Wednesday, June 28, 2006

جلعاد = نصف الحكومة الفلسطينية

عندما تطالعون هذه الكلمات ربما يكون الوضع فى قطاع غزة قد انفجر تماما بتنفيذ اسرائيل تهديدها باجتياحه انتقاما لخطف الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليت، وهو الاجتياح الذى سيكون مدمرا ولا تحمد عواقبه للاطراف كافة ولكن ما نحن بصدده هنا قراءة الاجواء قبيل انتهاء المهلة التى اعطتها اسرائيل (حتى امس الثلاثاء) للافراج عن جلعاد او مواجهة تنفيذ التهديد بشن هجوم جوي على غزة يستهدف البنية التحتية المدنية وقادة حماس بمن فيهم رئيس الوزراء اسماعيل هنية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة ، حيث العنوان الابرز للاجواء هو التوتر والحشود العسكرية فى القطاع التى تتزامن مع نداءات دولية تطالب بالافراج عن الجندى المخطوف حيث طالبت برلين بضبط النفس وفرنسا تدخلت لكون الجندى من رعاياها والاتحاد الأوروبي دعا للإفراج الفوري عنه.
وبعيدا عن جدلية مشروعية اختطاف الجندى الاسرائيلى والتبريرات الاخلاقية والوطنية لتلك العملية فانها كشفت عن حقيقة مؤلمة مفادها ان اختطاف جندى اسرائيلى مجرد جندى واحد ايقظ العالم المتحضر من ثبات تجاهله للقتل اليومى الذى تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين ، فى انحياز غير منطقى للجلاد ضد الضحية، قد لا نبرر العملية فى ضوء القانون الدولى (المجمد) ولكن من اضطر غير باق كالفلسطينيين فلا اثم عليهم، بعد ان سدت النوافذ امام الفلسطينى لم يعد الا ان يخطف جندياً او يفجر نفسه فى بسالة فريدة وجديرة بالاحترام، اين كان ضمير هذا العالم الذى يبكى مصير جندى خطف فى ميدان وببزته العسكرية بينما غاب هذا الضمير العالمى يوم اعتقلت اسرائيل الآف الفلسطينين المدنيين واقتادتهم من منازلهم الى غياهب سجونها لماذا لم ترتفع هذه الاصوات حين اقتحمت اسرائيل سجنا فى غزة واختطفت القائد احمد سعدات؟
هل مصير جلعاد شاليت الفرنسى المرتزقة اهم من نساء واطفال فلسطين، هل يستحق جلعاد كل هذه الجهود الدبلوماسية التى تشارك فيها بعض الدول العربية لاطلاق سراحه وتشذب اخرى خطابها الاعلامى لتبدو مسالمة ومتحضرة فى وقت تشن فيه اسرائيل حملة من (البزاءات) الاعلامية لا تتوقف عن ترديد كلمة (الارهابيين الفلسطينيين) عبر الفضائيات العربية بل ذهب وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر الى القول بكل وقاحة أن إسرائيل قادرة على خطف ''نصف أعضاء الحكومة الفلسطينية'' ردا على خطف الجندي الإسرائيلي، نصف اعضاء الحكومة فى مقابل جندى اسرائيلى هكذا نحن فى نظرهم لا نسوى شيئاً ويبقى سؤال ليس فى نية طرحه جلدا للذات وحسب وهو لو ان هذا الجندى ينتمى لاية دولة عربية واختطف من قبل اسرائيل هل سيجد كل هذا الاهتمام حتى من دولته ؟!

