Sunday, May 28, 2006

شريط جوزيف كونى


شريط نادر لزعيم جيش الرب اليوغندى جوزيف كونى بثته محطات التلفزة الكينية واورد فحواه مركز السودان للخدمات الصحفية (smc (، وكشف جانباً من لقاء بين كونى ونائب رئيس حكومة الجنوب ريك مشار فى ادغال جنوب السودان حيث يختبىء من المحكمة الجنائية الدولية وهو الموقع الذى حاولت صحيفة نيوفيشن اليوغندية تحديده بنواحى بنابانغا على الحدود الكنغولية السودانية، حاول الشريط ان يصور زعيم جيش الرب كإنسان بمشاعر تجنح الى السلام وانتقد ما اسماه بالدعاية التى حاولت تسويقه كقاتل ومجرم الى العالم ، واحدة من المحطات التى بثت الشريط او (DVD) وهى KTN اتبعت البث باستطلاع واسع وسط الكينيين حول صورة زعيم جيش الرب أهو مجرم حرب كما نعرف ام هو انسان وليس ارهابياً كما قال فى ثنايا ذلك الشريط النادر فكانت الحصيلة 56% اعتبروه قاتلاً وغير جاد فى دعوة السلام مع الحكومة اليوغندية.
اسئلة عديدة فجرها الشريط المفاجأة من قبيل من الذى سرب هذا الشريط الى وسائل الاعلام الكينية وهل رفضت اليوغندية بثه قبل ان يعرض على الكينية وهل كان كونى على علم بان لقاءه مع رياك مشار مسجل وسيبث لذلك سعى الى اغتنام الفرصة الاعلامية ليبدو امام العالم ملوحا بغصن الزيتون وليس بالسلاح الذى خرب به شمال يوغندا وزعزع امن جيرانه وكادت تقع بينهم حروب بسببه.
تهيئة المناخ المناسب لانفاذ اتفاقية السلام بين الحكومة والحركة على نحو يمكن الناس العاديين فى الجنوب من حصاد ثمار السلام بعد اكثر من عقدين من الحرب الاهلية يدفع الحركة الشعبية وحكومة الجنوب الى طرق الابواب كافة بما فيها الوساطة التى تقودها الآن لإنهاء جيش الرب الذى يشكل كبرى عقبات الامن والتنمية والاستقرار فى جنوب ما بعد الحرب ولكن على الحركة الشعبية فى سعيها ذلك ان تنتبه ان زعيم جيش الرب الذى التقته سرا ، مطلوب الى المحكمة الجنائية الدولية التى اصدرت قبل ايام بيانا دعت فيه السودان ويوغندا والكنغو الى التعاون من اجل القبض عليه وذكرت هذه البلدان بالتزاماتها بحسب القانون الدولى فى حمل كونى على المثول امام المحكمة الدولية فبماذا يمكن ان يرد مشار لو سئل عن تحديد المكان الذى التقى فيه كونى وقدم اليه (20 ) الف دولار ثمن وقف هجمات على القرى السودانية؟.

Saturday, May 27, 2006

بولتون مندوب اسرائيل السرى !


