Sunday, July 29, 2007

بين حماس والعدالة التركية!

الفوز الداوي لحزب العدالة والتنمية فى الانتخابات التركية، وجد استحسانا دوليا، على عكس فوز حركة حماس فى الانتخابات الفلسطينية، وكلاهما احزاب ذات جذور اسلامية ولكن الفرق بينهما يكمن فى محاولات حزب العدالة والتنمية التركي فى الاستمساك بالمشتركات الانسانية والوطنية، وتجنب الصدام مع الآخر تركيا او اقليميا او دوليا مع احتفاظ بالثوابت، وبعد الشحن والاصطفاف بين معسكر العلمانية المحروس بالمؤسسة العسكرية والاسلاميين فى معركة ترشيح عبد الله غول احد قيادات حزب العدالة الى منصب رئيس للجمهورية التركية ، جاء فوز الحزب انتصارا معنويا كبيرا لقياداته ، والتى بدلا عن التشفي والدخول فى معارك مع الخصوم السياسيين، لجأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية الى استخدام ذكائه السياسي عندما وجه رسالة مهمة لجهة بث الطمأنينة فى قلوب الواجفين من هيمنة الاسلاميين على البرلمان التركي ، ومن اقامة دولة دينية على قرار ايران المجاورة ، وتعهد ارودغان أمام مئات من انصار حزبه المنتشين بالفوز الكاسح الذي حققه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية، تعهد أردوغان بأن يكمل السير على طريق الإصلاح الاقتصادي والديموقراطي وبالحفاظ على مبادئ الجمهورية العلمانية. ومثابرة العمل على انضمام تركيا إلى
الاتحاد الأوروبي.
وسرعان ما ارتد صدى رسالة اوردغان بالايجاب عندما هنأ زعماء بالاتحاد الأوروبي أردوغان بالفوز الكبير . ووصف الزعماء فوز حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، بأكبر حصة من الأصوات، بأنه ''تفويض للإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي تركيا لاستكمال محادثات العضوية''.
المباركة الاوربية والارتياح الدولي لفوز حزب العدالة والتنمية من شأنها خفض حدة الصراع السياسي داخل تركيا حيث يتطلع العالم الى ردم الهوة بين الفرقاء فى تركيا ، ومن المثير فى الحالة التركية ان الاسلاميين هم الاكثر التزاما بالديمقراطية واحتراما لمبادئ التداول السلمي للسلطة بينما العلمانيين كثيرا ما يلجأون الى التلويح بتدخل المؤسسة العسكرية كلما تعرضوا الى خطر الاسلاميين الحقيقى والمتوهم.
ودون الخوض فى جدل ايهما افضل فان الطريقة التى انتهجتها العدالة والتنمية اكسبتها دعما دوليا لم تحظ به قوة اسلامية من قبل، بينما اختيار حماس للمواجهة اقام حولها جدار سميك من العزلة الدولية والاقليمية.

Wednesday, July 25, 2007

الطفل اليان غونزاليس واطفال ليبيا!

من الطبيعي ان يستقبل الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف مواطنيه السته الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذي منح الجنسية البلغارية الشهر الماضي لدى وصولهم إلى العاصمة البلغارية صوفيا،بعيد الإفراج عنهم بموجب اتفاق ثنائي لتبادل المجرمين بين ليبيا وبلغاريا.
ومن غير الطبيعي ان يصدر الرئيس نفسه عفوا عن الممرضات والطبيب بمجرد وصولهم، وكأنه يكرمهم على ما ارتكبوه بحق اطفال ليبيا، بعد ادانتهم بحقن( 438) طفلا بفيروس نقص المناعة المكتسب مما أدى إلى وفاة (56 ) طفلا،وارتفع عدد المصابين إلى (460) بعد انتقال العدوى إلى عدد من الأمهات،رغم أن الاتفاق مع ليبيا يقضي بقضائهم محكوميتهم في السجون البلغارية وفى خطوة الرئيس بالعفو عنهم نقض لهذا الاتفاق.
القضية بملابساتها واجراءات المحاكمة الطويلة استقطبت تعاطفا دوليا منقطع النظير ليس مع الاطفال الابرياء كما يقول المنطق ولكن مع حاقني الاطفال بالايدز، واصبحت القضية من قضية جنائية امام المحاكم الليبية الى قضية سياسة دولية ومع الاسف حتى التسوية النهائية للقضية لم تخل من ظلال سياسية، وكشفت هذه القضية والاصطفاف الدولي مع الجناة ضد الضحايا من الاطفال الابرياء للمرة العاشرة ان ما يسمى بالمجتمع الدولي المتحضر يمارس ابشع صنوف التمييز بين انسان وانسان آخر فى النهوض للذود عن حقوقهم والتصدي لمن يعتدي عليهم، باعتبار ان حقوق الانسان فى اي مكان مقدسة يجب عدم انتهاكها غض الطرف عن جنس ولون وديانة المهدرة حقوقه وكرامته الانسانية ، ولكن من واقع ما نشاهده علي المسرح الدولي اليوم فان كل الشعارات النبيلة والالتزامات الصارمة بالدفاع عن حقوق الناس كافة لا اساس لها فى الواقع اليوم ، حيث اطفال العراق وفلسطين وليبيا اقل قيمة انسانية من اي طفل اوربي او امريكي تقوم الدنيا ولا تقعد لو احدهم خدش انسانيته ولو ببذيء اللفظ ناهيك عن الترويع والتجويع والتشريد والقتل الذي يمارس يوميا ضدهم دون ان يحرك العالم ساكنا وذات العالم النائم ينهض للدفاع عن قتلة ( 438) طفلاً ليبياً لا يستحقون نصف ما ابدته امريكا والعالم من تعاطف مع الطفل الكوبي إليان غونزاليس الذي اعادته امريكا العام 2000 الى كوبا رغم المظاهرات التي تطالب السلطات الأمريكية بعدم إعادته.

