Tuesday, July 10, 2007


على خلفية مؤتمر باريس واخواتها
هل تضبط طرابلس ساعة الحقيقة فى دارفور؟
تقرير: محمود الدنعو
حركة دبلوماسية نشطة شهدتها الساحة السودانية خلال الايام القليلة الماضية، بتوافد عدد من المبعوثين الاقليميين والدوليين فى اطار الجهود الدولية لايجاد حلول سياسية لازمة دارفور، ومن ابرزها التحضيرات لقيام مؤتمر طرابلس الذي سيعقد بحسب نائبة المتحدثة باسم الامم المتحدة فى العاصمة الليبية طرابلس يومى 15 و16 يوليو بهدف الوقوف على حجم التقدم الذى تحقق على مدى الشهرين الماضيين، وتقييم تنفيذ خارطة الطريق ومراجعة مقترحات للسير قدما خصوصا بشأن كيفية اطلاق مرحلة التفاوض فى خارطة الطريق.
ومن جانبه قال على التريكى مسئول الشئون الافريقية بوزارة الخارجية الليبية، إن هناك تنسيقا كاملا بين الاتحاد الافريقى والامم المتحدة والأطراف الدولية كافة وان الهدف من عقد هذا المؤتمر هو تقويم ما انجز من خارطة طريق فى اقليم دارفور من اجل توحيد جميع الجهود الدبلوماسية لانهاء الازمة وتحويلها الى مبادرة بقيادة الاتحاد الافريقى والامم المتحدة.
وسيعقد المؤتمر في طرابلس بمشاركة (13) دولة هي إضافة إلى ليبيا، السودان وتشاد ومصر وإريتريا والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وهولندا والنرويج، وأيضا الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.
المؤتمر بهذه المشاركة الدولية الواسعة يبدو مغايرا لمؤتمرات اقليمية سابقة شهدتها طرابلس نفسها وتشاد ونيجيريا بهدف ايجاد حل سلمي للازمة ، ومع المغايرة التى احدثتها المشاركة الدولية يبدو المؤتمر للناظر اليه من زاوية اخرى وكأنه نسخة معدلة من مؤتمر باريس الذي انعقد نهايات يونيو الماضي اكد دعمه للجهود المشتركة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لنشر قوات حفظ سلام والسعي لعقد محادثات سلام بين أطراف الصراع.
والجهود المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة التى اشار اليها مؤتمر باريس بالدعم، هي المحك فى مؤتمر طرابلس. فالتوافق والتنسيق بين جهود المنظمتين من شأنه ان يسهل مهمة تطبيق خارطة الطريق التى عكف عليها مبعوثا المنظمتين يان الياسون من الامم المتحدة وسالم احمد سالم من الاتحاد الافريقي، وتتضمن خارطة الطريق ثلاث مراحل هى تجميع المبادرات كافة تحت مظلة الامم المتحدة والاتحاد الافريقى و بدء المفاوضات فى وقت لاحق من هذا العام.
المبعوثان الياسون وسالم ابديا تفاؤلا بامكانية جمع الفصائل غير الموقعة على اتفاق ابوجا للسلام بدارفور فى مائدة حوار واحدة مع الحكومة السودانية وتوقعا ان يكون ذلك اللقاء بحلول شهر اغسطس القادم.
ولكن محللين يقولون إن الطريق لا يزال طويلا حتى بعد أن يقطعا الخطوة الأولى بالجمع بين الجماعات المتمردة المتفرقة، وقال ديف موزرسيكي من مجموعة إدارة الأزمات الدولية ''يبدو مستبعدا أن يجروا محادثات في اغسطس .. نظرا لعدم إحراز تقدم يذكر من ناحية توحيد جبهة المتمردين.''
وكما ان مؤتمر باريس لم يكتب له النجاح تحوم شكوك حول فشل مؤتمر طرابلس هو الاخر ولاحت بوادر الانقسام حول المؤتمر من خلال موقف حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور وهى من اكبر الفصائل غير الموقعة على اتفاق ابوجا التى ذكرت فى بيان صحفي انها تؤيد المؤتمرات الدولية كمؤتمر باريس لانه تناول القضايا الحقيقية اليومية الماثلة فى دارفور والذى عجزت عنه تلك المؤتمرات و القمم الاقليمية الماراثونية شبه الأسبوعية او الشهرية فى اشارة الى مؤتمر طرابلس، ووصف البيان هذه المؤتمرات والقمم الاقليمية بانها صورية والهدف منها شراء الذمم وبالتالي هى لا تفضي الى سلام، ولكن البيان عاد وأكد ربما من باب الحرص على الخطاب الدبلوماسي على احترامه لجهود الرئيس الارتيرى اسياس افورقى والتشادى ادريس ديبى والليبي معمر القذافي والمصرى حسني مبارك لتحقيق السلام الشامل.
وفى تطور آخر اعتبره البعض اصطفافاً لمؤيدي فكرة مؤتمر طرابلس في مواجهة معارضيها، وقع رئيسا جيش تحرير السودان أحمد عبد الشافي والتحالف الفيدرالي الديمقراطي السوداني أحمد ابراهيم دريج في لندن مذكرة تفاهم، الاولى من نوعها، اعلنا فيها توحيد الرؤى السياسية، والتحرك الدبلوماسي التفاوضي في مؤتمر طرابلس لايجاد حل لأزمة دارفور والعمل على نبذ التفرقة والشتات بين الفصائل الدارفورية.
مؤتمر طرابلس يمثل سانحة وساحة لاطراف الصراع فى دارفور لطرح رؤاها لحل الازمة امام الوسطاء الاقليميين والدوليين قبيل ارسال دعوات المشاركة فى المفاوضات بين الحكومة والفصائل الدارفورية، كما انه يمثل اختباراً عمليا لتفاؤل المبعوث الخاص للأمم المتحدة يان إلياسون الذي قال ان (ساعة الحقيقة) اقتربت بالنسبة إلى الحل السياسي في دارفور، فهل تضبط طرابلس توقيت ساعة الحقيقة بالخروج من مؤتمرها بموعد مضروب للمفاوضات وبأجندة للتفاوض تحظى باجماع الاطراف عليها، ام سيمضي مؤتمر طرابلس كما مضى مؤتمر باريس والعديد من المؤتمرات الاقليمية التى سعت الى ايجاد حلول لازمة دارفور وفشلت فى الوصول الى تلك الحلول.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home