Monday, March 26, 2007

جولة رايس والقمة العربية

جولة رايس الراهنة فى المنطقة ونتائجها، تصلح دون أدنى مبالغة عنوانا عريضا للقمة العربية بالرياض هذا الاسبوع، وارتباط الزيارة بالقمة العربية لا يأتى فقط من جهة ان قضايا الامة العربية باتت تستورد الحلول من الخارج او تفرض عليها فى الغالب الحلول من الخارج، وحلولنا بانصافها وانصاف ارباعها هى دوماً من ماركة صنع فى واشنطن او نيويورك ولكن بمواصفات البيت الابيض فى واشنطن.
عموما ارتباط زيارة رايس بالقمة العربية كمهاد ومهندس غير مرئي لاجندتها يأتى من زاويتين مهمتين، الأولى التوقيت حيث تأتي الزيارة عشية حزم السادة الرؤساء والملوك والامراء العرب حقائبهم، ميممين وجههم شطر المسجد الحرام، ليس للصلاة وحدها، بل الى احياء سوق عكاظ للخطابة العربية، والأمر الثاني يتعلق بموضوع الزيارة الرئيس والقمة العربية فى آن معاً، محاولة دفع دماء الحياة فى شرايين المبادرة العربية، التى تراها رايس خطوة مفيدة.
رايس اجرت محادثات في أسوان يوم السبت مع وزراء خارجية أربع دول عربية ممن يطلق عليها دولاً صديقة للولايات المتحدة، فى اطار حملة علاقات عامة ودبلوماسية تقوم بها رايس ربما للرد على الانتقادات الموجهة لإدارة الرئيس الامريكي جورج بوش، لكونها تنقصها الرؤية والعزيمة للإسهام فى دفع عملية سلام الشرق الاوسط المتجمدة.
المبادرة العربية التي شكلت القاسم المشترك لاجندة زيارة رايس والقمة العربية، يعود تاريخ ظهورها الى قمة بيروت فى مارس من العام 2002 م، عندما اقترحتها السعودية وتبنتها القمة العربية بالاجماع ، وتنص على اقامة علاقات طبيعية بين اسرائيل والدول العربية مقابل انسحابها من الاراضي التي احتلتها العام 1967 وايجاد حل لمشكلة اللاجئين، ووجدت المبادرة الرفض من اسرائيل، ولكن رايس تري انها يمكن ان تصبح اساساً متيناً للدبلوماسية النشطة المفضية الى اقامة دولتين جارتين فلسطينية واسرائيلية. ويبقى على رايس ان كانت مقتنعة ان في المبادرة العربية، مخرج لكسر جمود عملية السلام وانهاء حالة اللامبالاة الامريكية بقضية الشرق الاوسط الاقدم والاكثر تعقيدا، ان تضغط على اسرائيل لقبول المبادرة العربية اولاً، دون اسقاط لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، وإلا فان جولاتها المتكررة والرباعيات الدولية والعربية لا تعدو اكثر من سياحة دبلوماسية.