Tuesday, July 24, 2007

اعراض القولون السياسي عند بوش

القولون العصبي هو حالة يتفاعل فيها الجهاز الهضمي للشخص بطريقة غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات أو عند تعرض الشخص لبعض الحالات النفسية فينتج عن هذا التعامل غير الطبيعي للجهاز الهضمي أعراضاً مثل انتفاخ في البطن وكثرة الغازات و آلام غامضة ومتكررة و إسهال أو إمساك.
ولكن ماهي اسباب القولون العصبي نمضي فى الاقتباس من موقع( صحة دوت كوم) الذي يقول ان الاسباب واحد من اربعة التدخين او شرب الكحول او بعض المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلى آخر بعض او الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلقاً أو مكتئباً أو حزيناً !
ما سبق من معلومات ليست لاثراء الثقافة الصحية للقاريء وحسب وان حدث ذلك فلنا اجر الاقتباس ولكننا اوردنا تلك المعلومات لنقرأها مع خبر يقول ، أن الرئيس الأميركي جورج بوش كلّف نائبه ديك تشيني بممارسة سلطاته موقّتًا، لأنّ بوش سيخضع لفحص للكشف على القولون في المقر الرئاسي في كامب ديفيد.
أنواع أمراض القولون كثيرة ومتعددة، واسبابها كذلك فمنها ما سببه الالتهاب وما سببه بكتيريا أو أميبيا.. ومنها الأورام.. ومنه قصور الدورة الدموية المغذية للقولون.. ومنه حركات غير طبيعية للقولون تؤدى إلى التوائه حول نفسه وربما الغرغرينا..
وستكشف نتائج الفحص على الرئيس الامريكى بانه مصاب باي نوع منها وسبق أن خضع بوش للإجراء ذاته عام 2002، للكشف المبكر عن مرض السرطان ولكن الناطق بلسان البيت الابيض قال : «لا إشارات إلى اصابة الرئيس بالسرطان»، مذكّرًا بأن هذا الفحص روتيني !
ولكن لو قام اي طبيب باجراء عملية فحص سياسى للرئيس الامريكي، سيكتشف ان العراق وافغانستان هما السبب وراء ان يكون الرئيس مكتئباً وحزيناً وقلقاً وتلك من اعراض القولون العصبي لاننا لا يمكن ان نفتري على رئيس دولة كبري ونقول انه يدخن او يشرب الكحول حتى يصاب باعراض القولون العصبي!

Thursday, July 19, 2007

مهمة بلير فى الشرق الاوسط !

تعقد الرباعية الدولية - الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا- اليوم إجتماعا مهما فى لشبونة البرتغالية ،لبحث عمل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والذي اثارت مهمته جدلا واسعا بين الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية التى بايعاز من رئيسها بوش صديق بلير الحميم رشحته لهذا الدور كمبعوث للرباعية الدولية الى الشرق الاوسط، ويكمن الصراع فى تحديد مهمة بلير التى تريد واشنطون حصرها فى المساعدة على قيام دولة للفلسطينيين كما ترغب، بينما ترى الدول الاوروبية دوراً له باحياء عملية السلام.
ومهة بلير فى الشرق الاوسط تبدو معقدة جدا، فهو من جهة محسوب على رؤية بوش للحل فى الشرق الاوسط، ومن جهة اخرى يسعى الى انجاز ما لدول وشعوب المنطقة، يمحو بعضاً من آثار العدوان على العراق الذى اشترك فيه بلير مع بوش، وقبل لقاء لشبونة لتدشين مهمة بلير دعا الرئيس بوش لعقد لقاء دولي في خريف هذا العام يجمع ممثلين عن البلدان التي تدعم مبدأ الدولتين وتنبذ العنف وتعترف بحق إسرائيل في الوجود وأن تتعهد بالتقيد بجميع الاتفاقات السابقة بين الأطراف، مما يؤطر عمل بلير فى انفاذ دعوة بوش، التى اثارت ردود فعل متباينة ستكون فى استقبال بليرعند القيام بأولى زياراته لاسرائيل والضفة الغربية المحتلة يوم الاثنين المقبل في اطار دوره الجديد، وعليه الوقوف فى مسافة متساوية بين الطرفين.
العقبات التى على بلير مواجهتها فى اطار مهمته الجديدة بالشرق الاوسط عديدة، ومهما كان تحديد طبيعة مهمته بالنوايا الاوربية او الامريكية فهو فى نهاية المطاف مطالب بتسهيل الوصول الى تسوية سلمية فى المنطقة ، ولا يمكن لهكذا تسوية ان تتم فى ظل واقع فلسطيني منقسم بين معسكرين (فتح ) و(حماس)، فى ظل دعم واصطفاف دولي بقيادة واشنطون مع فتح كواجهة لتيار الاعتدال ضد حماس حاضنة التطرف والمتطرفين، وفى ظل غياب الاجماع الوطني الفلسطينى تصبح كل جهود الرباعية بمبعوثها بلير ومبادرة بوش حرثاً فى مياه البحر !

