Saturday, September 08, 2007

بان كى مون فى الفاشر

تبدو مرحلة بان كى مون كأمين عام للامم المتحدة مغايرة عن سلفه كوفي عنان على الاقل فى التعاطي مع الشأن السوداني ، فكى مون الذى يزور السودان الآن يمارس ضغوطا على الحكومة ولكنها تختلف عن تلك التى مارسها من قبل كوفي عنان ، كى مون وعد امس من الفاشر عاصمة شمال دارفور بتصعيد الضغوط من اجل التوصل الى حل سياسي، وقال للصحافيين: ''سوف اعمل من اجل الاسراع بعملية المفاوضات السياسية.'' واضاف ''عملية القوات المختلطة يجب ان يرافقها عملية سياسية، والا فان قوات حفظ السلام أو الشرطة أو الموظفين المدنيين سيواجهون صعوبة كبيرة في القيام بمهامهم.
الزيارة الراهنة لبان كى مون التى ستشمل كذلك ليبيا وتشاد ومحورها الرئيس فى محطاتها الثلاث هو قضية دارفور، تشكل اختباراً عملياً لتصريحات كى مون عشية تسلمه رئاسة المنظمة الدولية مطلع العام الحالي عندما اعلن بان قضية دارفور ستحتل صدر اولوياته، واختيار كى مون طريق الدفع باتجاه الحل السياسي لأزمة دارفور كان صائبا، فهناك ثمة اجماع عند اطراف الصراع بأن لا حسم لهذا النزاع الذى طال امده وتفاقمت خسائره ، الا عن طريق الحوار السياسى الذى بذل فى التسريع بخطواته كل من يان الياسون مبعوث الامم المتحدة الخاص وسالم احمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقي الخاص جهودا مقدرة من خلال رسم خارطة الطريق الى السلام والاستقرار النهائي بدارفور، واشار الامين العام للامم المتحدة الى ذلك التقدم الذى احرزه الياسون وسالم من خلال تجميع الفصائل الدارفورية وبلورة مواقف تفاوضية موحدة لها من خلال اجتماعات طرابلس واروشا، وكان مون قد اشار الى التطورات الباعثة على التفاؤل عندما قال : فيما يتعلق بعملية المفاوضات السياسية والتنسيق فاننا نقترب من الاتفاق على المكان والموعد، وآمل في ان اتمكن من وضع اللمسات النهائية للمفاوضات قريبا جدا.
طالما اختار بان كى مون ان يرمي بثقله خلف الحل السياسي للازمة ، فالمتوقع ان يجد التعاون من قبل الحكومة ولكن اهم عقبة ستواجه كى مون والحل السياسي للازمة عموما هو موقف عبد الواحد محمد نور الرافض للتفاوض مع الحكومة قبل الايفاء بشروطه فهل ينجح كى مون فى ذلك ؟!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home