Tuesday, January 31, 2006

ثالوث الايدز والسل والفقر يفتك بمستقبل القارة الافريقية


حيوية وروح الرئيس الزامبى الاسبق كينث كاوندا اعطت النسخة الافريقية من اعلان الخطة العالمية الثانية لوقف مرض السل 2006 2015 ، الحماسة والانتباه المطلوبة حيث تفاعل الحضور الاعلامى الذى احتشد فى قاعة المؤتمرات بفندق ريجينسى وسط العاصمة الكينية نيروبى مع الوصلة الغنائية التى افتتح بها كاوندا خطابة ، صادحا بصوته الجهور (بإسم افريقيا العظيمة سنجارب ونهزم السل ) ، ليعيد بذلك بعض من اجواء نضال الستينات الافريقى ، وتهدف الخطة التى اعلنت بالتزامن فى عدد من عواصم العالم من واشنطون الى باريس الى موسكو الى نيودلهى مرورا بدافوس فى سويسرا على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى حيث تبرع بيل قيتس بـ(900) مليون دولار، تهدف الخطة التى تمهد لاخرى اكبر لاعلان العالم خاليا من السل بحلول العام 2050، الى انقاذ حياة حوالى 14 مليون نسمة وعلاج 50 مليون مصاب بالسل الرئوى وتوسيع امكانية الوصول الى جميع المرضى وتشخيصهم وعلاجهم ، انتاج عقار جديد لعلاج السل بحلول العام 2010 كبديل للعقار المستخدم منذ 40 عاما ، تطوير مصل جديد للتطعيم ضد المرض .
أوقفوا السل
ويشكل مرض السل تهديدا مباشرا للانسان والاقتصاد فى افريقيا ، حيث يلقى حوالى 1500 حتفهم يوميا جراء داء السل وهو مرض يمكن السيطرة عليه وعلاجه ، واقسى ما تعانى منه افريقيا هو توءمة السل مع الايدز على طريقة المصائب يجمعن المصابين،فالمصابين بالايدز معرضين بنسبة 50% للاصابة بالسل نتيجة العوز فى جهازهم المناعى ، وثالث الاسافى الفقر الحاضن لهذه الاوبة القاتلة للانسان والمعيقة لمسار التنمية والتطور فى افريقيا ، ورغم ان السل يتوفر له علاج منذ 40 عاما الا ان 77% من المرضى فى العالم البالغين عشرة ملايين لا يمكنهم الحصول على العلاج لتكلفته العالية لا سيما فى افريقيا ، الامر الذى دفع وزراء الصحة الافارقة فى اجتماعهم بمابوتو فى اغسطس الماضى الى اعلان حالة طوارئى فى الاقليم ، ولكن يبقى الالتزام السياسي والايفاء بتعهدات المانحين هى سيدة الموقف وحسب الخطة العالمية لوقف السل فان افريقيا بحاجة الى 18.3 بليون دولار لتحيق اهداف الخطة بحلول العام 2015 ، ودعا الزعيم كينث كاوندا القادة الافارقة الايفاء بتعهداتهم المضمنة فى اعلان ابوجا بزيادة ما يرصد للصحة فى موزاناتهم الوطنية ليصل الى 15% وطلب من الدول الثمانية الكبرى مضاعفة اسهاماتها فى الحملة العالمية لوقف السل، وينخرط فى الحملة الافريقية الناشطة ضد السل القس ديسموند توتو الذى اصيب بالمرض فى الرابعة عشر من عمره وخضع لعلاج استمر عشرين شهرا ، حيق يقول ان الطريق لوقف السل شاق وطويل ولكننا يكمن ان نوقفه لانه مرض يكمن علاجه،واعتبر وزير الصحة الكنغولى ايملى بنغولو ياتو الخطة العالمية لوقف السل اكبر اسهام لتحقيق اهداف الالفية للتنمية فى افريقيا، وقال انوش كيبنغوشى نائب وزير الصحة الكينى إن الإنتشار السريع لمرض السل يشكل "تهديدا خطيرا" لتحقيق النمو والتنمية تقع فى شرق إفريقيا.