Sunday, June 25, 2006

لقاء عنان البشير من يقنع من

الولايات المتحدة تلوح بالضغوط الدولية والامين العام للامم المتحدة يعتزم اقناع الرئيس البشير بالعدول عن قراره الرافض لدخول القوات الدولية فى دارفور فى اطار عملية احلال للقوات الافريقية هناك ، مما يرشح بتوترعلاقة السودان بالمجمتع الدولى من جديد. توتر لا احد يتكهن بمآلاته ولكنه حتما سينطوى على حزمة من الضغوط والحوافز والتطمينات لا سيما وان الرئيس البشير قد عبر صراحة عن المخاوف من ان يقود دخول القوات الاجنبية الى اعادة استعمار السودان الذى نال استقلاله فى يناير من العام 1956 عبر البرلمان فى واحدة من ابهى تجليات حنكة الساسة السودانيين ، وبدا كوفى عنان اقرب الى الواثق من الظفر بتراجع من البشير فى لقاءهم المرتقب ببنجول الاسبوع المقبل على هامش قمة الاتحاد الافريقى ولكن عنان لم يشأ التعويل على شخصه فى احداث ذلك الاختراق المأمول بل اشار الى الاستقواء بالقادة الافارقة علهم يفلحون فى تليين موقف البشير الصارم الرافض ومن هنا يمكن التكهن بفشل مساعى عنان لكون عدد من هؤلاء القادة بمن فيهم الفا عمر كونارى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى صاحب اقتراح تبديل القوات، جميعهم أكدوا على حق السودان الكامل فى رفض او قبول تلك القوات وان لا احد يملك حق فرض تلك القوات على السودان الذى يتمتع بسيادة كاملة.

الولايات المتحدة الامريكية وفى تواز مع تصريحات عنان لوحت بالضغط حيث قال الناطق بلسلن الخارجية آدم إيرلي إن الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع الاتحاد الأوروبي وآخرين للضغط على السودان من أجل الاعتراف بالواقع في حاجتها إلى قوة للأمم المتحدة في دارفور.

الرئيس البشير حسم من جانبه الموقف بل اعلن قيادته شخصيا للمقاومة فى حال تدخل القوات بالفصل السابع او بدونه كما فعلت امريكا فى العراق، ويبقى الامتحان العسير امام عنان وغيره فى كيفية اقناع البشير بان هذا التدخل خير خالص ودعم منزوع الاغراض لاحلال السلام فى دارفور، الذى يحتاج الى دعم انسانى قبل الدعم بالقوات الذى ابطل اتفاق ابوجا مفعول مبرراته.

Saturday, June 24, 2006

تفاعل دولى مع ازمة جيش الرب


شكلت ازمة جيش الرب حضورا فى محفلين مهمين الاول لقاء الرئيس اليوغندى بجنداى فيرازير مسؤولة الشؤون الافريقية بالخارجية الامريكية والثانى جلسة نقاش عاصفة بالبرلمان البريطانى مما يشير الى ان قضية جيش الرب صارت فى صلب الاهتمام العالمى بعد ان ظلت (جمرة) منسية يتكوى بها سكان دائرة جغرافية تتوزع بين شمال يوغندا وجنوب السودان وشرق الكنغو.
عقب لقائها موسفينى فى مقر اقامته الريفى بمقاطعة مبيقى قالت جنداى ان قضية جيش الرب لم تعد شأنا يوغنديا وحسب بل صارت قضية دولية لان كونى ? زعيم جيش الرب- قتل ضحايا من جنسيات اخرى وهدد الامن الاقليمى وعلى نحو مغاير لجهود ونوايا حكومة جنوب السودان التى تقود مبادرة للتفاوض بين كونى وكمبالا شددت جنداى على ان قرار المحكمة الدولية بحق كونى ورفاقه يجب ان ينفذ ووضعت جنداى ثلاثة خيارات لانهاء الحرب فى شمال يوغندا وهى قتل كونى او القبض عليه وجلبه لساحة المحكمة او ان يستسلم تحت الضغط المكثف.
اما فى لندن فقد طالب نواب البرلمان حكومة تونى بلير ممارسة الضغوط على الحكومة اليوغندية من اجل انتهاج خطة عمل عاجلة لانهاء مأساة الشمال وان يوضع ذلك كشرط مسبق لاية مساعدات بريطانية للحكومة اليوغندية.
وهكذا يتصاعد الاهتمام بقضية جيش الرب اقليميا ودوليا والجميع متفقون على ضرورة انهاء ازمة جيش الرب التى طالت اكثر مما يجب ولكن الاختلاف فى الطريقة التى يمكن بها انهاء هذه الازمة فخيارات جنداى الثلاثة السابقة ليست واردة ضمن خيارات حكومة جنوب السودان لانهاء الازمة باعتبارها احد اهم المكتوين بنيران الازمة والموقف الفارق بين حكومة الجنوب وبعض القوى الدولية يتعلق بمحاكمة كونى ورفاقه امام المحكمة الجنائية الدولية هل تكون سابقة او لاحقة لمفاوضات السلام مع كمبالا اذا ترفض حكومة الجنوب تسليم كونى للمحكمة الآن ولا تمانع فى محاكمته بعد التوصل الى سلام وانهاء الازمة، وهذا الجدل يفتح بابا آخر لإثارة قضية المفاضلة بين الاقتصاص من 5 افراد مهما كانت الجرائم التى يثبت انهم ارتكبوها وبين حقن دماء الملايين واعادة المشردين وبث الامن والطمأنية فى الاقليم.