Sunday, March 25, 2007

حول اليوم العالمي للمياه

فى الموقع الرسمي للاحتفال باليوم العالمي للمياه الذى صادف الثاني والعشرين من مارس الجاري نقرأ الآتى: المياه ليست أحد أهم العناصر الأساسية للحياة فحسب، بل هي أيضا رمز روحي في صلوات وعادات وشعائر الشعوب من جميع أنحاء العالم على اختلاف خلفياتها الثقافية والدينية والروحية.
اذن المياه هى الحياة والرمز الروحى فهل حافظنا عليها وعلى نقائها ولم نعكر صفوها بمعاركنا التى فى غير معترك فى غالبها، نحن ذهبنا فى غينا الى ابعد من ذلك اذا جعلنا الماء الذي منه كل شىء حي والمشاع للبشرية جمعاء، جعلناه محور صراعاتنا ومرآة تنعكس عليها انانياتنا النتنة، فتجد جزء من البشر يلهثون عطشي فى سبيل الحصول على الماء الصالح للشرب والزراعة والرعي بينما يعمد آخرون على تلويث المياه العذبة بخلفاتهم ومخلفات مصانعهم وآلياتهم بل وصلت أدخنة آلياتهم الى تلويث حتى زرات الماء المحمولة فى السحب لتهطل على الناس مطراً أسود، وبفعل الانسان ذادت حرارة الارض مما يهدد بتذويب البحار والمحيطات المتجمدة فتغرق مناطق وتجف أخرى ، وبين الشح والاسراف فى المياه هناك من هم كالعير يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ، اذ تشير منظمة (اليونيسكو) فى احصاءات نشرتها بمناسبة اليوم العالمي للمياه الى ان واحدا من كل اربعة اشخاص في العالم لا تصلهم المياه العذبة.
الماء عنصر جذب حضاري اذ يعلمنا التاريخ ان الحضارات الانسانية الكبرى قامت على ضفاف الانهار بالقرب من مصادر المياه العذبة، ولكن اليوم باتت مصادر المياه اما شحيحة مهددة بالنضوب، او متنازع عليها وبالتالي فهى غير آمنة لتصبح حاضنة للحضارات الانسانية كما كانت سابقاً، فضلا عن التقلبات المناخية التى ترسم سيناريوهات معتمة لمستقبل البشرية. فقد حذر خبراء دوليون في مجال البيئة ان عدد الاشخاص الذين سيعانون من نقص في المياه قد يزيد ثلاث مرات مع ارتفاع حرارة الارض.
من التقارير العلمية التى عندما تقرأها تحس بالعطش والخوف معاً تقرير نشر العام الماضي بعنوان (تقرير الامم المتحدة حول المياه) يقول انه بعد اقل من (25 ) عاما سيكون ثلثا سكان العالم في دول تشهد مشاكل حادة في امدادات المياه ولا سيما في شمال افريقيا والشرق الاوسط وافريقيا.