كاوندا الشيخ الوثاب
الزعيم كاوندا الذى اطل ببدلته السفارى الناصعة البياض ووقف الجميع لتحيته بعاصفة من التصفيق بدى لى وانا الذى اراه لاول خارج اطار الصورالثابته والمتحركة ، اكثر شبابا مما توقعت فهو فوق الثمانين بعام ، وتجلى ذلك فى كلماته المفعمة بالامل والتحدى لوقف هذا الداء اللعين الذى ينخر فى عظام القارة، عندما قال ان لافريقيا تاريخ طويل من النضالات نضالا ضد العبودية ونضالا ضد الاستعمار ونضالا ضد التمييز العنصرى ونحن الآن امام ساحة جديدة للنضال ضد الفقر والجوع والجهل والمرض والجريمة ، وعبر عن ثقته فى قدرات ابناء القارة الافريقية فى جعل السل والملاريا والايدز من مخلفات الماضى ، ويرى كاوندا انه ينتفيذ هذه الخطة سيجد 17 مليون افريقى العلاج من السل من خلال العلاج قصير المدى تحت الاشرف المباشر، واشار كاوندا الى ضرورة محاربة الفقر بلا هوادة من اجل القضاء على الايدز والسل ، ودعا الناس الى الاستشارة والفحص عند الاشتباه فى الاصابة بالايدز وقال انه قام فى سبتمبر من العام 2002 بالفحص وكانت النتيجة خلو من الاصابة واضاف لو ظهرت النتيجة عكس ذلك لاعلنت ذلك على الملاء .
تجاهل عالمى
بالتزامن مع خطاب كاوندا بنيروبى اعلن الرئيس النيجيري اولوسغون اوباسانجو ووزير المالية البريطاني غوردن براون والملياردير الاميركي بيل غايتس خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس انطلاقة الخطة العالمية •وقال بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت انه سيرفع مساهمة مؤسسته الانسانية من 300 مليون دولار حاليا الى 900 مليون عام 2015•ووجه وزير المال البريطاني غوردن براون والرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو نداء عاجلا للمساهمة في برنامج (اوقفوا السل) وخصوصا من جانب دول مجموعة الثماني•وقال براون ان "البرنامج يثبت انه يمكن كسب المعركة ضد السل، وامل ان تعتبر مجموعة الثماني مكافحة هذا المرض اولوية مطلقة"، لافتا الى ان "قادة العالم تجاهلوا هذا الوباء العالمي لوقت طويل.
التمويل وطول فترة العلاج
يشكل التمويل العقبة الصخرة التى تتكسر فوقها اغانى كاوندا واحلام ملايين المصابين بالسل فى افريقيا والعالم ، حيث يحتاج تنفيذ الخطة الطموحة الى توفير 56 بليون دولار،واحدة من اسباب تفاقم داء السل فترة العلاج الطويلة بين ستة الى ثمانية اشهر، والتى فى حال فقد المريض خلالها متابعة تناول العقار سوف تؤدى الى انتكاسة كبرى فى العلاج ومن هنا بات شغل العلماء الشاغل هو استحداث علاج قصير المدى فى مدة لا تتجاوز الاربعة اشهر، هذا هو الهدف الجديد الذي يسعى إلى تحقيقه الخبراء الصحّيون المختصون الذين ينتمون إلى مجموعة مؤسسات بحوث طبية، من أبرزها معهد البحوث للتنمية IRD الفرنسي، والمفوضية الأوروبية، بالتعاون مع المختصين في برنامج البحث والتدريب المتعلق بالأمراض الاستوائية، التابع لمنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى عدد من المختبرات المصنعة للأدوية، وتجمّع "كونسورتيوم" من الخبراء الأوروبيين والأفارقة الذين يمثلون عشرة شركاء.وقد شرح البروفسور ماريو رافغليوني، المدير المشرف على الشراكة المسماة "يجب وضع حد للسل!" أن بحوثهم تتعلق بإعداد بروتوكول علاج يتضمن مادة "غاتيفلوكساسين" التي ثبت أنها أكثر فعالية من كل العلاجات المستخدمة حتى اليوم.وأضاف أنه نظرا لهذه السرعة في الفعالية، فإن هذا العلاج يتوافق كليا مع توصيات منظمة الصحة العالمية، التي تشجع على تنفيذ برامج علاجية اقصر مدى من الشهور الستة المتعارف عليها حاليا، في مجال علاج مرض السل، حسب ما ذكرت مصادر "معهد البحوث والتنمية" في فرنسا.