''ليس هناك شيء اسمه الأمم المتحدة، وإذا فقد مبنى الأمانة العامة في نيويورك عشرة طوابق، فلن يغير ذلك من الأمر شيئا'' هكذا وصف مندوب الولايات المتحدة فى المنظمة الدولية جون بولتون الامم المتحدة فى تجسيد حى لتوجهات ادارة الرئيس بوش الرامية الى ازدراء واحتقار المنظمة الدولية التى جاءها بولتون مندوبا من خلال عاصفة استخدم فيها الرئيس بوش نفوذه وركل كل تحفظات الكونغرس على بولتون الذى وصفه وزير الخارجية الامريكية السابق كولن باول حينما عّين مساعداً له لشؤون التسلح النووى عندما قال :''إن تعيينه اى بولتون - يشبه تعيين مولع بالحرائق للإشراف على معمل للمفرقعات!
شخصية جون بولتون كما يصفها المقربون منه انها عدائية تمازجها فظاظة تصل الى حد الجلافة وتشوبها غطرسة وعنجهية امريكية بغيضة، اما سياسيا فهو محافظ ويميني متطرف ودائم للصهيونية على طول الخط ، لذلك لم يكن مستغربا فى الكثير من الاوساط السياسية والاعلامية المتابعة لنشاط هذا الرجل المثير للجدل المدح والثناء الذى كاله مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة دان غيلرمان لدور بولتون في مناصرة القضايا الاسرائيلية فى المنظمة الدولية، ووصفه بالعضو السري في بعثة إسرائيل بالأمم المتحدة!
ان يتعرف مندوب دولة فى الامم المتحدة ان مندوب دولة اخرى يمثله سرا ، تلك وقاحة وتجاوز حتى لابسط متطلبات الكياسة الدبلوماسية، ولكنها العلاقة الشاذة بين الولايات المتحدة ودولة اسرائيل ، واستحق بولتون الاشادة الاسرائيلية ومن قبل كرمته الدولة العبرية رسميا فى حفل بنيويورك وحضره للاسف سياسيون كبار من لبنان تكبدوا مشقة السفر من بيروت الى نيويورك ليقول له شكرا على كل ما فعلته وستفعله بسوريا ، وكانت المنظمة الصهيونية الاميركية قد منحت بولتون في يناير من العام 2005 جائزة (المدافع عن اسرائيل).
الى متى يظل هذا الرجل يشعل الحرائق ضد سوريا والسودان وايران ومن خلال المنظمة الدولية التى لايكن لها ادنى احترام ، وهو الذى قال فى العام 1992 (لو كنت أعيد تركيب مجلس الأمن امس لكنت أبقيت عضواً دائماً واحداً (الولايات المتحدة) لان ذلك هو الانعكاس الحقيقي لتوزيع القوة في العالم).

Sunday, May 21, 2006

مجلس الامن بالخرطوم

عندما ينعقد مجلس الامن الدولى بكامل هيئته فى الشهر القادم هنا بالخرطوم تكون جلسات المجلس التى عقدت خارج نيويورك قد بلغت 9 جلسات ، اثنتان منها خاصة بالسودان ، وهى جلسة نيروبى فى نوفمبر من العام 2004 التى عقدت لتسريع العملية السلمية فى الجنوب وافلحت مع جهود اخرى فى التوصل الى اتفاقية السلام الشاملة فى التاسع من يناير 2005، ويعود هذه المرة مجلس الامن ليعقد جلسة حول سلام دارفور والاختلاف هنا ليس فى ان جلسة نيروبى سابقة اتفاقية الجنوب وجلسة الخرطوم لاحقة لاتفاقية دارفور وحسب ، بل ان العلاقة بين المنظمة الدولية والحكومة السودانية تمر بمراحل تتأرجح بين الاذعان الحكومى لقرارات الامم المتحدة والتعنت والمماطلة فى بعضها ، وبانعقاد الجلسة التى لم يحدد موعدها بالضبط تكون عاصفة القوات الدولية قد هدأت فدخول الخبراء يعنى الشارة الخضراء لمرور ذوى القبعات الزرق الى دارفور.

الازمات التى ألمت بالسودان فى غضون السنوات القليلة الماضية جعلت ابوابه شئنا ام ابينا مشرعة لرياح التدخل الدولى ، فقد اصبح السودان حاضرا فى اجندة مجلس الامن الدولى وفى قراراته واضابير جلساته ، ووجدت فيه المنظمات المناهضة لحقوق الانسان ضالتها الاعلامية فسيرت التظاهرات ودبجت المقالات وجندت الكاميرات لتضفى قتامة على صورة السودان والسودانى فى ذهن العالم الذى بات يستقى كل معارفه من و سائل الاعلام ، فى مرحلة باكرة من ازمة دارفور كانت الحكومة جزعة من التدويل ، فصار التدويل هو الازمة والحل فى الوقت نفسه ، ولايخفى على المراقب الاسهام الامريكى فى التوصل الى سلام دارفور.