Thursday, March 15, 2007

إهتزازات فى العلاقات الصينية السودانية

إهتزازات فى العلاقات الصينية السودانية
تقرير:محمود الدنعو
تتعرض علاقات الخرطوم وبكين، هذه الأيام لهزات دبلوماسية عنيفة، جاءت على غير ميعاد وغير المعتاد، حيث ظلت علاقات السودان والصين وان شئت الحزب الشيوعي الحاكم في الصين وحزب المؤتمر الوطني في السودان، تمضى بوتيرة هادئة، وتكامل في الأدوار، حيث تتولى الصين الدفاع عن السودان فى المحافل الدولية، ويبقى السودان على فرص الاستثمارات الصينية بالسودان ولاسيما النفطية منها فى أمان، رغم شارات عدم الرضا الأمريكية من هذا الزواج والتي ترسلها أمريكا تلميحا وتصريحا في أكثر من مناسبة، عبرت سفينة العلاقات الصينية السودانية أمواج الصراعات الدولية المتلاطمة، لتستقر عند مرفأ ترجيح كفة المصالح والمنافع الاقتصادية على سواها من عارضات السياسة وتلقباتها، ولكن الصين في الآونة الأخيرة بعد ما بسطت نفوذها الاقتصادي على معظم أجزاء القارة الأفريقية وتعرضت فى ذلك لعاصفة من الانتقادات لتجاهلها بؤس الواقع السياسي فى أفريقيا، وتركيزها على لمعان النفط والمعادن وإهتبال سوا نح الاستثمار، أرادت إن ترفع عن كاهلها أعباء تلك المواقف المتناقضة في نظر العديد من المنظمات الحقوقية الغربية، فكانت الوافق التى تبدو خارج السياق التقليدي لعلاقات الصين مع السودان، والبداية كانت من تسريبات اعلامية بان الرئيس الصيني فى زيارته الأخيرة إلى السودان كان يحمل بإيعاز من واشنطون او تنسيق معها مبادرة لتليين موقف الرئيس البشير من القوات الدولية بدارفور، وارسلت واشطنون فى وقت سابق من العام مبعوثها الخاص للسودان الى بكين من اجل استثمار علاقتها المتميزة بالخرطوم فى السعي الامريكى الحثيث لادخال قوات دولية الى دارفور، وقيل ان الرئيس البشير لم يصغ الى نصائح الضيف الصينى حول القوات الدولية، وعاد الرئيس الصينى من الخرطوم مكسور الخاطر، لتشهد العلاقات الراسخة بين البلدين اهتزازات لا تصل الى درجة الزلزال بمقياس ريختر السياسي، ولكنها مؤشر الى تحول ما فى مسار العلاقات بين البلدين التى ظل مسارها فى اتجاه التطور، وكانت الصين هى الصديق للسودان عند الضيق وطالما وقفت فى المحالف الدولية ومنها مجلس الامن الدولى تذود عن حياض السودان، اول شارات الاهتزاز فى العلاقة حملها خبر اقتصادي سياسي لم توليه صحف الخرطوم الانتباهة الكافية، حيث نشرت الفاينشيال تايمز فى الثاني من مارس الجاري ان الصين أسقطت اسم السودان ونيجيريا وإيران من قائمة الدول ذات الافضيلة فى الاستثمارات الصينية وهى قائمة تصدرها اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح المخطط الرئيس للسياسات الاقتصادية فى الصين وتكتسب القائمة أهميتها من كونها مرجع تستهدي به الشركات الصينية عند الدخول فى استثمارات اجنبية ، وسرعان ما رحبت واشنطون بالخطوة الصينية وحثت الشركاء الآخرين بالصغط على الخرطوم وعبرت على لسان الناطق بأسم الخارجية شوان ماكروماك ان الخطوة الصينية تبعث برسالة قوية الى الحكومة السودانية بان الحكومة الصينية ترغب فى قبول الخرطوم بالقوات الهجين من الامم المتحدة والاتحاد الفريقى بدارفور.
أما الاهتزاز الاكبر فى العلاقات الصينية السودانية يمكن رصده من خلال التصريحات المثيرة للمندوب الصينى بالامم المتحدة عقب تسليم الرئيس البشير رده على خطاب الامين العام للامم المتحدة حول خطة إرسال قوات أممية إلى دارفور، والتى كان فحواها – اى رسالة البشير- رفض الخطة، وقال مندوب الصين : إن السودان وافق في اجتماع أديس أبابا على خطة أممية من ثلاث مراحل لتعزيز القوات الأفريقية في دارفور بقوات أممية، مشيرا إلى أن رسالة البشير تخلط الأمور من جديد، وطلب المندوب الصيني تفسيرا لرسالة البشير، وهو الموقف الذى اعتبره البعض بداية المفارقة الصينية السودانية ، لان رسالة البشير واضحة للصين ولا تحتاج الى تفسير بحكم التسيق الطويل بين البلدين فى هكذا مواقف، ومما يدفع باتجاه تأويل تصريحات المندوب الصينى كعنوان لمرحلة جديدة فى علاقات البلدين ان المندوب الصينى حينها كان ملكيا اكثر من المندوب الامريكى الذى اكتفى بالقول انه لم يقرأ بعد رسالة البشير، لكنه لم يتفاجأ بالمؤشرات الأولية التي تظهر ممانعة الخرطوم لتنفيذ الخطة الأممية.
يشير البعض فى مساعيهم لسبر اغوار البرود المفاجىء فى علاقات الخرطوم وبكين، الى دفء آخذ فى التنامى بين علاقات بكين بحكومة جنوب السودان، حيث تلقى الرئيس الصينى دعوة بزيارة جوبا خلال زيارته الاخيرة للخرطوم، ولدى حكومة الجنوب ثروات نفطية هائلة وجاذبة للاستثمارات الصينية، فضلا عن سوق المنشآت والخدمات الرائجة التى اوجدت فرصها اتقافية السلام بالجنوب واحتمالات قيام دولة منفصلة بالجنوب فى حال صوت الجنوبيون لصالح الانفصال فى الاستفتاء الخاص بذلك.