الشراكة الاعلامية
وادراكا منها بمدى اهمية الشراكة الاعلامية فى انفاذ هذه الخطة اقامت منظمة (بانوس) وتعنى باللغات الافريقية المحلية (الضوء)، وتعمل فى مجال الاعلام وترقية وتطوير قدرات وادراك الاعلاميين بالقضايا الانسانية الملحة كالايدز والفقر والسل والتفاعل الاعلامى مع الحرب والسلم فى افريقيا ، اقامت هذه المنظمة ورشة عمل تدريبية لمجموعة من الصحافيين من شرق افريقيا ، بمشاركة كينيا ويوغندا والسودان واثيوبيا وتنزانيا وزامبيا تلقى خلالها الصحافيين محاضرات نظرية عن وباء السل والرباط الوثيق بين السل والايدز من الدكتور جون منصورمن البرنامج الكينى لمكافحة السل والدكتور مواهوا شاكايا مدير البرنامج الكينى والدكتور هيليوسوس غيتهوم من منظمة الصحة العالمية وآخرين ، وعن كيفية كتابة وتسويق التقارير الصحية من متش اودرو من المجلس الكينى للاعلام ،والبرفسيور جينى فساك سولو استاذ الاعلام بالجامعات الكينية وعدد من كبار الصحافيين المختصين بقضايا الصحة، وزار ت المجموعة مراكز التشخيص والعلاج من السل فى نيروبى خصوصا فى مناطق تكدس اللاجئيين من السودان واثيوبيا والصومال فى كيبيرا واسيلى،واستمع وشاهد الصحافيين معاناة المرضى، وفى مركز اسيلى حيث كثافة تواجد اللاجئين الاثيوبين والصوماليين وبعض السودانيين قالت مديرة المركز نديشا ماندقا انهم يستقبلون مئة حالة اسبوعيا ، وتكمن المشكلة فى كيفية متابعة تناول العلاج من المرضى الذين يلزمون بالحضور يوميا الى المركز لتناول الجرعات ونتيجة للفقر وسوء التغذية يفشل العديد منهم فى الحضور يوميا مما يعنى الانتكاسة المميت فى المرض ، وتتكفل الحكومة الكينية والمنظمات الانسانية والكنسية بدفع تكاليف الفحص والعلاج من السل ، ومن اهم العقبات التى تعترض عمل المركز غياب حلقة التفاهم مع المرضى لإختلاف اللغات والثقافات حيث تروى نديشا انها احيانا تستقبل مرضى لا يتكلمون الانجليزية ولا السواحيلية وهى اللغات المتداولة فى كينيا مما اضطرها الى تعين موظف من كل قومية فى المركز والاستعانة بالمتطوعين من المجتمعات المحلية ، عقبة اخرى شددت عليها نديشا وهى رفض المسلمين والملسمات المصابين بالسل الفحص الطوعى من الايدز، وفى مواجهة المركز توجد مدرسة الامام مالك لتحفيظ القران الكريم للفتيات تديرها لاجئات صوماليات حاولت الدخول الى المدرسة فاعترضضنى بحجة انها مكان خاص للفتيات فطلبت مقابلة مديرة المدرسة التى توجهت لها بالسؤال لماذا لا تتعاونى مع المركز المجاور للمدرسة وتدعوين مرضى السل الى قبول الفحص عن الايدز قالت نحن لا نتدخل فى ذلك ولا نقدم فتاوى وتلك تقديرات شخصية تعود لتقاليد وثقافات محلية، ونحن نبادل المركز ذات الريبة التى ينظر الينا بها.واستمعت الورشة كذلك الى شهادة من الناشطة فى مجال السل والايدز لوسى شيشيرى التى روت تجربتها المثيرة وصراعها الطويل مع المرض وتكرسها لما تبقى من عمرها من اجل ايقاف السل ، وقدمت كل مجموعة تجربتها القطرية وتمت مناقشة الافكار والمشاريع الصحفية التى يمكن الخروج بها من تلك الورشة التى كان الهدف منها ارساء مهاد فكرى ووعى بمخاطر السل والايدز لدى الصحافيين الذين وجهت لهم الدعوة لحضور اعلان الخطة العالمية لوقف السل فى نسختها الافريقية بنيروبى وحتى لا تكون التغطية الصحافية عجولة ومختزلة آثرت (بانوس) اعطاء الصحافيين الجرعات اللازمة لتاول اشمل واعمق ومستدام لقضايا السل وتحقيق معانى الشراكة الاعلامية فى الخطة العالمية لوقف السل العام 2015.

