هذه الصحف قد اوردت ان جثة قرنق عثر عليها ممزقة بالرصاص داخل حطام الطائرة، ووجدت الصحافة مادة دسمة تغذي الشكوك وذلك عندما قال مسؤول يوغندي ان جثة مجهولة عثر عليها فى مكان الحادث ، وسارعت السفارة اليوغندية في الخرطوم الى نفي رواية »الجثة المجهولة«.
وفى تسلسل اشبه بالقصة الدرامية ، وفى لحظات كادت حماسة الناس للنبش وراء الحادث ان تفتر، وشهية الصحافة لملاحقة سير التحريات تراجعت، فجر موقع (العربية .نت) مفاجأة داوية ، عندما نقل عن ضابط سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA استغلت برنامجا للعمليات السرية حول العالم، أعد بعد 11 سبتمبر ، بغرض ملاحقة الإرهابيين، لتصفية شخصيات سياسية كانت أهدافها تتعارض مع المصالح الاقتصادية والعسكرية للإدارة الأمريكية، ولم تكن معادية للولايات المتحدة. وقال وين مادسن، الضابط السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، إن برنامج Worldwide Attack Matrix، والتي يمكن ترجمته حرفيا بـ''مصفوفة الهجوم العالمي الشامل''، أتاح للاستخبارات الأمريكية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، والنائب الأول لرئيس الجمهورية في السودان، الدكتور جون قرنق، و يتحدث وين مادسن عن اغتيال قرنق قائلا إنه'' قتل أيضا رغم أنه كان حليفا للولايات المتحدة وذلك في حادث تحطم مروحيته بعد معارضته لخطط أمريكية لتأسيس شركة بترولية في جنوب السودان وتم قتله بمساعدة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، النصير لإدارة بوش''
اتهامات وين مادسن، سبقها حديث للمقدم هاشم بدر الدين، قائد القوات الخاصة، أقوى وحدات الجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة الدكتور جون قرنق، وهي القوات التي انتقى قرنق من وحداتها، عناصر شكلت فريق الحماية الخاص به. ولخص بدر الدين في سياق حديثه لـ''العربية.نت'' الأسباب التي تدعم اتهامه للأمريكيين باغتيال قرنق. وقال بدر الدين، إن النفط، والشكوك المحيطة بتوجهات قرنق الفكرية كـ''شيوعي''، والكاريزما والقدرات التي يتمتع بها، وكانت لتقلب المعادلات كلها في السودان، التي يسعى الأمريكيون للإبقاء عليها ، بالإضافة إلى مراوغته للأمريكيين، والتفافه على ضغوطهم، كلها أدت لاغتياله. واضاف موقع العربية نت انه على الرغم من أن بدر الدين لا يملك أدلة على الأرض فيما ذهب إليه، إلا أنه أكد بأن الأمريكيين سبق أن هددوا قرنق أثناء مفاوضات السلام في ضاحية مشاكوس الكينية.
الظروف والملابسات التى تحطمت فيها طائرة قرنق تفتح الابواب امام احتمالات كثيرة ، فشهود عيان رووا ان الطائرة احترقت تماما، وهذا يؤشر الى واحد من اثنين اما ان تكون اصيبت بالنيران فى الجو او ان النيران انفجرت داخلها، فضلا عن دخول الامريكيين على الخط والانباء التى ترددت عن اخذهم اجزاء معينة من مسرح الحادث، ومؤشرات عديدة من شأنها ان تقود الى طرائق ومتاهات وتفسيرات عدة ، ولكن خلاصة تقريرلجنة التقصي المشتركة اشارت الى ان أخطاء عدة نسبت لقائد الطائرة تمثلت في عجزه عن إدراك طبيعة الأوضاع الأمنية الأفقية والرأسية لقرب أو بعد طائرة الهيلكوبتر التي كان يقودها من المناطق الجبلية التي كان يطير فيها ، إضافة إلى قراره الخاطئ بالاستمرار في الطيران في ظل هذه الأجواء اعتمادا فقط على الرؤية البصرية، وعدم استفادته من المعينات الفنية الموجودة بالطائرة ، وفوق كل ذلك عدم وجود خطة طيران مسبقة للرحلة نفسها.
الجديد فى تصريحات ربيكا، الاخيرة، ليس الكشف عن السر الخطير ، فلطالما المحت ربيكا الى ذلك وهى التى قالت لجوناثان كارل، كبير مراسلي قناة ABC بُعَيْد رحيل قرنق : ''إن الحوادث مقدر لها أن تقع، ولكن حادث طائرة قرنق كان غريبا ومثيرا''، واضعة الكثير من علامات الاستفهام بقولها: ''كانت الأحوال سيئة، ولكنها لم تكن بذاك السوء الذي يحطم تلك المروحية العسكرية''. وختمت حديثها لكارل بتساؤل: ''أريد أن أعرف ما جرى داخل الطائرة، وهل هو خطأ ميكانيكي حقاً؟.
الجديد والخطير التهديدات التى اطلقتها ربيكا عندما قالت :(احذر الذين يقفون وراء هذه الجرائم من انكم اذا ما قتلتم الاسد فأنتم تعرفون ما تفعله اللبؤة) هذه التهديدات تطرح اكثر من سؤال ترى من المعني بالتحذير وهل (اللبؤة) تخشى على نفسها من مصير (الاسد) على افتراض ان القاتل واحد ، ويريد التخلص من قرنق ومن يحمل ذات الرؤية التى حملها قرنق؟، وهل كشف الاسرار فى هذه اللحظة بمثابة اطلاق نار تحذيرية ، وهل توقيت الكشف عن هذه الاسرار مرتبط باقتراب الخطر من (اللبؤة) الهدف التالي بعد (الاسد)، وكيف احتملت ربيكا هذا السر الخطير على مدى عامين، وهل الاسباب التى روته الشبكة( كينيا تيليفيجن نتوورك ) ''دعوني اقول لكم ما اخفيته دائما في عقلي وقلبي. فعندما مات زوجي لم اقل انه قتل لاني كنت اعرف العواقب لكني كنت اعرف ان زوجي قد اغتيل، كنت اعرف ان ملايين الاشخاص في جنوب السودان ومنهم الاطفال سيتأثرون. كان زوجي رجلا كبيرا لكنه ترك صورة عنه تنطوي على مزيد من القوة''، هل هذه الاسباب انتفت ولم يعد لهكذا خبر ردات فعل كما حدث صباح الاثنين الاسود ، الاسئلة التى خلفها تصريح ربيكا لا تنتهي تماما كقصة رحيل الدكتور قرنق التي لا تنفك تشغل الساحة السودانية بغموضها الرهيب .

0 Comments:

Post a Comment

<< Home