شفرة جمجمة مورغان

زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانغيراي، اعتقلته السلطات الامنية هناك الاحد الماضي، بعد تفريغها بالقوة لتظاهرة سلمية يقودها حزبه حركة التغيير الديمقراطي مما ادى الى مقتل شخص واحد، وافرجت عنه امس بعد تعرضه للضرب الذى ستبين نتائج فحص جمجمته باحدي مستشفيات هراري ما اذا كان الضرب مبرحاً ام لا.
مورغان معتاد على هكذا ضرب واعتقالات من السلطات الزيمبابوية، حيث ظل منذ تدشينه لحركة التغيير الديمقراطى فى العام 1999، معارضاً شرساً يناطح اعتى صخور الدكتاتورية فى افريقيا، الرئيس روبرت موغابى، واعتبر الكثير من متابعى محاولات المعارضة زحزحة موغابى عن سدة الحكم مجرد تشكيل موغان لحركة التغيير الديمقراطى وصمودها حتى اللحظة انتصارا لاشواق طائفة كبيرة من الزيمبابوين فى رؤية زيمبابوي بدون موغابي، فالزمبابوين منذ استقلالهم عن بريطانيا فى العام 1980 لم يعرفوا رئيسا سوى موغابى، فقبل حركة التغيير فشلت اكثر من محاولة لتجميع شمل المعارضة فى تكتل يستطيع الوقوف امام حزب زانو الحاكم، كما حدث مع الحركة الزيمبابوية المتحدة العام 1990، واتحاد الديمقراطيين الزيمبابوين العام .1995
موغابي ينظر الى حركة موغان باعتبارها دمية فى يد بريطانيا التى بينها وموغابي اكثر مما صنع الحداد، ولكن ما اشعل الصراع الاخير بين انصار زانو، وانصار حركة التغيير الديمقراطى، مصادقة المؤتمر العام لحزب زانو فى اجتماعه الاخير على خطة موغابى لتأجيل انتخابات الرئاسة من العام 2008 إلى العام 2010 ، وهى الخطوة التي يسعى خلال موغابى التمديد لفترة رئاسته، عامين آخرين، ليس لان مفارقة كرسى الحكم بعد ثلاثة عقود من الزمان، تبدو مهمة عسيرة لمثل موغابى ، ولكن ثمة اسباب اخرى وراء تمديد موغابى لفترة رئاسته منها ، الهروب من او على الاقل تأجيل إحالته إلى محكمة دولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان فى ترك السلطة التى تشكل حصانة تمنع محاسبته فى الانتهاكات التى ترتكب يوميا ضد المعارضين من أمثال مورغان الذى ينتظر التحليلات والاشعة المقطعية لجمجمته حتى يدون انتهاكات جديدة فى سجل حكومة موغابى الحاشد بقصص تعذيب معارضى الرأى.