عصر الحريم!

عصر الحريم!
تسونامى النساء الحاكمات قادم ولا عاصم للرجال الاعبر الانقلابات العسكرية التى اصبحت من مخلفات الماضى البغيض ، واجمل ما فى النساء الحاكمات انهن يأتين عبر صناديق الاقتراع وفى زينة الديمقراطية البهية ،و من المانيا الى ليبريا الى شيلى تمضى المرأة فى تسنم مقاليد السلطات التنفيذية فى تلك البلدان ، ولو ان المصادفة التاريخية وحدها حملت الالمانية انجيلا ميركل والليبرية الين سيرليف والتشيلية ميشال باشليه الى سدة الحكم فى تواقيت متقاربة ، لكن المصادفة التاريخية نفسها جعلت تجربة ثلاثتهن جديرة بالتأمل فالمانيا الحديدية تلين امام ميركل التى صرعت المستشار غريهارد شريدور العنيد الذى رفض الاستسلام للهزمية بادىء الامر ، وكانت اول امرأة تصبح مستشارا لألمانيا القوية وفى اول زيارة لامريكا ارادت ميركل ان تثبت للعالم انها المراة الحديدية عندما قالت فى حضرة بوش ما لم يقله الكثير من الرجال ، اغلقوا معتقل غوانتنامو !
الين سيرليف المرأة الافريقية الجسورة والادارية السابقة بالبنك الدولى حققت هى الاخرى انجازا غير مسبوق فى افريقيا ، عندما هزمت اسطورة كرة القدم جورج ويا فى ماراثون انتخابى استمر لجولتين ، وقد تحط فى مقبل الايام القليلة بمطار الخرطوم كأول امرأة تحضر قمة الرؤساء الافارقة وليس قمة السيدات الاولى التى تعقد بموازاة القمة الرئاسية ، وتنصيب سيرليف جذب انظار واهتمام النساء فى العالم وارسلت امريكا ذات الصلات التاريخية مع ليبريا السيدة الاولى لورا بوش ووزيرة الخارجية كوندليزا رايس ومسؤولة الشؤون الافريقية بالخارجية الامريكية جنداى فريزار، وافردت وسائل الاعلام الامريكية مساحة واسعة لمناقشة ظاهرة الرئيسات واستضافت احدى القنوات الامريكية لوار بوش قبيل توجهها الى منروفيا للمشاركة فى تنصيب سيرليف فقالت انها ترغب فى رؤية امرأة امريكية فى البيت الابيض ورشحت رايس والسناتورهيلارى كلينتون، انها الغيرة من سيرليف الافريقية ، وفعلا امريكا بحاجة الى انثى تلطف صورة امريكا فى الخارج ، لاسيما وانها تأتى بعد مرحلة بوش التى وصل مد الكراهية لامريكا منتهاه ، ليتهم رشحوا انثى ولكن كفاية رايس !
التجربة الجميلة الثالثة كانت فى شيلى عندما منح الشيليون وعبر انتخابات حرة ونزيهة جرت منتصف يناير الجارى ميشال باشليه الرئاسة وذلك لتميزها عن السياسيين المعهودين - حسب وكالة الصحافة الفرنسية - وهي شخصية خارجة عن كل المعايير التقليدية تنصت لمواطنيها وام عزباء في بلد تطغى عليه النزعة الذكورية وهي تصف نفسها بأنها ''تشيلية لا تختلف بشيء عن ملايين التشيليات الاخريات'' وتقول ''اعمل، ادير اسرتي واترك ابنتي في المدرسة، لكنني ايضا تشيلية تتوق الى النضال والخدمة العامة.
والباب لا يزال مفتوحا لتجربة اخرى نأمل ان تكون عربية ، فقارة آسيا عرفت النساء الرئيسات منذ زمن بعيد وكذا اوربا وهاهى افريقيا وامريكا اللاتينة تدخل التجربة ، فهل من امرأة عربية حديدية تستطيع ان تقول كما قالت ميركل اغلقوا معتقل غوانتنامو؟