Monday, August 27, 2007

بان كي مون فى الخرطوم !

تأتى زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى الخرطوم فى وقت تشهد فيه علاقات الخرطوم والمنظمة الدولية انفراجا ايجابيا، تمثل هذا الانفراج الايجابي فى مستوى التعاون الثلاثي بين الحكومة السودانية والاتحاد الافريقي والامم المتحدة لتسريع عملية التسوية السلمية لازمة دارفور، وقطع هذا التعاون اشواطا مقدرة فى طرابلس واروشا حيث باتت الاجواء مواتية لعودة الاطراف لطاولة التفاوض لحسم المسائل السياسية العالقة.
وهذه الاجواء تعطي الزيارة زخما من جهة دفع العملية السلمية فى دارفور، ويتوقع ان تضيف الزيارة الى التفاهمات السابقة بين كي مون والرئيس البشير التى تمت فى اديس ابابا والرياض وكانت نتائجها ايجابية واسهمت فى الخروج بموافقة الحكومة على نشر القوات الهجين فى دارفور واعتماد الحوار نهجا لتجاوز اختلافاتها مع المنظمة الدولية.
وابدي كي مون ارتياحا لمستوى التعاون والجهود الاقليمية والدولية لجمع اطراف الصراع على طاولة الحوار ووصفها بانها (مشجعة).
قبل ان يصل الخرطوم صرح كي مون للصحافيين فى نيويورك منتصف اغسطس الجاري بأن قوة حفظ السلام في دارفور ''لها الاولوية في جدول اهتماماته واهتمامات الامم المتحدة''، وقال انه فى زيارته للخرطوم ومباحثاته مع المسؤولين الحكوميين سوف يحث على النشر السريع لقوات العملية المختلطة، والتسريع فى نشر القوات الهجين رهين بتوفير الدعم اللازم لنشرها فى مناطق نائية ووعرة كدارفور سيما وان القوة المزمع نشرها قوامها (26) ألف جندي وهى أكبر قوة لحفظ السلام في العالم.
الملفات التى سيطرحها كي مون فى مباحثاته مع الرئيس البشير في الخرطوم الأربعاء المقبل لا تقتصر على تحريك جمود العملية السلمية بدارفور بل تراجع سبل الاسراع بتنفيذ اتفاقات السلام فى السودان سواء فى الجنوب او الشرق او الغرب، فضلا عن تعهدات من الامم المتحدة لدعم جهود اعادة الاعمار بالجنوب والمناطق المتأثرة بالحرب.
وقالت ميشيل مونتاس المتحدث الرسمي للأمين العام ـ في تصريحات أمس الاول ـ ان كي مون سيصل إلي الخرطوم يوم 29 أغسطس الحالي في أول زيارة له للسودان وذلك في اطار جولة إفريقية تشمل عددا من البلدان المجاورة.

Tuesday, August 14, 2007

تمارين ديمقراطية فى افريقيا!