Monday, March 12, 2007

حقوق الإنسان فى السودان بعيون أمريكية

تقرير : محمود الدنعو
جاء فى تقرير وزارة الخارجية الامريكية لاوضاع حقوق الآنسان فى العالم خلال العام 2006 ، ان الإبادة الجماعية مازالت تعصف بمنطقة دارفور رغم مرور حوالى 60 عاماً على تبني الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأضاف التقرير أن (الحكومة السودانية وميليشيا الجنجويد التي تدعمها الحكومة تتحمل مسؤولية الابادة الجماعية في دارفور وكل اطراف الصراع ارتكبت مخالفات جسيمة).
لغة التقرير لا تحتمل تأويلات اخرى غير الادانة وباشد العبارات لسجل السودان فى مجال حقوق الآنسان من المنظور الامريكى لحقوق الآنسان والذى هو محل جدل كبير فى العالم اليوم،ولكن واشنطن لم تكتف بنشر التقرير ثم انتظار ردود الفعل السودانية عليه ، فقد بعثت بعد ايام قليلة من نشر التقرير بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف بشؤون حقوق الإنسان باري لوينكرون الذى زار دارفور للوقوف ميدانيا على فرضية الابادة الجماعية، وتثير مثل هذه التقارير التى اعتادت الخارجية الامريكية اصدراها سنويا جدلاً كبيراً، وتقابل بعاصفة من الآنتقادات لعدم حياديتها، واقرت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس ضمنيا فى خطابها لاعلان التقرير بان سجل بلادها فى مجال صيانة حقوق الآنسان ليس ناصع البياض، عندما قالت :إننا لا نصدر هذه التقارير لأننا نعتقد أننا كاملون وإنما الى حد ما لأننا نعرف أننا غير كاملين بشكل كبير.
بشكل كبير.
وانتقدت روسيا بشدة الولايات المتحدة لانتهاجها سياسة الكيل بمكيالين فيما يتعلق بحقوق الآنسان وقالت يجب على واشنطن ان تنظر الى اخفاقاتها فى الداخل الامريكى وفى العراق وافغانستان وفى معتقل غوانتانامو ومناطق اخرى قبل ان تنتقد الآخرين ، وأعلن أحمد ابوالغيط وزير الخارجية المصري رفض بلاده قبول سياسة الوصاية التي تريد أن تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على عدة دول ومنها مصر عبر تقاريرها عن حقوق الإنسان.
ومارست الولايات المتحدة ضغوطا على الحكومة السودانية للسماح بدخول فريق لتقصى الحقائق من مجلس حقوق الآنسان التابع للامم المتحدة الى دارفور فى فبراير الماضى، ولكنها فشلت فى اقناع الخرطوم بالتراجع عن موقفها الرافض لدخول الفريق لكونه يضم عناصر تجاهر بعدائها للسودان فى مضمار حقوق الآنسان ، بينهم برتراند رامشاران الذى يتبنى موقفا معاديا عبر وصفه ما يجري في دارفور بأنه إبادة.
المسؤول الامريكى قبيل مغادرته الخرطوم الى دارفور، دعا الحكومة السودانية الى التعاون مع المجتمع الدولى من اجل انهاء ازمة دارفور وايجاد حل لمعوقات العمل الآنسانى فى البلاد، ولم يتطرق للحديث عن خلاصات تقرير الخارجية حول حقوق الآنسان فى العالم الذى ادرج اسم السودان ضمن قائمة الدول الأكثر خطورة في انتهاك حقوق الآنسان وهى الصين وروسيا وأفغانستان ومصر وزيمبابوي والسودان وكوريا الشمالية وميانمار وقازاخستان
وإيران.
وتفتح زيارة المسؤول الامريكى للسودان عقب صدور التقرير مباشرة شهية توارد الاسئلة حول ما اذا كانت الزيارة لرصد ردات الفعل ام للتأكيد على نص التقرير، او ربما اعطاء رسائل مطمئنة للحكومة بان ما جاء فى التقرير هو رصد روتينى يقوم به موظفون عاديون فى وزارة الخارجية، ويبقى الباب مشرعا امام العديد من الاسئلة التى لا تجد لها اجابة شافية ، ربما بعد زيارة دارفور يفصح المسؤول الامريكى عندما يكون فى اديس ابابا محطته الثانية عن تفاصيل ما دار فى زيارته للسودان ، وكانت وكالة السودان للانباء قد نقلت عقب لقائه مع عبدالمنعم عثمان مقرر المجلس الاستشاري السوداني لحقوق الإنسان إن المسؤول الأميركي تمت احاطته بتطورات الأوضاع في دارفور والأسباب التي أدت إلى رفض الحكومة استقبال لجنة حقوق الإنسان في فبراير الماضي.