Wednesday, July 18, 2007

من طرابلس الى أروشا..

من طرابلس الى أروشا..
هل بات طريق الحل سالكاً لدارفور؟
تقرير: محمود الدنعو
النتائج التى انتهي اليها المؤتمر الدولى الثانى حول الوضع فى دارفور الذي انعقد يومي 15 و16 من يوليو بالعاصمة الليبية طرابلس من شأنها دفع جهود التسوية السياسية السلمية فى دارفور ، ومهد مؤتمر طرابلس لاجتماع تنسيقي بين قيادات الحركات غير الموقعة على اتفاق ابوجا بمدينة اروشا التنزانية في الفترة من الثالث وحتى الخامس من أغسطس القادم وذلك استعدادا لمرحلة المفاوضات المباشرة التى تقرر لها سبتمبر القادم وسط زخم من الجهود الاقليمية والدولية .
اجواء التفاؤل هذه فى حال قراءتها مع اتفاقين فى العاصمتين المصرية والاريترية فى تزامن مع المؤتمر ، تكشف عن تعاظم الجهود الاقليمية والدولية فى هذا التوقيت بالذات للتسريع بالحل السلمي للازمة، كما ان الحراك الدبلوماسي بين طرابلس والقاهرة واسمرا وصولا الى اروشا التنزانية، يوفر للمتفائلين اسباباً منطقية لتفاؤلهم وعلى رأسهم ممثل الامين العام للامم المتحدة بالسودان يان الياسون الذى وصف البيان الختامي لمؤتمر طرابلس بانه هو وسيلة وخطة عمل وهو رسالة لشعب السودان والعالم واضاف : علينا دور مهم في تخفيف المعاناة وتحقيق السلام. وثمن التعاون بين الأمم المتحدة والأتحاد الأفريقي وقال ان هذا هو الأسلوب المناسب لحل ازمة دارفور.
وعلى عكس مؤتمر باريس الذى قاطعته الحكومة ثم تحفظت على نتائجه، رحبت بنتائج مؤتمر طرابلس حيث اشاد السماني الوسيلة وزير الدولة بالخارجية رئيس وفد السودان فى المؤتمر بالنتائج الأيجابية والروح الطيبة التي سادت مؤتمر طرابلس ووصفه بانة كان بناءا وجادا وصريحا.
وشكل مؤتمر طرابلس صفعة قوية لمؤتمر باريس ولمنتجي ومروجي المبادرات المتعددة لحل الازمة فى دارفور وذلك عندما ناشد البيان الختامي المشاركين الأحجام عن تأييد مبادرات تتم خارج العملية التي يقودها الاتحاد الافريقي والامم المتحدة .
ومثل مؤتمر طرابلس نجاح الجهود المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة مما يؤشر الى امكانية نجاح المفاوضات التى يرعاها مبعوثا المنظمتين الى السودان الافريقي سالم احمد سالم والاممي يان الياسون، اللذان اعطاهما مؤتمر طرابلس دفعا مقدرا للمضي قدما فى تنفيذ خارطة الطريق التى رسماها للخروج بأزمة دارفور الى بر الحل السلمي حيث رحب المؤتمر باقتراحهما بعقد اجتماع مع قادة الحركات غير الموقعة على اتفاق السلام في محاولة لتسهيل الاستعدادات للمفاوضات''. واكد المشاركون فى المؤتمر على ضرورة الحل السلمي فى المنطقة والدفع باتجاه توحيد الحركات والفصائل التى لم توقع حتى الآن باعتبار ان ذلك هو الضمان الاساسي لاستمرار عملية السلام.
وحصر مؤتمر طرابلس اجندة لقاء اروشا فى تحديد زمان ومكان المفاوضات بين الحكومة والحركات غير الموقعة التى تتجه نحو توحيد جبهتها التفاوضية من خلال تحركات واسعة بدعم من الاتحاد الافريقى والامم المتحدة، وباتت الاجواء مواتية لتجميع وتوحيد مواقف الحركات قبيل المفاوضات حيث اتفقت عشية انعقاد مؤتمر طرابلس خمسة فصائل دارفورية على التحالف تحت مظلة واحدة اطلقت عليها (الجبهة المتحدة للتحرير والتنمية) ، ودعت في البيان التأسيسي للتحالف الفصائل الأخرى في دارفور الى الانضمام اليها. وأشارت إلى أن تشكيل الجبهة الذي أعلن عنه في العاصمة الاريترية أسمرا، يهدف الى الدخول في مفاوضات نهائية للسلام وتضم الجبهة الجديدة: جبهتين منشقتين عن حركة تحرير السودان والقوات الثورية للجبهة الديمقراطية، والحركة الوطنية للإصلاح والتنمية، والتحالف السوداني الديمقراطي الاتحادي.
وفى تحرك مواز وقعت الحكومة وفصيل من «حركة العدل والمساواة» اتفاقا بالقاهرة، تضمن عودة النازحين إلى ديارهم، ووضع السلاح والانخراط في أعمال التعمير والبناء. وقع الاتفاق كل من رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة السابق، إبراهيم يحيى عبد الرحمن، ووكيل وزارة الخارجية السودانية، الدكتور مطرف صديق.