ثمة تمارين ديمقراطية تعيشها القارة الافريقية ، تمهد بدورها لمرحلة سياسية جديدة يختفي فيها الانتقال القسري للسلطة ، حيث تشير اغلب التقديرات الى ان نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى سيراليون المتوقع إعلانها امس الاثنين، تشير الى اللجوء الى جولة ثانية لحسم خلافة الرئيس احمد تيجان كباح ، ولكن ليست نتائج احصاء الاصوات هى التى نحن بصددها وانما نتائج العملية الانتخابية من جهة الممارسة الديمقراطية المنشودة فى افريقيا عموماً. والنتائج التى تستحق التوقف عندها للتأمل والزهو معا، هى ما نطق بها المراقبون (350 مراقباً دولياً) الذين قالوا ان الانتخابات ''كانت نزيهة وشفافة'' وجرت عملية التصويت بسلاسة.
وقالت رئيسة لجنة المراقبين الدوليين كريستينا ثورب للـ(بي بي سي) ان عملية الاقتراع جرت بسلاسة، كما قالت كبيرة المراقبين التابعين للامم المتحدة ماريان اسلر بغين انها ''راضية'' عن سير الاقتراع.
نجحت سيراليون فى امتحان الديمقراطية وهى التى لا تزال تتعافى من جراحات واحدة من اعنف الحروب الاهلية فى افريقيا، حرب الاعوام (1991-2001) التى انتهت بتدخل القوات البريطانية للمساعدة في وقف الحرب، وبعد احلال السلام انخرط السيراليونيون كافة فى اعادة بناء مؤسسات دولتهم بانكباب خاص على اصطلاح المؤسسات الديمقراطية، لتسجل فى العمليتين الانتخابيتين منذ استعادة السلم والامن نتائج طيبة من شأنها بث الامل فى امكانية اعادة توطين الممارسة الديمقراطية فى افريقيا.
الجدير بالتأمل ان الاخبار الواردة من القارة الافريقية هذه الايام، على غير المعتاد تبشر جميعها بنشاط ديمقراطي محموم ينتظم القارة ، وفى حال استدامة هذا النشاط تتراجع تلقائيا اخبار النزاعات الحدودية والبينية والانقلابات العسكرية للاستيلاء على السلطة.
ففي الكونغو برازافيل أكدت النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية احتفاظ الائتلاف الحاكم بزعامة الرئيس دينيس ساسو نغيسو بسيطرته على السلطة بحصوله على 90% من المقاعد، دون الاشارة الى حدوث تزوير او اعمال عنف فى الانتخابات.
اما فى بابوا غينيا الجديدة انتخب البرلمان ميشيل سوماري رئيسا للوزراء لفترة ثانية على التوالي، مدتها خمس سنوات يوم امس الاثنين.وحصل ائتلاف الاحزاب الذي يقوده حزب التحالف الوطني بزعامة سوماري على 86 صوتا في البرلمان المؤلف من 109 اعضاء.

Monday, August 13, 2007

اتساع الفتنة الفلسطينية عربيا

اخطر مراحل الفتنة الداخلية الفلسطينية التى يستعر أوارها فى غزة والضفة الآن، هى مرحلة اتساع دائرة الفتنة عربيا، ووضع البلدان العربية فى قائمتين، الذين مع حماس والذين ضدها، وهو التقسيم الذى يتماهي مع تقسيم امريكي للمنطقة من حيث الاعتدال والتطرف بالمعايير الامريكية ، وحالة الاصطفاف المنبوذة تلك، لاحت بوادرها مع عودة النزاع بين حركتى فتح وحماس الفلسطينيتين الى واجهة الاخبار ، حيث اعتقلت القوة التنفيذية التابعة لحركة (حماس) امس نحو عشرين شخصا من عناصر وأنصار حركة (فتح) بحسب ما ذكرته عائلاتهم.
التصعيد الميداني فى الصراع بين الاخوة الاعداء يترافق معه تصعيد دبلوماسي واعلامي حامي الوطيس، وفى المسار الدبلوماسي زار الرئيس محمود عباس زعيم فتح مصر والاردن لوضعهما فى صورة التطورات الفلسطينية او هكذا تقول اجندة الزيارة المعلنة ، بينما تنظر اليها حماس باعتبارها ? اى الزيارة- مندرجة فى اطار الجهود لمحاصرة حماس التى يقوم بها الرئيس الفلسطيني مدفوعا برغبات واجندات امريكية واسرائيلية لاحكام طوق الحصار على حماس وتجريدها من سلاح العودة الى السلطة، وفى المقابل زار خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس اليمن، وهى الزيارة التى قالت الحركة انها تأتي في سياق الالتقاء بالقيادات والزعماء لإيجاد مخرج للأزمة وإنجاح عقد حوار وطني، والحوار الوطني الذى يسعي اليه مشعل فى اليمن ، لا تتوفر فى الافق امكانية لعقده ، فالرئيس عباس كرر فى القاهرة وعمان تصريحاته : أن لا حوار مع حماس إلا بعد أن تتراجع عن (كل ما قامت به في قطاع غزة)!
مرحلة اتساع دائرة الفتنة الفلسطينية عربيا والتى اشرنا الى خطورتها فى صدر المقال، يمكن التقاط ملامحها من تصريحات الناطق باسم حماس سامي أبو زهري للجزيرة نت الذى
قال ان الكثير من أبواب الدول العربية أقفلت أمام حماس وعزا ذلك إلى الضغط الأمريكى، لأن ''الأميركيين بكل أسف يدعون لوقف أي نوع من الاتصالات مع حماس'' واستثنى ابوزهري ثلاث دول فقط من الوقوع تحت التأثير الامريكي وهى قطر واليمن وسوريا، ودولتان وصفوهما بالساعيتين الى التوازن فى المواقف وهما مصر والسعودية.