الصومال وصراع الارادات الاقليمية

الازمة الصومالية الراهنة، تكشف كل يوم عن حقيقة طالما تجاهلها الجميع وهى ان الصراع هناك صراع ارادات ومصالح اقليمية ودولية، وما الصومال وشعبه التعس الا مجرد مسرح لهذا الصراع متعدد الاطراف، وعندما طرحت البلدان الافريقية فكرة ارسال حفظة للسلام المفقود فى الصومال، لم تتحمس العديد من الدول الافريقية، فقط يوغندا ونيجيريا ورواندا بادرت بالتزام بارسال قوات لحفظ السلام فى افريقيا، حيث وصلت طلائعها الى العاصمة الصومالية مقديشو وهى القوات اليوغندية، والتى استقبلت بقذاف الهاون فى مطار مقديشو، مما يجعل مهمتها شبه مستحيلة، ويعيد سيناريو اقرب الى ما حدث لبعثه الاتحاد الافريقى فى دارفور بالسودان، وتنتهى التجربتان فى السودان والصومال الى واقع خطير مفاده ان الافارقة غير قادرين على الحفاظ على السلام فى قارتهم، مما يتطلب تدخل الامم المتحدة او حلف الناتو، والذين يقفون وراء هذا المخطط يسعون الى اجهاض طموحات الاتحاد الافريقى الوليد فى تشكيل قوات ردع افريقية تعصم القارة من التدخلات الخارجية. الهجوم على القوات اليوغندية فى مطار مقديشو، يدشن مرحلة جديدة فى الصراع الصومالى، مرحلة المقاومة على الطريقة العراقية والافغانية، حيث نشر موقع صومالي على شبكة الإنترنت مقرب من المحاكم الشرعية نشر بيانا نُسب ''لحركة المُقاومة الشعبية في أرض الهجرتين''، ذكر أن هذه الحركة هي التي قصفت المطار.
التطور الخطير فى الصراع الصومالى، والذى اشرنا اليه فى المقدمة بصراع الارادات الاقليمية، هو التحذير الاريتري شديد اللهجة الى القوات اليوغندية، من مغبة الانتشار بالصومال والعواقب الوخيمة من ذلك الانتشار، حيث قال وزير الاعلام الاريترى على عبده:
( ان يوغندا تخاطر بالتورط فى حرب في الصومال).
جيران الصومال يسهمون بشكل أو آخر، فى تدهور الاوضاع الراهنة هناك، ولكل دولة أجندتها فى الصومال ومن يقف خلفها من القوى الكبرى، وسبق ان تبادلت اريتريا واثيويبا الاتهامات بالتدخل فى الصومال، والآن يتجاوز التراشق الجارين اللدودين للصومال الى يوغندا، التى وجدت نفسها محشورة بين سندان المحاكم الاسلامية ومطرقة اريتريا فى مهمة لحفظ سلام لا اثر له على ارض الواقع.

Sunday, March 11, 2007

حول مؤتمر بغداد!