Tuesday, July 17, 2007

Happy Birthday TO Nelson Mandela

في مثل يوم الغد 18يوليو من العام 1918، ولد الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا فى منطقة ترانسكاي بجنوب افريقيا، ليغدو لاحقا اهم مناضل من اجل الحرية والكرامة الانسانية فى التاريخ المعاصر، ورجل دولة من طراز غير مسبوق، وايقونة يظل حضورها الطاغي فى ديمومة وبريق لا يغشاه النعاس وان طال العمر بالزعيم الملهم وتوارى خلف الاضواء لاعتلال الجسد الذي تحمل عذابات السجن لاكثر من عشرين عاما فى غياهب جزيرة ''روبن'' .
مانديلا الذي شغل الدنيا مناضلا وسجينا ورئيسا وزعيما ، يقول فى تواضع النبلاء : لم أكن مسيحياً في يوم من الأيام، ولكني مجرد إنسان عادي وجد نفسه زعيماً نتيجة ظروف غير عادية!
ويحتفل مانديلا بالعيد الـ(89 ) لميلاده ، في وقت يخوض فيه حزب المؤتمر الافريقى الحاكم الذي اسهم مانديلا فى تأسيسه معارك ضاريه من اجل خلافة تابو امبيكي المنتهية ويقول Xolela Mangcu وهو صحافي واكاديمي : ''ان حزب المؤتمر الوطني الافريقي يفتقد شخصاً مثل مانديلا ، لكنه ليس بالضرورة ان القادم مانديلا نفسه، ولكن يجب ان نعثر على شخص له شهامة مانديلا.
أجدني اشد رعبا من الممثل الامريكي مورجان فريمان الذي سيجسد شخصية مانديلا فى فيلم سينمائي والذي قال : يشرفنى ويرعبنى فى آن ان اجسد هذا الرجل!
ترعبني جدا الكتابة عن هذا الرجل ولكني لا يمكن ان افرط فى مناسبة عيد ميلاده لأبدي اعاجبي الشديد ومحبتي العظمى لهذا البطل والانسان الجدير بالاحترام والحب، وانا ابحث فى اروقة الشبكة الدولية العنكبوتية متوكئاً على عصا (Google) استرعت انتباهي رسالة من الدكتورعائض عبدالله القرني الداعية المعروف الى مانديلا يدعوه فيها الى الاسلام، ويعدد فيها خصال مانديلا تتطابق فى اغلبها مع مبادئ الاسلام ، واعتراف الدكتور عائض لمانديلا بهذا الفضل يكشف كم نبيل هذا الرجل ومرعب فى آن معاً، ويقول الدكتور عائض لمانديلا فى رسالته : إن الإسلام يحب الصابرين وأنت صابر، ويحترم الأذكياء وأنت ذكي، ويبجل العقلاء الأسوياء وأنت عاقل سوي، ويحتفي بالشجعان وأنت شجاع.

Monday, July 16, 2007

القاعدة في شمال افريقيا

هل كانت التفجيرات التى طالت ثكنة عسكرية فى الاخضرية شرق العاصمة الجزائرية، بمثابة اعلان استئناف نشاط تنظيم القاعدة الذى عزز من وجوده فى شمال افريقيا بعد تحالف واندماج بين القاعدة والجماعة السلفية هناك، او انها نوع من التحدي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي تعهد امام ضباط الجيش في الخامس من يوليو في ذكرى الاستقلال بالاستمرار بلا هوادة في محاربة فلول الاجرام ومقارعة الارهاب على حد تعبيره، فارادت الجماعات المسلحة ان ترد عمليا باستهداف ثكنة عسكرية في عملية جريئة اسفرت عن مقتل عشرة جنود .
مهما كانت الاجابات على التساؤلات السابقة فان المخاوف تصاعدت عقب التفجيرات، حيث اعلنت الجزائر تأكيد عزمها على التصدي للمجموعات المسلحة التي ما زالت تنشط في الجزائر، ودعت الشعب الى (مزيد من اليقظة)،رسالة تضامنية من جارة الجزائر وشريكتها فى الاستهداف من القاعدة المملكة المغربية حوت الرسالة إقتراح العاهل المغربي الملك محمد السادس على الجزائر "تعاونا ثنائيا متينا" لمكافحة الارهاب.
دائرة المخاوف تجاوزت محيط الجزائر وجيرانها حيث قال وزير الدفاع الاميركي الجمعة إن القاعدة رسخت أقدامها في شمال إفريقيا بشكل أكبر من ذي قبل عن طريق اندماج عدد من الخلايا "الارهابية" هناك في الشهور الاخيرة.
المخاوف الامريكية لها اكثر من دافع وهي غير حقيقية بمعني ان مصلحة امريكا فى المزيد من التفجيرات فى المنطقة لخلق حالة من الهلع لدى شعوب المنطقة تستطيع معها امريكا تمرير مشاريعها فى افريقيا ، والمخاوف الامريكية الراهنة مرتبطة بايجاد مهاد للمشروع الامريكي الهادف الى اقامة قواعد عسكرية فى افريقيا لمحاربة الارهاب ،حيث تجتهد واشنطون في تأسيس أول قيادة تختص بشؤون إفريقيا بحلول عام 2008 ويطلق عليها اسم "أفريكوم"،وهو المشروع الذي لا تلوح امام تنفيذه اي اعتراضات افريقية تهدد انجازه فى الميقات المعلن، اللهم الا الرفض الليبي اليتيم له ، ومع ذلك تسعى واشنطون الى ايجاد غطاء استراتيجي واخلاقي لاقامة هكذا مشروع فى افريقيا، وتستفيد جيدا من تكثيف نشاط القاعدة فى الشمال الافريقي.

