جلعاد = نصف الحكومة الفلسطينية
وبعيدا عن جدلية مشروعية اختطاف الجندى الاسرائيلى والتبريرات الاخلاقية والوطنية لتلك العملية فانها كشفت عن حقيقة مؤلمة مفادها ان اختطاف جندى اسرائيلى مجرد جندى واحد ايقظ العالم المتحضر من ثبات تجاهله للقتل اليومى الذى تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين ، فى انحياز غير منطقى للجلاد ضد الضحية، قد لا نبرر العملية فى ضوء القانون الدولى (المجمد) ولكن من اضطر غير باق كالفلسطينيين فلا اثم عليهم، بعد ان سدت النوافذ امام الفلسطينى لم يعد الا ان يخطف جندياً او يفجر نفسه فى بسالة فريدة وجديرة بالاحترام، اين كان ضمير هذا العالم الذى يبكى مصير جندى خطف فى ميدان وببزته العسكرية بينما غاب هذا الضمير العالمى يوم اعتقلت اسرائيل الآف الفلسطينين المدنيين واقتادتهم من منازلهم الى غياهب سجونها لماذا لم ترتفع هذه الاصوات حين اقتحمت اسرائيل سجنا فى غزة واختطفت القائد احمد سعدات؟
هل مصير جلعاد شاليت الفرنسى المرتزقة اهم من نساء واطفال فلسطين، هل يستحق جلعاد كل هذه الجهود الدبلوماسية التى تشارك فيها بعض الدول العربية لاطلاق سراحه وتشذب اخرى خطابها الاعلامى لتبدو مسالمة ومتحضرة فى وقت تشن فيه اسرائيل حملة من (البزاءات) الاعلامية لا تتوقف عن ترديد كلمة (الارهابيين الفلسطينيين) عبر الفضائيات العربية بل ذهب وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر الى القول بكل وقاحة أن إسرائيل قادرة على خطف ''نصف أعضاء الحكومة الفلسطينية'' ردا على خطف الجندي الإسرائيلي، نصف اعضاء الحكومة فى مقابل جندى اسرائيلى هكذا نحن فى نظرهم لا نسوى شيئاً ويبقى سؤال ليس فى نية طرحه جلدا للذات وحسب وهو لو ان هذا الجندى ينتمى لاية دولة عربية واختطف من قبل اسرائيل هل سيجد كل هذا الاهتمام حتى من دولته ؟!