Thursday, June 22, 2006

العلاقات الصينية الافريقية عودة على البدء !

في مايو من العام 1956 أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع مصر كأول دولة افريقية ترسى معها بكين ركائز الوشائج الاقتصادية والسياسية مع القارة الافريقية، وامس استهل رئيس الوزراء الصيني وين جياباو من القاهرة جولة افريقية تشمل أيضا غانا وجمهورية الكونغو وجنوب أفريقيا ويوغندا وتنزانيا وأنغولا، فى ما يشبه العودة على البدء وخلال الـ (50) عاما المنصرمة حقق التعاون والتبادلات بين الصين وافريقيا قفزات هائلة، حيث ازداد حجم التبادل التجاري بين الجانبين من عشرة ملايين دولار أمريكي في خمسينات القرن الماضي إلى قرابة (40) مليار دولار أمريكي في العام الماضي.
فى يناير الماضى وبمناسبة مرو ر خمسين عاماعلى إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وافريقيا، صدرت فى بكين وثيقة مهمة حوت سياساتها تجاه افريقيا التى يجملها ليو زنغ مساعد وزير الخارجية الصيني فى سعي بكين الجاد إلى بناء شراكة استراتيجية مثمرة مع افريقيا من حيث الثقة المتبادلة سياسيا والمنفعة المتبادلة اقتصاديا والاقتباس المتبادل ثقافيا انطلاقا من المصالح الأساسية للشعبين الصيني والافريقي.
وتأكيدا لحرص بكين فى علاقات وطيدة مع افريقيا أسست منتدى التعاون الصيني الافريقي العام 2000 ، ولعب المنتدى دورا كبيرا في تعزيز التبادلات الصينية الافريقية.
وتقول زارة التجارة الصينية انه فى الفترة من 2003 الى 2005 حافظت صادرات الصين الى افريقيا على زيادة بنسبة اكثر (35%) . واحتلت صادرات المنتجات الميكانيكية والالكترونية المركز الاول، ومن شركاء الصين التجاريين الرئيسيين فى افريقيا جنوب افريقيا وانجولا والسودان ونيجيريا والكونغو.
هذه الحقائق والارقام يقابلها نمو مضرد فى العلاقات الثقافية والاجتماعية وتقارب صينى افريقى رغم محاولات امريكا لافساد هذه العلاقة التى تجىء خصما على الاقتصاد والتجارة الامريكية، وفى افريقيا اصبح الوجود الصينى فى الشارع مشهدا طبيعيا وقلما تطارد الصينى وصمة (اجنبى) فى افريقيا ، شاهدت فى مطار اديس ابابا الجديدة الذى شيده الصينيون ببراعة فائقة شاهدت (اطفالا) صينيين ونحن الذين تعودنا على مشاهدة الصينين نساء ورجالاً فى مناطق متفرقة من السودان ولكننى لم اشهد طفلاً صينياً (على الهواء مباشرة ) الا فى مطار اديس فسألت زميل اثيوبى عن الوجود الصينى فى اديس ابابا وهؤلا الاطفال فقال لى نحن موعودون بجيل جديد من الصينيين فالامر عندنا وصل الى مصاهرات صينية افريقية.
السر وراء التقارب الصينى الافريقى ان الصينيين لا يحشرون (انفوهم) فى الشؤون الداخلية للدول الافريقية رغم ان المنظمات التى تناهض انتهاكات حقوق الانسان تتهم الصين بمساعدة الحكومات الفاسدة فى افريقيا والسبب الثانى ان الصينيين والشرقيين عموما اقرب الى المزاج الشعبى الافريقيى الذى يعلى من شأن القيم الاخلاقية فى المعاملات ويبقى الامل فى ان يستنسخ الافارقة من الشخصية الصينية الحيوية والمثابرة على العمل لان الافارقة ولطبيعة المناخ قليلو النشاط وان عظمت همتهم.