Wednesday, July 11, 2007

ساركوزي لا يعتذر

قبل ان يصل الجزائر امس فى أولى جولاته خارج اوربا، بعث الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزى، برسالة مخيبة لآمال الشعب الجزائرى فى علاقة مستقبلية قائمة على الاحترام المتبادل فى ظل ولاية ساركوزى المثيرة للجدل، ودافع ساركوزى امس عن رفضه الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بالجزائر وقال انه ينبغي للزعماء التركيز على المستقبل والتوقف عن (تعذيب أنفسهم).
زيارة ساركوزى الى المغرب العربي (سنتقله من الجزائر الى تونس بينما اعتذرت المغرب عن استقباله الآن) لا تندرج فقط فى المسار التقليدي للدبلوماسية الفرنسية حيث يبدأ كل رئيس جديد جولاته الخارجية من المغرب الغربي بوابة فرنسا الى الضفة الاخرى للمتوسط ، فالزيارة تكرس بشكل رئيس لتسويق مشروع ساركوزي (قيد البلورة) الخاص بالاتحاد المتوسطي،متجاوزا فى ذلك طروحات مسار برشلونة للشراكة بين ضفتي المتوسط المتعثر، ورأى أنطونيو دياس فارينا، الأمين العام لأكاديمية العلوم السياسية في لشبونة، فى حديث لموقع (سويس انفو) أن الإتحاد المتوسطي الذى دعا له ساركوزي هو أفضل رد على التقلبات التي تعصف بالمنطقة، واعتبره وسيلة فعالة لتعزيز الاستقرار وإقامة حوار بين الحضارات والأديان المنتشرة على ضفتي المتوسط.
افكار ساركوزى حول الاتحاد المتوسطي رغم انها قيد البلورة ولكن ما طرحه جون بيير جويي، وزير الشؤون الأوروبية في حكومة ساركوزي، أمام وزراء خارجية دول ''المنتدى المتوسطي'' في جزيرة ''كريت'' اليونانية يوم 2 يونيو الماضي، اثار ردود فعل متباينة فبينما ساندت البرتغال الرئيس الدوري للاتحاد الاوربي عارضت تركيا المشروع الذي رأت فيه انقرا التفافاً فرنسياً على طموحاتها فى الدخول الى جنة الاتحاد الاوربي، وتعويضها بعضوية فى الاتحاد المتوسطي الذي يسمح للضفة الاقوى ان تقيم علاقات تجارية مع الضفة الاخرى وتضمن فى ذات الوقت سد الابواب والذرائع امام فلول المهاجرين غير الشرعيين المتسللين من افريقيا الى اوربا ولكن بعد تمريرهم عبر (مصفاة) قانون الهجرة المنتقاة الذي يمثل اهم محاور برنامج ساركوزي السياسي، فهل ستفلح زيارة المغاربية فى تسويق مشروع المتوسطي رغم اصراره علي عدم الاعتذار للشعب الجزائرى.