لا شك ان اجتماع مجلس الامن فى الخرطوم فوق انه حدث تاريخى يضاف الى قمتى الخرطوم العربية والافريقية يعطى مؤشرا بان التدويل لقضايا السودان بلغ مراحله القصوى ونأمل ان تكون هذه آخر الجلسات الخاصة بالسودان خارج او داخل مقر الامم المتحدة التى اصبحت نشطة (تتكسب) من مشكلات السودان التى لا تنتهى واحدة حتى تبدأ الاخرى فى التأزم .

Wednesday, May 17, 2006

ما وراء التطبيع الامريكى الليبى !

حذفت امريكا عبارة واحدة مفادها ان ليبيا (لا تتعاون بشكل كامل) مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، من اضابير الخارجية الامريكية، فقط عبارة ، فقامت قيامة وسائل الاعلام العالمية وطفقت الفضاءات تزيل اسفل الشاشة بعبارة خبر عاجل عودة العلاقات الامريكة الليبية وجىء بالمحليين والاختصاصين فى الشأن الليبى لتفسير ذلك القرار الامريكى الذى انهى بكلمات وعبارات قليلة لم تكلف السيدة رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة اكثر من دقائق معدودة لتهدم جدارا حجب العلاقات الامريكة الليبية لعقود من الزمان ، الخطوة الامريكية كانت متوقعة بالنظر للتحول الكبير فى المواقف الليبية خلال السنوات الثلاث الماضية.
معلوم ان القرار الليبى جاء مكافأة لقرار العقيد القذافى التفكيك الطوعى للبرنامج النووى الليبى المثير للجدل ،الذى اتخذه فى ديسمبر من العام 2003 وسبقته التعويضات الليبية لضحايا تفجيرات لوكربى والنيجر، ولكن توقيت اعادة العلاقات ورفع اسم ليبيا من لائحة البلدان الراعية للارهاب يتضمن رسالة اغراء لايران بتفكيك برنامجها النووى لتحصل على ذات الامتياز الليبى خصوصا ان القرار الامريكى تزامن مع عرض اغراء اوربى لايران بترك تخصيب اليورانيوم والحصول على تسهيلات تقنية من الاتحاد الاوربى.
الارتياح الذى عم الشارع الليبى أملا فى انعكاس تطبيع العلاقات بين طرابلس وواشنطون على تحسن الوضع الاقتصادى وتيسير حرية حركة الليبين من والى امريكا ، امتدت الى الجامعة العربية التى رحبت بالخطوة الامريكية ودعت الى انهاء حالة الخلاف مع سوريا عن طريق الحوار باعتباره اسلوب حضارى .تطبيع العلاقات الليبية الامريكية ستكون له آثاره على المنطقة العربية والافريقية وهما المجال الحيوى الذى تتحرك فيه ليبيا بفاعلية ترشحها الى دور اقليمى حسبت له امريكا حسابها وسعت الى استثماره ، كما ان الخطوة الامريكية تنم عن اعادة ترتيب المنطقة على اساس نقاط الارتكاز للنفوذ الامريكى .

Tuesday, May 16, 2006

سامبى على خطى حماس ؟!