Voilà Cote dIvoire

لنعيد الحرية بسلام
سيكون هذا وجبنا الذي سيكون مثالاً
لأمل الوعد بالإنسانية
سنتحد في ايماننا الجديد في وطن الأخوة الحقيقية
هذا آخر مقاطع النشيد الوطنى الايفوارى الذى سيردده اعضاء منتخب الكوت دى فوار حين ينازلون اليوم منتخب هولندا فى اطار مباريات كأس العام التى تقام بالمانيا هذه الايام ، وهذا المقطع بالتحديد ما يجب عليهم التركيز على مدلولاته ومعانيه التى تحتاجها بلادهم بشدة هذه الايام ، وينظر الكوت ديفورايون الى منتخب بلادهم كرافعة للطموحات ورمز للوحدة المفقودة فى دنيا السياسة ، السياسة التى حولت (المعجزة الإيفوارية) فى السبعيات الى حالة من الفوضى والانشطار داخل البلد الواحد وكانت المعجزة الايفوراية تتمظهر فى الاستقرار الاقتصادى والسياسى الذى كان العنوان الابرز لمرحلة ما بعد الاستقلال على عهد مؤسس الدولة ''هوفوات بواني''، الرياضة تجمع الآن ما فرقته السياسة فمنذ العام 2002 والبلاد مقسمة الى شمال - سيطر علية التمرد- وجنوب - تسيطرعليه حكومة غباغبو - والنيران متبادلة بين اطراف الصراع رغم اتفاقات الهدنة ولكنها لم تصمت الا خلال شهر (المونديال) الذى الزم كل فصيل نفسه باحترام اتفاق وقف اطلاق النار ليتسنى لعناصره متابعة مباريات كأس العالم حيث يلعب فريق (الافيال ) موحد الاحلام والفصائل الايفوارية.
عشق الايفواريون لكرة القدم جعل قلوب اكثر من 60 اثنية يجتمعون على فريق واحد وهم قبائل واديان شتى، فلا احد يكترث للهوية القبلية للاعبى الفريق هل هم من الماندي، او دولا، او سينوفا او أجنى وأشانتى. ومسلمو الشمال ومسيحيو الجنوب والارواحانيون باتوا يهتفون بصوت ولغة واحدة هى الفرنسية بينما اختفت اللهجات المحلية التى تبلغ 60 لهجة ، وقد غابت تلك الوحدة المشتهاة خلال محاولات المصالحة الوطنية واخماد اية امكانية للعودة الى الحرب الاهلية، وهى حاضرة فى المونديال .
حالة التوحد المؤقتة هذه نأمل ان تنعكس على السياسيين فيتجاوزوا صراعاتهم ويدركون الانتخابات المقبلة فى موعدها حتى تعود الكوت دى فوار الى سابق ازدهارها الاقتصادى كاكبر منتج للكاكاو فى العالم واستقرارها السياسى مع استمرار تألقها فى مجال كرة القدم .

امبيكى فى لندن ماذا يقول عن الخرطوم

هل يحمل الرئيس الجنوب افريقى تابو امبيكى رفض السودان القاطع لاستبدال مهمة الاتحاد الافريقى لحفظ السلام بدارفور الى اخرى دولية الى رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير حيث استهل امبيكى امس زيارة الى لندن بعد الخرطوم وهل كان الرئيس البشير عندما اعلن ذلك الرفض من خلال مؤتمره الصحفى المشترك مع امبيكى قبيل مغادرته الخرطوم متجها الى لندن وبتلك اللغة الواضحة اراد ان تصل الرسالة الى المعنيين وتسبق زيارة امبيكى الى لندن والتى تقول اجندتها حسب الخارجية الجنوب افريقية مناقشة اجندة التنمية بافريقيا والوضع بالسودان ومنطقة البحيرات العظمى ، اذن السودان سيكون فى صلب مباحثات امبيكى بلير ولاشك ان المباحثات ستبدأ من النقطة التى انتهت عليها مباحثات امبيكى البشير فى الخرطوم التى كان عنوانها الابرز تجديد رفض الخرطوم للقوات الدولية بدارفور.
مهمة امبيكى فى الخرطوم اصطدمت بجدار الرفض السميك والمعروف عن امبيكى قدراته الدبلوماسية فى حلحلة الازمات السياسية بافريقيا وقاد مبادرات ناجحة فى البحيرات العظمى والكوت دى فوار وظل يمثل السياج الواقى لحكومة روبرت موغابى فى زمبابوى رغم ان موغابى مغضوب عليه دوليا، كل هذه الخبرات لامبيكى رفعت من سقف آمال الطامحين الى قبول الخرطوم بدخول قوات دولية فى حصول امبيكى على وعد من الخرطوم بذلك وعد عز على وفد مجلس الامن ومن قبله مبعوث الامين العام للامم المتحدة الاخضر الأبراهيمى الحصول عليه ، وقال امبيكى الذى يترأس كذلك مجلس السلم والأمن الأفريقي إن أي تدخل في دارفور لا يمكن أن يتم دون موافقة الحكومة السودانية.فى الخرطوم سعى امبيكى الى التأكيد على مضى جنوب افريقيا فى دعم انفاذ اتفاقية السلام بين الحكومة والحركة الشعبية التى شهدت دعما كبيراً من جنوب افريقيا حيث تواجد امبيكى فى الخرطوم لحظة ميلاد الاتفاقية وشهد مراسم الاحتفال فى نيفاشا قبل نيروبى برفقة الرئيس البشير واشار امبيكي الي أن بلاده قد قامت بتنفيذ ما يليها حول ما إلتزمت به أثناء مؤتمر أوسلو للمانحين وذلك بتدريب القيادات العليا والوسيطة وبناء قدراتها.