Tuesday, July 10, 2007


على خلفية مؤتمر باريس واخواتها
هل تضبط طرابلس ساعة الحقيقة فى دارفور؟
تقرير: محمود الدنعو
حركة دبلوماسية نشطة شهدتها الساحة السودانية خلال الايام القليلة الماضية، بتوافد عدد من المبعوثين الاقليميين والدوليين فى اطار الجهود الدولية لايجاد حلول سياسية لازمة دارفور، ومن ابرزها التحضيرات لقيام مؤتمر طرابلس الذي سيعقد بحسب نائبة المتحدثة باسم الامم المتحدة فى العاصمة الليبية طرابلس يومى 15 و16 يوليو بهدف الوقوف على حجم التقدم الذى تحقق على مدى الشهرين الماضيين، وتقييم تنفيذ خارطة الطريق ومراجعة مقترحات للسير قدما خصوصا بشأن كيفية اطلاق مرحلة التفاوض فى خارطة الطريق.
ومن جانبه قال على التريكى مسئول الشئون الافريقية بوزارة الخارجية الليبية، إن هناك تنسيقا كاملا بين الاتحاد الافريقى والامم المتحدة والأطراف الدولية كافة وان الهدف من عقد هذا المؤتمر هو تقويم ما انجز من خارطة طريق فى اقليم دارفور من اجل توحيد جميع الجهود الدبلوماسية لانهاء الازمة وتحويلها الى مبادرة بقيادة الاتحاد الافريقى والامم المتحدة.
وسيعقد المؤتمر في طرابلس بمشاركة (13) دولة هي إضافة إلى ليبيا، السودان وتشاد ومصر وإريتريا والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وهولندا والنرويج، وأيضا الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.
المؤتمر بهذه المشاركة الدولية الواسعة يبدو مغايرا لمؤتمرات اقليمية سابقة شهدتها طرابلس نفسها وتشاد ونيجيريا بهدف ايجاد حل سلمي للازمة ، ومع المغايرة التى احدثتها المشاركة الدولية يبدو المؤتمر للناظر اليه من زاوية اخرى وكأنه نسخة معدلة من مؤتمر باريس الذي انعقد نهايات يونيو الماضي اكد دعمه للجهود المشتركة من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لنشر قوات حفظ سلام والسعي لعقد محادثات سلام بين أطراف الصراع.
والجهود المشتركة للاتحاد الافريقي والامم المتحدة التى اشار اليها مؤتمر باريس بالدعم، هي المحك فى مؤتمر طرابلس. فالتوافق والتنسيق بين جهود المنظمتين من شأنه ان يسهل مهمة تطبيق خارطة الطريق التى عكف عليها مبعوثا المنظمتين يان الياسون من الامم المتحدة وسالم احمد سالم من الاتحاد الافريقي، وتتضمن خارطة الطريق ثلاث مراحل هى تجميع المبادرات كافة تحت مظلة الامم المتحدة والاتحاد الافريقى و بدء المفاوضات فى وقت لاحق من هذا العام.
المبعوثان الياسون وسالم ابديا تفاؤلا بامكانية جمع الفصائل غير الموقعة على اتفاق ابوجا للسلام بدارفور فى مائدة حوار واحدة مع الحكومة السودانية وتوقعا ان يكون ذلك اللقاء بحلول شهر اغسطس القادم.
ولكن محللين يقولون إن الطريق لا يزال طويلا حتى بعد أن يقطعا الخطوة الأولى بالجمع بين الجماعات المتمردة المتفرقة، وقال ديف موزرسيكي من مجموعة إدارة الأزمات الدولية ''يبدو مستبعدا أن يجروا محادثات في اغسطس .. نظرا لعدم إحراز تقدم يذكر من ناحية توحيد جبهة المتمردين.''
وكما ان مؤتمر باريس لم يكتب له النجاح تحوم شكوك حول فشل مؤتمر طرابلس هو الاخر ولاحت بوادر الانقسام حول المؤتمر من خلال موقف حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور وهى من اكبر الفصائل غير الموقعة على اتفاق ابوجا التى ذكرت فى بيان صحفي انها تؤيد المؤتمرات الدولية كمؤتمر باريس لانه تناول القضايا الحقيقية اليومية الماثلة فى دارفور والذى عجزت عنه تلك المؤتمرات و القمم الاقليمية الماراثونية شبه الأسبوعية او الشهرية فى اشارة الى مؤتمر طرابلس، ووصف البيان هذه المؤتمرات والقمم الاقليمية بانها صورية والهدف منها شراء الذمم وبالتالي هى لا تفضي الى سلام، ولكن البيان عاد وأكد ربما من باب الحرص على الخطاب الدبلوماسي على احترامه لجهود الرئيس الارتيرى اسياس افورقى والتشادى ادريس ديبى والليبي معمر القذافي والمصرى حسني مبارك لتحقيق السلام الشامل.
وفى تطور آخر اعتبره البعض اصطفافاً لمؤيدي فكرة مؤتمر طرابلس في مواجهة معارضيها، وقع رئيسا جيش تحرير السودان أحمد عبد الشافي والتحالف الفيدرالي الديمقراطي السوداني أحمد ابراهيم دريج في لندن مذكرة تفاهم، الاولى من نوعها، اعلنا فيها توحيد الرؤى السياسية، والتحرك الدبلوماسي التفاوضي في مؤتمر طرابلس لايجاد حل لأزمة دارفور والعمل على نبذ التفرقة والشتات بين الفصائل الدارفورية.
مؤتمر طرابلس يمثل سانحة وساحة لاطراف الصراع فى دارفور لطرح رؤاها لحل الازمة امام الوسطاء الاقليميين والدوليين قبيل ارسال دعوات المشاركة فى المفاوضات بين الحكومة والفصائل الدارفورية، كما انه يمثل اختباراً عمليا لتفاؤل المبعوث الخاص للأمم المتحدة يان إلياسون الذي قال ان (ساعة الحقيقة) اقتربت بالنسبة إلى الحل السياسي في دارفور، فهل تضبط طرابلس توقيت ساعة الحقيقة بالخروج من مؤتمرها بموعد مضروب للمفاوضات وبأجندة للتفاوض تحظى باجماع الاطراف عليها، ام سيمضي مؤتمر طرابلس كما مضى مؤتمر باريس والعديد من المؤتمرات الاقليمية التى سعت الى ايجاد حلول لازمة دارفور وفشلت فى الوصول الى تلك الحلول.
45% من الشعب الامريكي مع إقالة بوش!
الفشل الامريكي فى العراق،عسكرياً وسياسياً صار واقعاً ماثلاً لكل مراقب، وغالبية الشعب الامريكي يدرك ذلك ويسعي الى الخروج من هذا المأزق، ولكن الرئيس الامريكي جورج بوش لا يزال يكابر ويتعامى عن رؤية الحقيقة، باصرار على نصر ما يتحقق فى العراق، بينما الكل يري فشلا زريعا يتجسد فى العراق ولذلك دعت صحيفة نيويورك تايمز بوش إلى سحب الجنود الاميركيين من العراق في اقرب فرصة، واصفة في مقال نشر الأحد محاولات الرئيس بوش لتحقيق الاستقرار هناك بأنها قضية خاسرة، والصحيفة ذهبت الى ان بوش ليس مكابراً فقط بل يسعى الى الهروب من تحمل تبعات ذلك القرار الذي اتخذه بشن الحرب عندما قالت الصحيفة ان سياسة بوش الحالية تهدف الى ابقاء الجنود الاميركيين في العراق الى ان تنتهي مدة رئاسته، ليلقي بذلك العبء على خليفته. الرئيس بوش يعيش اسوأ ايامه حيث تدنت شعبيته الى ارقام قياسية، وتحاصر ادارته الاسئلة الصعبة من الاجهزة التشريعية والاعلامية حول جدوى استراتيجياته فى العراق ومصير الجنود الامريكيين العالقين فى الوحل العراقي الى اجل غير محسوم ومصير هو اقرب الى الموت المحتوم ما لم ينسحبوا فى مقيات معلوم ، الرئيس بوش يحاصره فشلان فى العراق احلاهما مر ، فشل جنوده فى بسط الامن بالعراق وفشل من جاء بهم ووالهم على الشعب العراقي فى خلق مناخ سياسي وديمقراطي بالعراق ،بدلا من التناحر الطائفي اليومي بالعراق ، حيث ارقام الضحايا وصلت معدلات فلكية لا يمكن احصائها ، ولكن الارقام التى تزعج الرئيس بوش هى تجاوزعدد الجنود الامريكيين الذين سقطو فى المحرقة العراقية لثلاثة آلاف جندي، وهو ما دفع الشعب الامريكي للتصويت فى استطلاع للرأي أجرته مجموعة البحث الأميركية (أي.آر.جي) ونشرت نتائجه الجمعة لصالح رحيل الرئيس بوش حتى قبل نهاية ولايته الثانية ، حيث جاء في الاستطلاع أن( 45%) من الأميركيين مستعدون لتأييد مجلس النواب إذا ما أقدم على إقالة الرئيس في حين عارض ذلك( 46%) !.