بعد انحسار المد اليسارى على المنطقة العربية والاسلامية لهزيمته فى منابعه العليا عقب انهيار الاتحاد السوفيتى وتشظى المنظومة اليسارية ودخول بعض اليسار الى نطاق الرأسمالية عبر النوافذ والابواب المواربة والمناهج المستحدثة ، اصبحت الساحة السياسية العربية والاسلامية مهيأة لصعود التيارات الاسلامية كبديل لملء الفراغ الذى خلفه الزلزال الذى اصاب المشروع اليسارى العالمى وتدحرج على اثره من مشروع طليعى الى مقاوم لوجوده بشتى السبل بما فى ذلك التنازل عن القواعد الفكرية والايدلوجية التى قام عليها ، وبما ان الصعود الاسلامى او ان شئت سمها النهضة الاسلامية تعرضت للمواجهة مع امريكا عقب الاجتياح الامريكى لافغانستان فى مستهل حربها الطويلة على ماتسميه الارهاب والثأر من مرتكبى احداث الحادى عشر من سبتمبر الشهيرة ، وكانت المواجهة فى السابق بين التيارات الاسلامية واليسار ، هذا التحول غذته امريكا نفسها عندما احتلت العراق واسقطت آخر قلاع القومية العربية لتصبح الساحة السياسية مواتية للتيارات الاسلامية كافة التى تؤمن بالوصول الى السلطة عبر صراط صناديق الاقتراع او التى تحتكم لصناديق الزخيرة والمتفجرات والمفخخات التى من كثرة تواترها كادت تربط بين الارهاب والاسلام وهو برىء من ذلك. ومن ملامح الصعود الراهن للتيارات الاسلامية وعبر السبل والوسائل الديمقراطية ، حصول جماعة الاخوان المسلمون المصرية على عدد مقدر من المقاعد داخل مجلس الشعب المصرى فى خطوة مهمة من جهة اضعاف هيمنة الحزب الحاكم على المشهد السياسى والتنفيذى لاكثر من عقد من الزمان ، ثم جاء فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) باغلبية مقاعد المجلس التشريعى وتشكيلها للحكومة الفلسطينية رغم العقبات الكثيرة التى واجهتها ولا تزال تواجهها فان فوزها احدث ردات فعل دولية داوية واثار مخاوف وفتح نوافذ للامل، وامس فقط اعلن انصار مرشح الرئاسة فى جزر القمر احمد عبدالله سامبى انه حصل على "ما بين 60 و75%" من اصوات الناخبين ليصبح الرئيس القادم لارخبيل القمر الاسلامى ويعرف سامبى على نطاق واسع بانه اسلامى معتدل فهل صفة معتدل تمنح قبولا ودعما دوليا غير الذى وجدته حماس .

Thursday, May 11, 2006

افريكانيات

مراجعات اسبوعية في السياسة والأدب
اعداد : محمود الدنعو


حرية الصحافة: صراع السيف والقلم!