Wednesday, June 21, 2006

استقالة (زول) السودان فى الخارجية الامريكية

بعد فوز الرئيس الامريكى جورج بوش بولاية ثانية وفى اطار عملية التجديد لطاقم الادارة الجديدة والذى طال وزراة الخارجية غادر كولن باول لتحل كوندوليزا رايس منصبه وغادر الرجل الثانى لباول (البدين) ريتشارد ارميتاج لتختار رايس نائبا (نحيفاً) هو روبرت زوليك الممثل التجاري للولايات المتحدة منذ تولى بوش الحكم فى العام 2001، واحد صقور المحافظين الجدد وحينها قال بوش "إن رايس أحسنت الاختيار" واضاف إن "الاثنين سيمثلان فريقا رائعا وقادرا" على تنفيذ السياسة الخارجية للبلاد.
وبعد مضى حوالى سته اشهر انهارت الثنائية بين رايس وزوليك بالاعلان عن استقالة زوليك ليتفرغ الى مهام تجارية فى (وول استريت) وذلك عقب منتصف يوليو المقبل.
واسباب خروج زوليك من الخارجية الامريكية عديدة بعضها شائعات وتكهنات وبعضها واقع تعانى منه ادارة الرئيس بوش وعصبة المحافظين الجدد على وجه الدقة الذين استقال عدد مقدر منهم فى الولاية الثانية لبوش ومن ما سربته الصحف سابقا ان زوليك ظل يعانى فى الخارجية من تهميش داخل الوزارة، ونحن نعلم ان الرجل تأبط ملف دارفور وظل (رايح جاى) بين واشنطون ودارفور وكان له الدور الاكبر فى (الولادة القيصرية) لاتفاق ابوجا الاخير بين الحكومة السودانية و فصيل منى اركوى من حركة تحرير السودان بدارفور وبالتالى فان الذين يرون ان زوليك كان مهمشا داخل وزارة السيدة رايس يوجهون لنا الاهانة بان ملف دارفور ما هو الا ملف هامشى كلف به رجل همشته (إمرأة).زوليك كان ملما بقضايا السودان على نحو ادهش استاذة الجامعات السودانية والنخب السياسية والثقافية الذين حاضرهم زوليك فى احدى زياراته الكثيرة للسودان، وبالتالى فقدانه ربما انعكس سلبا على جهة إهتمام الخارجية الامريكية مستقبلا بالسودان والخشية كذلك من ان يكون خليفة زوليك – نيكولاس بيرنس اقوى المرشحين حتى الآن- اكثر تشدداً من زوليك نفسه حيال السودان وهذا الهاجس السودانى له ما يبرره من سوابق ادارة بوش فقد استبشر السودانيون يوم عينت ادارة بوش القس السناتور جون دانفورث مبعوث بوش السابق للسودان ممثلا لها فى مجلس الامن وقالوا عدواً عالماً بقضايانا خير من صديق جاهل ثم ما لبث دانفورث ان استبدل بجون بولتون وما ادراك ما بولتون صاحب فكرة حشر السودان تحت مقصلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة .

Tuesday, June 20, 2006

ايران واللعب مع الكبار


لا تزال تمسك جيدا باوراق اللعب مع المجمتع الدولى وتحيط برنامجها النووى الطموح بالغموض، فقد بات من المرجح ان تقترح طهران إدخال تعديلات على حزمة الحوافز التي عرضها الغرب مقابل تخليها عن برنامج تخصيب اليورانيوم، والحوافز الغربية هى جزء من جملة ترغيب لطهران جاءت بعد حملة ترهيب عاصفة لم تفلح فى تغيير المواقف الايرانية المتمترسة خلف الحق الشرعى الذى تسمح به معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية فى تطوير قدراتها النووية التى تجزم ايران ان نواياها لتطوير تلك القدرات سلمية وليست لبناء ترسانة عسكرية تصبح مهدداً حقيقياً لامن اسرائيل والمنطقة ، واللافت ان الردود الايرانية ابان حملة الترهيب كانت سريعة وقاطعة بعدم التراجع عن تخصيب اليورانيوم والمشروع النووى الايرانى ولكن عندما طرحت المجموعة الاوربية الحوافز فى مستهل حملة الترغيب كان الرد الايرانى المتأنى وبلغة دبلوماسية ان بعض الحوافز مقبول والبعض الآخر بحاجة إلى تعديل.
وينتاب المجمتع الدولى مخاوف عدة من تحول البرنامج النووى الايرانى من الاستخدام السلمى الى العسكرى وهو امر فى غاية السهولة حتى من الناحية التقنية فتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة ينتج الوقود الضروري للمولدات النووية، وفي مستوى أعلى ينتج المواد الضرورية لصنع قنبلة نووية.
إيران من جهتها ظلت تعلن مرارا وتكرارا ان هدفها من وراء برنامجها النووي،تأمين 20 في المائة من الطاقة الكهربائية وهو ما تثير حوله امريكا شكوكا كثيرة وترى أن إيران لا تحتاج إلى الطاقة النووية لأنها تمتلك احتياطات ضخمة من النفط والغاز، ولا تنسى امريكا ان تلفت انتباه العالم الى حقيقة تقنية بسيطة وهى أن الطاقة المتولدة عن النفط أرخص من نظيرتها النووية.
وتصف ايران معارضة الغرب لبرنامجها النووي بأن لها دوافع سياسية وتستشهد على ذلك بعدم وجود معارضة لذلك البرنامج في بداياته إبان حكم الشاه محمد رضا بهلوي حيث ساعدت الدول الغربية والولايات المتحدة في إرساء دعائم ذلك البرنامج.
وبالانتقال من مرحلة الترهيب الى الترغيب بالحوافز التى قيل انها لايمكن رفضها، يدخل الصراع بين ايران والغرب محكاً جديداً لا تزال فيه ايران قابضة على اوراق اللعب.