تحديات وآمال عراض رافقت انعقاد المؤتمر الاقليمي الدولي حول الوضع في العراق امس، لكنها تكسرت تحت وقع التفجيرات التى ضربت –حسب وكالة رويترز- المنطقة بين فندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء ومبنى وزارة الخارجية حيث تجري وقائع المؤتمر، وفى مكان آخر داخل بغداد المدينة الاقل امنا فى العالم قتل ما لا يقل عن 20 مدنياً،وأصيب نحو 45 آخرين في هجوم بسيارة مفخخة، وقع بحي (مدينة الصدر).
التفجيرات التى هزت مقر المؤتمر، لم تصب احدا بأذى، لكنها على غرار(العيار اللمايصيبش يدوش) بثت موجات من الرعب فى نفوس المؤتمرين، الذين جاءوا من جوار العراق ومن بلدان بعيدة كالصين وروسيا وفرنسا يحدوهم أمل فى وضع حد للفوضى الامنية والسياسية بالعراق، ولكنهم يجمع بعضهم ولاسيما دول الجوار قاسم الخوف المشترك من تطاير شرارة نار الفتنة الطائفية بالعراق الى الخارج، والكل يسعى الى ايجاد موازنة صعبة بين اطفاء النار وتجنب احراق ثيابه.رئيس الوزراء العراقى نور المالكى، فى خطابه، تجاهل عن عمد او خوف اسباب العنف فى العراق، وطلب من دول الجوار رفع يدها عن العراق، وفى ذلك اقرار ضمنى بتدخل دول الجوار فى الشأن العراقى، وهى ادانة للمالكى وحكومته التى يتباها بكونها منتخبة من الشعب العراقى وتمثل مصالحه بينما فى الواقع هى رهينة لقوى اقليمية ودولية، تصريح المالكى محاولة للهروب من مسؤولية الحكومة الراهنة فى توفير الامن للمواطنين بتوزيع الاتهامات لدول الجوار ، وغض الطرف عن الدور الامريكى الذى هو اساس ازمة العراق الراهنة، فواشنطون هى التى اوجدت الواقع المرير بالعراق، ويمكنها وحدها اعادة الاوضاع الى طبيعتها بسحب قواتها ووجودها غير الشرعى فى العراق، وليس فى حشد دول الاقليم والدول الكبرى لتتحمل معها اخطاءها فى المنطقة ، ومحاولة ايهام العالم ان الفشل فى العراق هو فشل المجتمع الدولى فى حين ان قرار تدمير العراق وايصاله الى هذا الدرك كان قرارا امريكيا صرفاً، ومؤتمر بغداد امس يخدم مصالح امريكا اكثر من العراق، فهى من جهة اخرى تريد فتح نافذة للحوار مع طهران ودمشق من بغداد.

Thursday, March 01, 2007

ولاية جديدة لعبد الله واد !

تشير النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية السنغالية الى فوز الرئيس عبد الله واد بولاية جديدة، النتائج كانت متوقعة وواد نفسه كان قد صرح قبيل الانتخابات، بأن لا جولة ثانية، ولم تشكك اية جهة فى نزاهة الانتخابات التى راقبها حوالى(1500 ) مراقب وطني و(500) مراقب دولي، فوز واد لم يأت من ضعف منافسيه الـ(14)، فالقائمة وتتضمن أسماء بارزة مثل عثمان تانور دينج، وهو اشتراكي ينتمي إلى الحزب الحاكم السابق، والمنشق مصطفى نياس، وهو أيضًا رئيس حكومة سابق خدم في حكومتين في عهدي كل من واد والرئيس السابق عبدو ضيوف، ولكن نتائج الانتخابات تؤشر الى طبيعة السنغاليين غير المباليين الى التغييرات السياسية فواد الذى انتخب اول مرة فى العام 2000 هو ثالث رئيس للسنغال منذ استقلالها عن فرنسا مطلع ستينيات القرن العشرين.
فوز واد عام الفين كان علامة فارقة بين عهدين فى السنغال حيث هيمن الحزب الاشتراكى بزعامة سنغور ثم عبدو ضيوف على الحياة السياسية منذ الاستقلال فى العام 1961، ووحده عبد الله واد كسر احتكار الحزب الاشتراكي عندما فاز فى مارس 2000 على ضيوف، ورغم ان فترة واد شهدت انتقادات لاذعة لسياسته التى لم تكسب حربها ضد الفقر التى وعد بها فى العام الفين، الا ان المزاج السنغالي هو الذى صوت لصالح بقاء واد فى السلطة.
وعبد الله واد يواجه حملة دولية بسبب تمسكه بعدم تقديم الرئيس التشادى السابق حسين حبرى الى محكمة بلجيكية حيث قال قى مقابلة مع قناة (الجزيرة) الفضائية ليس من الوارد إطلاقا أن أقوم بتسليم الرئيس التشادي السابق حسين حابري إلى بلد أجنبي بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ولذلك أحَلْت ملفه إلى الاتحاد الأفريقي للبت فيه كقضية أفريقية.
السنغال دولة علمانية او هكذا تطلق على نفسها ومع ذلك يمثل الاسلام والطرق الصوفية على نحو اخص تياراً اجتماعياً واقتصادياً لا يمكن تجاوزه عند رسم ملامح الحياة السياسية فى السنغال، وسوف تحتضن داكار هذا العام قمة منظمة المؤتمر الاسلامي ويرأى الرئيس واد ان السنغال أرض للتسامح حيث يعيش 5% من المسيحيين إلى جانب 95% من المسلمين دون أن تحدث قط أي مشاكل في التعايش بين المجموعتين.

