Sunday, May 20, 2007

وزير خارجية فرنسا الجديد برنار كوشنير هل يتدخل انسانيا فى دارفور


يعناق عبد الواحد ويهدد البشير
وزير خارجية فرنسا الجديد برنار كوشنير هل يتدخل انسانيا فى دارفور؟!
كابشن : عناق بين عبدالواحد وكوشنير
تقرير: محمود الدنعو
العناق الحميم بين عبد الوحيد النور زعيم جناح حركة تحرير السودان غير الموقع على اتفاق سلام دارفور ومؤسس منظمة اطباء بلا حدود الفرنسي برنار كوشنير في باريس خلال تجمع لاجل دارفور، نظم فى مارس الماضي فى اطار حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لفت ذلك العناق انتباه مصور وكالة الصحافة الفرنسية داميان ماير فوثق لتلك اللقطة، التى تصلح كمعادل بصري ليس للحكم على العلاقة الشخصية بين عبد الواحد وكوشنير ولكن لمدي ارتباط كوشنير بملف ازمة دارفور، ومناسبة مراجعة هذا الارتباط هو اعلان الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي لاسماء الحكومة الجديدة وتسليم حقيبة الخارجية لبرنار كوشنير مؤسس منظمة "اطباء بلا حدود"، ومبتكر مفهوم "التدخل الانساني"، مما يرشح العلاقة بين باريس و الخرطوم الى المزيد من التصعيد بالنظر الى تصريحات كل من ساركوزي وكوشنير قبل ان يصبح الاول رئيسا والثاني وزيرا للخارجية ، فساركوزي سبق وان انه في حال انتخابه سيفرض عقوبات احادية الجانب من قبل فرنسا على السودان ،واضاف فى رسالة تليت نيابه عنه فى الاحتفال الذي شهد عناق عبد الواحد وكوشنير "على السودان ان يعرف ان صبرنا بلغ نهايته" مؤكدا "اذا انتخبت فان فرنسا ستتبنى من جانب واحد هذه التدابير وستشجع شركاءها الاوروبيين على سلوك هذه الطريق".
ومعرف فى الديمقراطيات الغربية ان تصريحات المرشحين اثناء الحملة الانتخابية تشكل ملامح البرنامج الاذي سينتخب على اثره المرشح ، وعليه الالتزام به ، فهل يفعل ساركوزي ذلك ؟ مع الاخذ فى الاعتبار التطورات الجديدة فى علاقات الخرطوم والمنظمة الدولية من خلال تفاهمات حزم الدعم الثلاثة التى قللت من حدة امكانية التصادم بين الحكومة والامم المتحدة .
اما كوشنير وزير الخارجية الاشتراكي ومن خلفية اشغتاله الطويل فى المجال الانساني كانت تصريحات نارية بشأن ضرورة التدخل فى دارفور لانقاذ المدنين ومن اجل فتح ممر انساني الى دارفور من خلال نداء نشرته اسبوعية "لو بيلران": فى فبراير الماض قال فيه "ايها الاصدقاء هل تسمعون نداء الاستغاثة من دارفور؟". وادان خلاله كوشنير "تعنت الرئيس عمر البشير الذي يرفض اي مساعدة انسانية فعالة تقترحها الاسرة الدولية". وجاء في النداء "اننا نطلب فتح ممر انساني الى دارفور بشكل عاجل كما نص القرار 43/131 الذي تبنته الامم المتحدة في 1988 وتم اتمامه في 1990".
ففي ديسمبر من العام الماضي وحسب شبكة فرانس 24 التلفزيونية ، دعا اوروبا الى التدخل في دارفور "لوقف المجزرة"، متسائلا "اين هي هذه الاوروبا التي نفخر بها كثيرا؟". وقال كوشنير "فلنتدخل في دارفور، فلنوقف هذه المجزرة"، و"اين هي هذه الاوروبا التي نفخر بها كثيرا؟ اين هي؟".
تعين ساركوزي لوكشنير نفسه يحمل اشارات مفادها ان ساركوزي يعطي ملف دارفور اهمية خاصة ، ويندرج عن ساركوزي فى اطار مساعيه لترميم العلاقة مع امريكا ، وتثمل ازمة دارفور نقطة الالتقاء بين السياسة الامريكية وسياسية ساركوزي الجديدة ، التى عبرت عن رغبتها فى اعادة الدفء الى العلاقة بين جانبي الاطلسي، ولن يجد ساركوزي افضل من مبتكر مفهوم التدخل الانساني كوشنير لينسق مع امريكا في تدخلاتها باكثر من مكان فى العالم باسم التدخل الانساني، ويبقي السؤال هل يدفع كوشنير باتجاه فرض عقوبات على الخرطوم فى وقت تعثر فيه مشروع بريطاني امريكي لعقوبات جديدة على الخرطوم ؟.
وتقول سيرة كوشنيرالبالغ (67 عاما) انه شغل منصب وزير الصحة والتحرك الانساني عامي 1992 و1993 في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران ضمن فريق حملة المرشحة الاشتراكية روايال في الانتخابات الرئاسية الاخيرة التى هزمت فيها رويال امام ساركوزي. ودعا بين جولتي الانتخابات الى تقارب مع الزعيم الوسطي فرنسوا بايرو.
وشارك برنار كوشنير في مطلع السبعينات في تأسيس منظمة "اطباء بلا حدود" الانسانية التي كان من مهماتها مساعدة ضحايا حرب بيافرا.
ومن يوليو 1999 الى يناير 2001 تولى كممثل خاص للامم المتحدة ادارة اقليم كوسوفو الصربي حيث يشكل الالبان الغالبية العظمى.
وانفرد عام 2003 بانتقاد الموقف الفرنسي من التدخل الاميركي في العراق من دون ان يؤيد مع ذلك غزو هذا البلد.