Wednesday, June 14, 2006

متى تنطلق مفاوضات جوبا؟


هل تم وأد مبادرة حكومة جنوب السودان لحل الصراع بين كمبالا ومتمردى جيش الرب قبل ان تبدء، وبماذا يمكن ان نفسر التلكؤ الرسمى اليوغندى بعد اعطت الضوء الاخضر لحكومة الجنوب فى المضى قدما بمسعاها التفاوضى لطى ملف ازمة جيش الرب التى تقلق مضاجع الاقليم بأسره ، وهل يكمن اعتبار تصريح رئيس هيئة الادعاء في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي لويس مورينو اوكامبو الاخير بمثابة اعلان وفاة لهذه المفاوضات المرتقبة حيث رفضت المحكمة الدولية المفاوضات باعتبار ان طرفها الرئيس جوزيف كونى زعيم جيش الرب متهم بارتكاب جرائم جرب ومطلوب للمثول امام محكمته ، وبالتالى فهو غير مؤهل للتفاوض معه .
وبالرغم من ان وفد مقدمة من جيش الرب قد وصل الى مدينة جوبا بجنوب السودان مقر التفاوض المقترح الاسبوع الماضى فان الوفد الرسمى اليوغندي لم يصل بعد ونفى السفير اليوغندى لدى الخرطوم مول كاتندى علمه باي ترتيبات فى جوبا لهذه المفاوضات وانه لم يتلق اية اخطار من كمبالا او جوبا للسفر الى هناك فى رد لتصريحات سابقة لنائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار بان سفير يوغندا سيتوجه من الخرطوم الى جوبا لوضع اللمسات الاخيرة للتحضير للمفاوضات واضاف السفير اليوغندى فى حديث لصحيفة (جوبا بوست) انه يسمع عن هذه المفاوضات من الصحف فقط!
حكومة الجنوب تؤكد اكتمال التحضيرات للمفاوضات ولكن الغموض لا يزال سيد الموقف اليوغندى فحتى ديفيد بالكول مسؤول الامن الخارجى السابق والمتواجد فى جوبا منذ 2 يونيو لاجراء اتصالات وحوار غير مباشر مع وفد جيش الرب لم تشأ كمبالا القطع ما اذا كان يمثلها رسميا ام يمثل منظمة المجتمع المدنى التى اسسها اخيرا لتقديم المشورة فى قضايا الامن والحكم بافريقيا وتدعى (Africa Leadership Institute)، الرئيس الكينى السابق دانيال اراب موى صاحب مؤسسة موى المتخصصة فى التوسط لفض النزاعات الاقليمية غادر جوبا بعد ان التقى رئيس حكومة الجنوب ونائبه وترك خلفه فريق من مؤسسة موى لتقديم العون فى حال انطلقت المفاوضات.
ويستشف من كل ذلك اكتمال التحضيرات لعقد المفاوضات التى تنتظر حضور وجدية الوفد الرسمى اليوغندى .

Sunday, June 11, 2006

39 عاما من النكسة العربية


عملية فحص دم بسيطة لاية دولة عربية يتم اجراؤها بمناسبة مرور 39 عاما على نكسة حزيران يونيو تؤكد ان جرثومة النكبة مقيمة فى الدم والجسد والفكر العربى ، وهى نتيجة يمكن لكل شاخص للمشهد العربى الراهن التوصل اليها دون تكبد عناء فحص الدم الذى اصبح بارداً ، فبعد 39 عاما تطالعنا الصحف بمنشيتات عريضة فشل الحوار الفلسطينى الفلسطينى ! وهو المانشيت الذى يختزل هوان اللحظة العربية ويكشف الى أى درك تدحرجنا وتناثرت همومنا وقضايانا القومية وتقزمت حتى اضحت فى اعلى قممها ان يتواصل الحوار الفلسطينى الفلسطينى !، بعد ان كانت فلسطين هى قضية العرب المحورية فى 67 صار الوفاق الفلسطينى هو مطلبنا فى 2006 وعلى ذلك قس انحطاطنا، لم تعد ازالة اسرائيل من الوجود هى اجندتنا الراهنة بعد أن طبعنا معها سرا وعلانية !
تبخر كل شىء فى غضون الـ39 عاماً، لم تعد اسرائيل محاصرة دولياً. فنحن العرب من حمل صخور حصار اسرائيل وفتحت كل دولة ثغرة فى جدار الحصار من خلال اتفاقات ثنائية مع اسرائيل اعطتها شرعية الوجود بيننا كدولة ولم تعطنا اى شىء ربما سلام ذاتى لكل دولة ارادت ان (تخلص من وجع الرأس) ولكن الجسد ظل يعانى نقص المناعة والكرامة المكتسبة!
تمر ذكرى النكبة والعرب غير العرب ، فلم تعد مصر عبد الناصر ضاجة بالحمية العربية وليبيا خرجت للتو من شبكة الخدمة العروبية بعد ان نالت رضا امريكا ولبنان ارتدت الى حربها الاهلية الا قليلا والسودان الذى انتصر فيه العرب باطلاق اللاءات الثلاث عقب النكسة يعيش ازماته ويواجه خطر التفتيت فى حرقة وصمت وغلت يد سوريا بالعقوبات الامريكية والتهديدات المتصلة فانكسر آخر سياج للعروبة اما العراق فالجراح هناك اصابت العرب فى قلبهم النابض ولو استمر النزيف الطائفى بهذه الوتيرة فلن يطول ذلك الزمان الذى سيصبح الفتى العربى فى بغداد غريب الوجه واليد واللسان .
هكذا يبدو المشهد العربى موغلا فى القتامة عشية ذكرى النكبة وكأن الزمان ارتد بنا الى اجواء النكسة ذاتها.