يشكل اليوم العالمى لحرية الصحافة الذى صادف الثالث من مايو سانحة طيبة لتقليب المواجع والاوراق حول اوضاع حرية الصحافة والتعبير فى افريقيا التى تشهد صراعا مستداما بين السيف والقلم ، واطلق الصحافيون الافارقة فى ذلك اليوم العنان لحناجرهم واقلاهم لا لتجأر بالشكوى فقط بل وتكشف واقعا مريرا يعيشون فيه ويناضلون من اجل ايصال الحقائق الى الشعوب المحرومة من كل شىء بينما يملك القادة كل المفاتيح ويقسمون الحقوق على الرعية بمقدار حتى الكلام يضعون امامه الف متراس ومتراس، والشاخص لواقع الصحافة والصحافيين فى افريقيا لابد ان يأسف حد الاسى على المشهد القاتم فى زيمبابوى التى قبع اكثر من مائة صحافى فى سجونها خلال الاعوام الستة الماضية وتمارس حكومة موغابى اقسى انواع الرقابة على الصحافة وتبدع فى وقع العراقيل امام عملهم فحسب قانون الصحافة فى زيمبابوى على الصحافى ان يجدد رخصة العمل الصحفى سنوياً وفى حال تم ضبط صحافى يعمل من غير رخصة فالعقوبة هى السجن لمدة عامين وعلى الشركات الصحفية ان تجدد ترخيصها مرة كل عامين والا تعرضت الى الاغلاق وصودرت اصولها ومعداتها لصالح الدولة، وتصل العقوبات للصحافى الذى ينشر معلومات مغلوطة او يسىء الى موغابى الى السجن ستة اعوام كما يسمح القانون للحكومة بالتجسس على مكالمات الصحافيين وصناديق بريدهم .
وقراءة عاجلة فى بيان الاتحاد الدولى للصحافيين الذى اصدرته عشية الذكرى السنوية لحرية الصحافة تلخص المأساة اربعة صحافيين افارقة لقو حتفهم العام الماضى وهم هارى يانسانه من سيراليون وفرانك كانغوندو من الكنغو الديمقراطية ودنيا محى الدين نور وكاتى بياتون من الصومال ، فضلا عن عشرات القابعين فى المعتقلات ففى اثيوبيا واريتريا فقط نحو 30 صحافى فى السجون وقال الاتحاد فى بيانه ان الصحافيون الافرقة يواجهون تحديات كبرى مثل القتل والاعتقال والتعذيب وقوانين الصحافة المجحفة وحثهم على مواجهتها من اجل مواصلة رسالتهم الصحافية وقال ان الحاجة باتت ماسة الى بناء ثقافة حرية الصحافة وحرية التعبير فى افريقيا.
فى كينيا تزامن الاحتفال مع مؤتمر للاعلام بشرق افريقيا تنظمه السفارة الامريكية والجامعة الامريكية العالمية وجامعة نيروبى واستغل سفير الولايات المتحدة لدى نيروبى وليم بلامى المناسبة ليشن هجوما على حكومة الرئيس الكينى مواى كيباكى وينفى عن الصحافة الكينية تهمة تهديد الامن وهى التهمة التى بررت بها حكومة كيباكى العنف الذى مارسته مع صحيفة استاندر فى مارس الماضى باقتحام الامن لمقار الصحيفة والقناة التلفزيونية التابعة لها واحراق بعض الاجهزة والممتلكات وترويع الصحافيين ، وقال ناصحا كيباكى انه عندما تبدأ فى التعامل مع الصحافة كمهدد للامن فانت تبدأ فى ذات الوقت رحلة التراجع بكينيا الى عصور الظلام والماضى الذى لاترغب ان تكون بلادك فيه واضاف ليس من مهمة الصحافة ان تجمل الحكومة ولكن مهمة الصحافة نشر الاخبار الجيدة التى تستطيع الحكومة انجازها، وزير الاعلام الكينى خاطب المؤتمر الذى يضم 156 صحفياً من كينيا وتنزانيا ويوغندا ومدغشغر قائلا ان التحدى الذى يواجه الصحافيين الافارقة رسم اساليبهم وطرائقهم فى العمل الصحفى بعيدا عن النماذج الغربية ، التى توجه الصحافة الافريقية الى قيم غربية قائمة على الاثارة والاحتفاء بالغرائبية والفضائح اكثر من الموضوع، واضاف قيم الصحافة ليست واحدة فى العالم باسره فالقارىء فى بابوغينيا الجديدة ليس هو فى نيويورك ولا هو فى سامبورو بكينيا
الصحافيون فى زامبيا تجمعوا امام تمثال الحرية وسط العاصمة لوساكا وهم يتطلعون الى الحرية المفقودة وحدثتهم يوفونى شيبيمبا رئيس لجنة حرية الصحافة فى زامبيا قائلة ان حرية الصحافة اداة رئيسة لتأسيس الحكم الرشيد والاعتراف بالحقوق الاساسية للانسان والشفافية السياسية واعتبرت الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافةاسهام فى الحوار الهادف لحماية حرية الصحافة وحرية التعبير ، واضافت الصحافة المستقلة تلعب دور الرقيب على المجتمع وبحاجة الى دعم ، وفقط من خلال الصحافة المستقلة يمكن تعزيز المجتمع المدنى، ودعت الحكومة الى الايفاء بالتزاماتها من اجل تغيير قانون الصحافة وازالة التعقيدات الى تحول دون اداء الصحافيين لمهامهم بحرية وفاعلية .
فى الكمرون لفتت صحيفة (كمرون تريبيون) الى مسألة يجدر الانتباه اليها عند البحث عن ضمانات وكوابح تحصن الصحفى نفسه من الانحراف بمعيار الحيادية والنزاهة والشفافية عن ممارسة العمل الصحافى ودعت الى تخليص الكمرون ممن اسمتهم (صحافيى البطون) وقالت ان الصحافى الذى يمد يده او يحرص على التغطيات التى تصاحبها موائد شهية والانتفاع باجرة التاكسى التى يتحصلها من المؤسسة دون التنقيب والنبش عن الحقائق هذا النوع من الصحافيين يمثل تهديداً للصحافة الحرة ، وقالت ان الصحفى الجائع لا يمكن ان يكون حرة وبالتالى لا يمكن ان يساعد المجتمع من اجل استئصال الفقر.

