Sunday, July 29, 2007

بين حماس والعدالة التركية!

الفوز الداوي لحزب العدالة والتنمية فى الانتخابات التركية، وجد استحسانا دوليا، على عكس فوز حركة حماس فى الانتخابات الفلسطينية، وكلاهما احزاب ذات جذور اسلامية ولكن الفرق بينهما يكمن فى محاولات حزب العدالة والتنمية التركي فى الاستمساك بالمشتركات الانسانية والوطنية، وتجنب الصدام مع الآخر تركيا او اقليميا او دوليا مع احتفاظ بالثوابت، وبعد الشحن والاصطفاف بين معسكر العلمانية المحروس بالمؤسسة العسكرية والاسلاميين فى معركة ترشيح عبد الله غول احد قيادات حزب العدالة الى منصب رئيس للجمهورية التركية ، جاء فوز الحزب انتصارا معنويا كبيرا لقياداته ، والتى بدلا عن التشفي والدخول فى معارك مع الخصوم السياسيين، لجأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الى استخدام ذكائه السياسي عندما وجه رسالة مهمة لجهة بث الطمأنينة فى قلوب الواجفين من هيمنة الاسلاميين على البرلمان التركي ، ومن اقامة دولة دينية على قرار ايران المجاورة ، وتعهد ارودغان أمام مئات من انصار حزبه المنتشين بالفوز الكاسح الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية، تعهد أردوغان بأن يكمل السير على طريق الإصلاح الاقتصادي والديموقراطي وبالحفاظ على مبادئ الجمهورية العلمانية. ومثابرة العمل على انضمام تركيا إلى
الاتحاد الأوروبي.
وسرعان ما ارتد صدى رسالة اوردغان بالايجاب عندما هنأ زعماء بالاتحاد الأوروبي أردوغان بالفوز الكبير . ووصف الزعماء فوز حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، بأكبر حصة من الأصوات، بأنه ''تفويض للإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي تركيا لاستكمال محادثات العضوية''.
المباركة الاوربية والارتياح الدولي لفوز حزب العدالة والتنمية من شأنها خفض حدة الصراع السياسي داخل تركيا حيث يتطلع العالم الى ردم الهوة بين الفرقاء فى تركيا ، ومن المثير فى الحالة التركية ان الاسلاميين هم الاكثر التزاما بالديمقراطية واحتراما لمبادئ التداول السلمي للسلطة بينما العلمانيين كثيرا ما يلجأون الى التلويح بتدخل المؤسسة العسكرية كلما تعرضوا الى خطر الاسلاميين الحقيقى والمتوهم.
ودون الخوض فى جدل ايهما افضل فان الطريقة التى انتهجتها العدالة والتنمية اكسبتها دعما دوليا لم تحظ به قوة اسلامية من قبل، بينما اختيار حماس للمواجهة اقام حولها جدار سميك من العزلة الدولية والاقليمية.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home