Sunday, August 05, 2007

المالكي يفسد الفرح الرياضي !

على مدى الاسبوع الماضي ظللت اتابع الفضائيات العراقية التى كرست اغلب اوقات بثها لنقل مشاعر الفرح الجماهيري الجياش بفوز منتخب العراق لكرة القدم بكأس امم آسيا ، وكنت فى كل تلك المتابعة ابحث عن اجابة للسؤال :هل تجمع الرياضة ما مزقته السياسة ؟ فحالة التلاحم العراقية والترابط خلف منتخبها الاسطوري،وهى التى -اي حالة التلاحم تلك- ظلت غائبة فى سوح السياسة والوطنية لسنوات، والآمال معقودة على استمرار حالة التضامن النادرة هذه وان لا تكون عابرة، ويستوحي منها الساسة معنى التحلل من كوابح الطائفية للانطلاق بالعراق من جديد فى مضمار الوجود، واعادة الاعتبار لاهم دولة عربية فى القرن الحديث، ولشعب أكد انه لا يعرف الاستسلام للهزيمة.
بعد حفل دبي الرائع أوشكت على الصراخ وجدتها وجدتها، وحدة العراقيين الضائعة ولحمة العرب التائهة ، من دبي وقال نشأت أكرم - الفاز بلقب افضل لاعب في المباراة النهائية- : ان الفوز يوجه رسالة واضحة الى العالم مفادها انه ''ثمة عراق واحد. عراق يمثل كل الطوائف والقوميات''.
ثم جاء حفل بغداد فأمسكت عن الصراخ ، لان رئيس الوزراء العراقي نور المالكي افسد طعم الفرح، عندما حاول استثمار النصر الكروي كانجاز سياسي لحكومته التى نصبها الاحتلال، حين قال ان النظام السابق انفق الاموال الطائلة للمنتخب ولكنه لم يحقق النتائج وهذا المنتخب حقق اول انجاز للكرة العراقية لانه نشأ فى فضاءات الحرية والديمقراطية واخرس السن اعداء العراق من الارهابيين والتكفيرين، ألم اقل انه افسد الفرح.
فلاعبوا المنتخب كانوا يردون ادخال الفرح الى قلوب العراقيين التى عشعش فيها الخوف وارهقها ضنك العيش فى بلاد الرافدين ، وثمة سؤال للسيد المالكي اين هم اللاعبين الذين استنشقوا عبير الحرية فابدعوا فى الملاعب هؤلاء فتية آمنوا بالعراق وسعوا من الخارج الى تصحيح صورة العراق الشائهة فى وسائل الاعلام العالمية، اغلبهم يلعبون فى
اندية خليجية وايرانية لان بغداد مكان لا يصلح للعيش ناهيك عن لعب كرة القدم اللهم الا اذا كان المالكي يقصد المنطقة الخضراء المغلقة