22 مليون مستخدماً للانترنت فى افريقيا
من بين مئات الاخبار والكتابات عن افريقيا التى تتساقط علينا من هذا الفضاء المفتوح بالكاد نعثر على واحد سار ، وعندها يجدر بنا الاحتفاء به واعطاءه حقه من الابراز ، وبمناسبة اليوم العالمى لحرية الصحافة استضاف موقع (واشنطون فايل ) التابع لاعلام وزارة الخارجية الامريكية ريد كرامير احدى مؤسسى موقع (اوول افريكا دوت كوم ) والذى قال ان افريقيا هى الاكثر والاسرع فى استخدام الانترنت ، وبلغة الارقام عضض كرامير فرضيته ، عندما اقتبس من احصاء اجراه موقع (انترنت وورلد استيت)، ان مستخدمى الانترنت فى افريقيا يتجاوزون ال(22) مليون مستخدم ، وبما ان 16% من سكان العالم يستخدمون الانترنت فان نصيب افريقيا منها 2.5%، ولكن ما الذى يجعل كرامير ويجعلنا من بعده نبتهج بهذه الارقام ، يقول كرامير من الاستخدام الواسع للانترنت وسط الافارقة يمثل محور هاماً فى نشر وممارسة حرية التعبير والصحافة وتعزيز الديمقراطية والشفافية .
وخارطة البلدان الاكثر استخداما للانترنت فى افريقيا تتوزع جغرافيا لتغطى القارة ، ففى المرتبة الاولى جنوب افريقيا ثم مصر والمغرب وكينيا، ولعل الجانب الاكثر اشراقا فى ثورة الانتشار الواسع لاستفادة من الانترنت انها لا تقتصر على العواصم والمدن الكبرى فى القارة بل انتشرت بشكل ملحوظ فى الريف ، ويبقى الامل فى استخدام مثمر يدفع بعجلة التنمية والتحديث ويفتح افاق ارحب لحرية التعبير والحكم الرشيد فى القارة .

جاكوب زوما براءة ولكن !
رغم ان المحكمة قضت ببراءة جاكوب زوما النائب السابق لرئيس جنوب افريقيا، من تهمة اغتصاب صديقة لاسرته مصابة بالايدز"، الا ان مستقبل الرجل السياسى لا يزال غامضا، فلا تزال تتنظره قضية فساد اخرى تنظر فيها المحكمة فى يوليو المقبل ، وجاكوب ينظر الى كل هذه الاتهامات كمؤامرة سياسية يحيكها خصومة فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم لوضع حد لتطلعاته لخلافة الرئيس تابو امبيكى فى انتخابات العام 2009 ، ويتمتع جاكوب بشعبية كبيرة داخل الحزب اكتسبها من تاريخه الناصع فى مجال محاربة التمييز العنصرى فى جنوب افريقيا ولكن ذلك الثوب النضالى ناصع البياض اصبح ملطخا بفضائح اخلاقية وبما ان المحكمة برأت زوما من تهمة الاغتصاب لكنها اثبتت فى مدوالتها ان زوما مارس الجنس معها برضاها،وسارع زوما الى الاعتذار للشعب فى بيان بث بصوته وقال انا لست ملاك واكد فى البيان ذاته عزمه على القيام بدروه السياسى على نحو يخدم مصالح الشعب ، وفى جنوب افريقيا تقول المنظمات المناهضة للاغتصاب والعنف ضد المرأة انه خلال كل 26 ثانية هناك امراة يتم اغتصابها ومن بين كل تسع واحدة فقط تبلغ الشرطة وباتت هذه المعدلات الخطيرة تشكل هاجسا امنيا واجتماعيا فى جنوب افريقيا التى تعانى من ارتفاع معدلات الجريمة والاصابة بالايدز ، انتهت قضية جاكوب وبقيت اخريات فهل يخرج من قضية الفساد بالبراءة ذاتها ويبقى السؤال هل لا تزال شعبيته فى ارتفاع ، الحشود التى تدافعت الى ساحة المحكمة واطلقت لفرحتها العنان عقب النطق بالحكم والتظاهرات والتجمعات التى اعقبت ذلك ، تؤكد ان الرجل لايزال يستمتع بشعبية واسعة رغم عزل الرئيس امبيكى له وتقديمه للمحاكمة لكسر كبريائه والحد من طموحه السياسى .


