Wednesday, July 11, 2007

ساركوزي لا يعتذر

قبل ان يصل الجزائر امس فى أولى جولاته خارج اوربا، بعث الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزى، برسالة مخيبة لآمال الشعب الجزائرى فى علاقة مستقبلية قائمة على الاحترام المتبادل فى ظل ولاية ساركوزى المثيرة للجدل، ودافع ساركوزى امس عن رفضه الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بالجزائر وقال انه ينبغي للزعماء التركيز على المستقبل والتوقف عن (تعذيب أنفسهم).
زيارة ساركوزى الى المغرب العربي (سنتقله من الجزائر الى تونس بينما اعتذرت المغرب عن استقباله الآن) لا تندرج فقط فى المسار التقليدي للدبلوماسية الفرنسية حيث يبدأ كل رئيس جديد جولاته الخارجية من المغرب الغربي بوابة فرنسا الى الضفة الاخرى للمتوسط ، فالزيارة تكرس بشكل رئيس لتسويق مشروع ساركوزي (قيد البلورة) الخاص بالاتحاد المتوسطي،متجاوزا فى ذلك طروحات مسار برشلونة للشراكة بين ضفتي المتوسط المتعثر، ورأى أنطونيو دياس فارينا، الأمين العام لأكاديمية العلوم السياسية في لشبونة، فى حديث لموقع (سويس انفو) أن الإتحاد المتوسطي الذى دعا له ساركوزي هو أفضل رد على التقلبات التي تعصف بالمنطقة، واعتبره وسيلة فعالة لتعزيز الاستقرار وإقامة حوار بين الحضارات والأديان المنتشرة على ضفتي المتوسط.
افكار ساركوزى حول الاتحاد المتوسطي رغم انها قيد البلورة ولكن ما طرحه جون بيير جويي، وزير الشؤون الأوروبية في حكومة ساركوزي، أمام وزراء خارجية دول ''المنتدى المتوسطي'' في جزيرة ''كريت'' اليونانية يوم 2 يونيو الماضي، اثار ردود فعل متباينة فبينما ساندت البرتغال الرئيس الدوري للاتحاد الاوربي عارضت تركيا المشروع الذي رأت فيه انقرا التفافاً فرنسياً على طموحاتها فى الدخول الى جنة الاتحاد الاوربي، وتعويضها بعضوية فى الاتحاد المتوسطي الذي يسمح للضفة الاقوى ان تقيم علاقات تجارية مع الضفة الاخرى وتضمن فى ذات الوقت سد الابواب والذرائع امام فلول المهاجرين غير الشرعيين المتسللين من افريقيا الى اوربا ولكن بعد تمريرهم عبر (مصفاة) قانون الهجرة المنتقاة الذي يمثل اهم محاور برنامج ساركوزي السياسي، فهل ستفلح زيارة المغاربية فى تسويق مشروع المتوسطي رغم اصراره علي عدم الاعتذار للشعب الجزائرى.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home