Monday, July 09, 2007

مشرف بين نارين !

المسافة التى تقف فيها باكستان برويز مشرف من تنظيم القاعدة وفرعه المحلي طالبان ومن واشنطون والغرب هي اساس الازمة الراهنة فى باكستان التى تهدد اول ماتهدد بقاء مشرف على سدة الحكم، ومشرف فى الواقع بين نارين الاقتراب من احداها يعني الحريق من الاخرى، فكلما اقترب من واشنطون عبر الانخراط النشيط فى حربها الكونية ضد الارهاب ثار ضده الاسلاميون، واذا تراخى فى حملته لكبح الاسلاميين ضغطت عليه واشنطون ليعود ناشطا فى الحرب على الارهاب او يواجه سيف العزلة الدولية المسلول فى وجه حكمه غير الديمقراطي.
وازمة مشرف فى تحديد المسافة المناسبة التى يقف فيها من نارين تسعيان لالتهام كرسي السلطة التى جاءها عبر فوهة البندقية وليس صناديق الاقتراع، وازمة المسجد الاحمر
الراهنة فى اسلام اباد تنزيل لهذا الصراع على ارض المواجهات وخيمة النتائج على المواطن الباكستاني الذي صار ضحية الصراعات الاقليمية والكونية التى تتخذ من بلاده مسرحا لها، وازمة المسجد الاحمر نقلت المعركة من تخوم باكستان على حدودها مع افغانستان الى قلب باكستان وعلى مقربة من مقر اقامة الرئيس مشرف الذى تعرض لمحاولة اغتيال ليست هى الاولي وفى نفس المكان تقريبا مما يضع اكثر من علامة استفهام حول مدى قدرة وتغلغل العناصر المناوئة لمشرف داخل دوائر قريبة من الرئيس.
الجولة الراهنة من المواجهة بين مشرف والاسلاميين بلغت حصيلتها الرسمية حتى امس الاحد 19 قتيلا بينهم جندي وبضعة مدنيين، فيما اكد عبد الرشيد غازي (قائد الناشطين المتحصنين في المسجد)من جهته ان 70 شخصا منهم 30 امرأة قد قتلوا في المسجد منذ اندلاع المواجهات يوم الثلاثاء.
الاخطر فى المواجهة الحالية ليس كثافة استخدام النار بل اعتمد طرفا الصراع النار اداة رئيسة لحسم المواجهة، واقسم كل من مشرف وغازي بالقتال حتى الموت وغابت تماما لغة الحوار، وفى غياب اية بادرة للعودة الى الحوار فان السيناريوهات المقبلة ستكون مدمرة والخاسر الوحيد الشعب الباكستاني المسكين.