محمد امين شاهد على العصر

من شابه اباه فما ظلم ،قفزت الى ذهنى هذه المأثورة العربية وانا اقرأ آخر سطر من تقرير شيق كتبة مارك لاسى لصحيفة النيورك تاميز ونشر فى 11 مايو عن قصة المصور الصحفى الكينى محمد امين وابنه سليم امين ، فمحمد امين مؤسس وصاحب شركة (كاميرابيكس) اكبر مزود للصحافة ووكالات الانباء العالمية بالصور الصحفية التى توثق وتبرز اهم التحولات فى شرق افريقيا ، بدأ محمد من استديو صغير فى دارالسلام بتنزانيا فى العام 1960 وسرعان ما تطورت اعماله فانتقل الى نيروبى فى العام 1966، لتصبح واحدة من افضل الشركات التى تزود وسائل الاعلام بالصور الفتوغرافية واللقطات التلفزيونية للاحداث فى شرق افريقيا ، ويعتبر امين ابن عامل السكك حديد الهندى الذى استقر به المقام فى شرق افريقيا شاهد عصر على احداث هزت شرق افريقيا فهو اول من صور اغتيال الزعيم توم موباى فى كينيا عام 1969 ، وهو من صور اللحظات الاولى لتوغل المتمردين فى العاصمة الاثيوبية اديس ابابا العام 1991 والاطاحة بنظام منقستو هيلاميريام ، ولمحمد امين قصة طريفة مع الرئيس اليوغندى الاسبق عيدى امين ففى الايام الاولى لانقلاب امين العام 1971طلب محمد امين من مكتب الرئيس السماح له بمقابلة الرئيس واكتفى بالقول انا محمد امين اود مقابلة الرئيس فظن مساعدو عيدى امين ان الرجل يمت للرئيس الجديد بصلة القرابة لتطابق اسم العائلة وكان محمد امين من اول المصورين الذين التقطوا صورا للراحل عيدى امين.
وثق محمد امين بالكاميرا لاحداث كثيرة ومثيرة فى شرق افريقيا خلال القرن العشرين ومات فى حادث تحطم طائرة فى العام 1996 ، ليخلف ابنه سليم والده فى ادارة شركة كاميرا بيكس ولكنه يتجه بها نحو الافلام الوثائيقة اكثر من الصور واللقطات الاخبارية التى لم يعد سوقها رائجا على ايام والده فقد اصبح للكل وكالة مندوب ومصور فى مناطق الاحداث الساخنة ، ومن ضمن الافلام الوثائقية التى انتجتها الشركة اخيرا فيلم Mo & Me او انا ومحمد ، اى سليم ووالده ، والفيلم حصل على جائزة مهرجان الافلام الوثائقية بلوس انجلوس ومهرجان نيويورك للافلام المستقلة قبل ان يعرض فى نيروبى الاسبوع المقبل ، وسليم شق طريق والده ولكن بطموح معاصر وحلم فى اقامة فضائية افريقية تصبح بمثابة (الجزيرة) الافريقية .

كي لا تتحول غزة الى مقديشو اخرى !