ولاية جديدة لعبد الله واد !

تشير النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية السنغالية الى فوز الرئيس عبد الله واد بولاية جديدة، النتائج كانت متوقعة وواد نفسه كان قد صرح قبيل الانتخابات، بأن لا جولة ثانية، ولم تشكك اية جهة فى نزاهة الانتخابات التى راقبها حوالى(1500 ) مراقب وطني و(500) مراقب دولي، فوز واد لم يأت من ضعف منافسيه الـ(14)، فالقائمة وتتضمن أسماء بارزة مثل عثمان تانور دينج، وهو اشتراكي ينتمي إلى الحزب الحاكم السابق، والمنشق مصطفى نياس، وهو أيضًا رئيس حكومة سابق خدم في حكومتين في عهدي كل من واد والرئيس السابق عبدو ضيوف، ولكن نتائج الانتخابات تؤشر الى طبيعة السنغاليين غير المباليين الى التغييرات السياسية فواد الذى انتخب اول مرة فى العام 2000 هو ثالث رئيس للسنغال منذ استقلالها عن فرنسا مطلع ستينيات القرن العشرين.
فوز واد عام الفين كان علامة فارقة بين عهدين فى السنغال حيث هيمن الحزب الاشتراكى بزعامة سنغور ثم عبدو ضيوف على الحياة السياسية منذ الاستقلال فى العام 1961، ووحده عبد الله واد كسر احتكار الحزب الاشتراكي عندما فاز فى مارس 2000 على ضيوف، ورغم ان فترة واد شهدت انتقادات لاذعة لسياسته التى لم تكسب حربها ضد الفقر التى وعد بها فى العام الفين، الا ان المزاج السنغالي هو الذى صوت لصالح بقاء واد فى السلطة.
وعبد الله واد يواجه حملة دولية بسبب تمسكه بعدم تقديم الرئيس التشادى السابق حسين حبرى الى محكمة بلجيكية حيث قال قى مقابلة مع قناة (الجزيرة) الفضائية ليس من الوارد إطلاقا أن أقوم بتسليم الرئيس التشادي السابق حسين حابري إلى بلد أجنبي بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ولذلك أحَلْت ملفه إلى الاتحاد الأفريقي للبت فيه كقضية أفريقية.
السنغال دولة علمانية او هكذا تطلق على نفسها ومع ذلك يمثل الاسلام والطرق الصوفية على نحو اخص تياراً اجتماعياً واقتصادياً لا يمكن تجاوزه عند رسم ملامح الحياة السياسية فى السنغال، وسوف تحتضن داكار هذا العام قمة منظمة المؤتمر الاسلامي ويرأى الرئيس واد ان السنغال أرض للتسامح حيث يعيش 5% من المسيحيين إلى جانب 95% من المسلمين دون أن تحدث قط أي مشاكل في التعايش بين المجموعتين.