Sunday, July 08, 2007

لم ينتقل الزعيم الليبي معمر القذافي من الفضاء العربي الى الافريقي بحماسته الزائدة نحو الاندماج والتضامن وحسب، بل نقل القذافي كذلك ملح الاثارة الاعلامية الذي يضفيه على القمم العربية سواء حضر او لم يحضر تلك القمم، الي افريقيا فى اطار توجهه الجديد قلبا وعقلا نحو القارة السمراء، والقمة الراهنة للاتحاد الافريقي فى العاصمة الغانية اكرا شهدت جانبا من الجاذبية الاعلامية لحركتان وسكنات القذافي المثير للجدل فى قراراته وافكاره، وحضر القذافي الى أكرا عن طريق البر آتيا من ساحل العاج بعد ان عبر سيراليون وليبيريا وغينيا واستقبل فيها من قبل الجماهير على نحو ربما يبث الغيرة فى زعماء تلك البلدان، وكانت تسبق القذافي الى اكرا افكاره المثيرة حول (الولايات المتحدة الافريقية )، وترقب الجميع ان يحاول القذافي اقناع القادة الافارقة بمبدأ الوحدة الافريقية الكاملة، لكنه غاب عن افتتاح القمة!
قمة أكرا خصصت غالب جدول اعمالها لمناقشة مقترحات القذافي بشأن الحكومة الافريقية الموحدة، ولكنها انتهت الى تأجيل حسم البدء فى تطبيق تلك المقترحات سواء بالندرج او دفعة واحدة كما برز من خلال القمة.
فكرة الولايات المتحدة الافريقية، اثارت نقاشات واسعة فى الاوساط السياسية والفكرية الافريقية ، ويكفى القذافي ان قذف بالحجر لتنداح دوائر التنظير الفكري حول الوحدة الافريقية، ولاستطلاع اجواء الجدل الفكري الذى اثارته مقترحات القذافي ننقل عن وكالة الصحافة الفرنسية ما جاء على لسان ديلفين لوكوتر الباحثة في المركز الفرنسي للدراسات الاثيوبية في اديس ابابا والمتعاونة مع معهد الدراسات الاستراتيجية في جنوب افريقيا،حول الانقسام الافريقي ازاء مسألة الوحدة الافريقية بالنمط الذى اقترحه القذافي وقالت ديلفين ان ثمة ''مدرستين'' حيال هذه المسألة، ''المدرسة المتطرفة التي تجسدها ليبيا والسنغال اللتين تريدان فورا تشكيل حكومة مع وزراء من افريقيا''، أما المدرسة الاخرى هي المقاربة المتدرجة، اي تعزيز التكامل الاقليمي
اولا، وفي حال نجاحه البدء بالتكامل القاري''. ومن انصار مدرسة التدرج فى الوحدة رئيس جنوب افريقيا تابو امبيكي، ونأمل ان لا تتسع الهوة بين الزعيمين الى اكثر من اختلاف فى وجهات النظر.

Monday, July 02, 2007

الكوت دي فوار عقبة جديدة فى طريق السلام !

كثيرة هى العقبات التى تعترض مسار التسوية السلمية فى الكوت دى فوار، وكلما تجاوز الايفواريون عقبة نهضة اخري فى طريقهم الشائك نحو اعادة اللحمة بين شطري البلاد، شمالها المتمرد منذ حوالي خمسة اعوام، وجنوبها بحكومته المركزية غير القادرة على بسط رداء السلطة والامن على كامل التراب الايفواري.
الخمسة اعوام الماضية عاشها الايفواريون بين ضفتي بزوغ الامل وانكسار الرجاء، والبلاد شطران والشعب تائه، والسلام غائب، والعالم بين مشفق ومتفرج،لا اكثر، حتي استوطنت الازمة واستطالت وضربت بجذورها فى تربة الخلافات الاثنية المواتية لنموها، وفشلت كل المحاولات الاقليمية والدولية فى فك شفرة السلام الايفواري العصي، وكل التفاهمات والاتفاقيات بين اللاعبين السياسيين الكبار لم تنته الى طريق واحد يسع الجميع فى رحلة العودة الى الكوت دي فوار التى سقطت او اسقطوها من تاريخ افريقيا السياسي الحديث كنموذج للاستقرار الاقتصادي والسياسي لتغدو على مدى الاعوام الخمسة المنصرمة ، حالة من الانشطار والفوضى وانعدام الامن على نحو لا ينافسها فيه الا الصومال فى اقصى الشرق الافريقي.
عادت الآمال مجددا، بتوقيع رئيس الكوت دي فوار لوران غباغبو وخصمه السابق غيوم سورو في الرابع من مارس الماضي اتفاق سلام ينص على تتويج المسيرة السلمية بتنظيم انتخابات في غضون عشرة أشهر، وتولى سورو رئاسة الحكومة، وحدد أولوياتها في توحيد الجيش وتنظيم انتخابات حرة. ولكن بعد ثلاثة اشهر من تشكيل حكومة سورو، وعودة الامل، برزت (الجمعة) عقبة جديدة تكاد تعصف بكل ما تحقق فى المسار الشائك لتوحيد شطري الكوت دي فوار وذلك عندما هاجم مجهولون طائرة سورو صباح الجمعة في مطار بواكي فقتل اربعة على الاقل من اعضاء الوفد الذي كان يرافقه، ونجا سورو من محاولة الاغتيال التى وجدت ادانة واسعة اقليميا ودوليا بحسبان انها ستعيد عملية المصالحة برمتها خطوات الي الوراء وتشكل تهديداً للاتفاق الاخير بين غباغبو وسورو.