صعود حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) الى السلطة عبر الانتخابات هل يصبح صعوداً الى الهاوية ؟ الاحتمالات لا تزال مفتوحة امام مآلات التنازع بين رأسى السلطة الفلسطينية ، تبادل التصريحات وحتى الرصاص متواصل بين معسكر حماس الذى يسيطر على الحكومة ومعسكرالرئاسة الفلسطينية الذى تمثله حركة الفتح، والغائب الوحيد فى الشد بين الطرفين هو (شعرة معاوية) ، تنازع رأسى السلطة بالاضافة الى الضائقة الاقتصادية التى خلفها الحصار المالى الدولى على حكومة حماس ، جعلتا المسرح الفلسطينى معداً تماما للعنف بكل اشكاله والفلتان الامنى بكافة عواقبه الوخيمة ، فحالة الاحباط السياسى والمعيشى تفقد الشارع الفلسطينى بوصلة ضبط النفس التى ينادى بها الجميع.
فبعد اكثر من ثلاثة اشهر على تولى حماس زمام الحكومة الفلسطينية ، لا تزال العقبات توضع امام تسيير هذه الحكومة لمهامها ، عقبات دولية واخرى اقليمية وداخلية وهى الاخطر، داخلية تتعلق باعادة هيكلة الحركة نفسها للتواؤم مع واقع الحكومة التى تديرها حماس الآن ببزة المقاومة العسكرية ، واخرى تتعلق بحركة الفتح التى تسعى من حيث تدرى او لاتدرى الى افشال حكومة حماس، بعض تحركات فتح مبلوعة فى اطار ادبيات المعارضة ولكن على فتح ان تدرك حقيقة ان الوضع الفلسطينى استثناء ، فان الثقب الذى تدخل منه المياه لقلب سفينة حماس فى البحر هو نفسه الذى سيدخل منه الحوت الاسرائيلى ليبتلع البحر والبر الفلسطينى ولن يكون ساعتها رابح وخاسر فالجميع سيغرقون .
لن يسر احد ان تتحول غزة الى مقديشو اخرى مدينة من الخراب والموت ومرمى لنيران الفصائل المتناحرة على الشىء واللاشىء، التصعيد الاخير فى غزة خطير ويحتاج مبادرة عربية لوأد الفتنة فى مهدها قبل ان تستفحل الى تهديد بشبح حرب اهلية اخرى فى الوطن العربى، ومن دواعى التفاؤل ان تصريحات عقلاء وقادة الحركتين تدعو الى التهدئة وتعلى من شأن الحوار كأداة وحيدة لحل الخـلافات السياسية.

Wednesday, May 03, 2006

القاعدة تتحدث


فى غضون اسبوع واحد ظهر قادة القاعدة الكبار فى تسجيلات تؤكد انهم لا يزالون يتمتعون ليس بالحياة وحدها وانما بالحيوية والمتابعة لمجريات الاحداث فى العالم ويتكلمون لغة الوعيد والتهديد والتحدى لادارة الرئيس بوش التى حشدت اضخم قوة عسكرية واعلامية فى التاريخ فى اطار حملة بوش العالمية ضد الارهاب ، والظهور الثلاثى لبن لادن والزرقاوى والظواهرى على التوالى يضع بوش فى موقف حرج امام الرأى العام الامريكى.
فالمواطن الامريكى الذى ظل يدفع الضرائب ويقدم ابناءه ليموتوا فى محرقة العراق وافغانستان، يتفرج على قادة القاعدة يصوبون رسائل التحدى تماما كما يصوبون طلقات بنادقهم على الشاشة لتنهار بذلك منظومة من التضليلات الاعلامية بان القاعدة محاصرة ولم يعد لها وجود والترويج لانباء عن اصابة قادتها ، لكن التسجيلات اكدت انهم فى صحة جيدة وعزيمة اقوى .
وهناك سؤال يطرح نفسه حول توقيت التسجيلات الثلاثة المتقارب ، وصدورها من زعيم القاعدة ونائبه وزعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين كما يسمى نفسه والذى كان ظهوره اكبر مفاجأة بعد ان راجت انباء عن اصابته وربما وفاته بل ذهب البعض الى القول بانه كائن خرافى لاوجود له فى الواقع، فظهر الزرقاوى يتجول ويتبختر فى صحراء الرمادى لاغيا فاعلية 130 ألف جندي أمريكي في العراق، الرسائل الثلاث جاءت فى التوقيت المناسب بالنسبة للقاعدة فقد افسدت لواشنطون فرحتها بتجاوز عقبة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وتراجعت مظاهر الابتهاج بذلك خلال زيارة وزير الدفاع رامسفيلد ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس للعراق الاسبوع الماضى ، وعلق السيناتور الديمقراطي جون كيري مرشح الرئاسة لعام 2004 فور سماعه تسجيل بن لادن قائلا: هذا يظهر عجز هذه الحكومة عن إلقاء القبض عليه، وهذا أحد الأسباب التي يجب أن يستقيل دونالد رامسفيلد من أجلها ،وأضاف كيري أن ابن لادن لايزال طليقا بالرغم من مليارات الدولارات التي صرفتها واشنطن في مجالات التسليح اللوجستي والآلة الحربية ومصاريف الجنود والعتاد من أجل إلقاء القبض عليه.