Sunday, September 16, 2007

تقرير كروكر - بتراوس

الفقرة الاكثر اثارة للجدل فى لتقرير المطول الذى قدمه السفير الأميركي في بغداد رايان كروكر وقائد القوات الأميركية في العراق ديفد بتراوس أمام لجنتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية في الكونغرس، هى ما تعلق بجيران العراق ونفوذهم المتنامي على العملية السياسية والامنية بالعراق، حيث حذرا مما وصفاه بالخطر الإيراني، وقالا في التقرير إن طهران ستكون (الرابحة الكبرى) من انسحاب سريع للقوات الأميركية من العراق.
الولايات المتحدة ابتداء لا يمكنها ان ترمي باللائمة عن تدهور الاوضاع بالعراق على جيرانه لانها خلقت الفوضي فى العراق، تلك الفوضي التى كانت تودها واشطنون فوضي خلاقة فصارت نارا احترق بها الجميع عراقيين وامريكيين، امريكا هى التى فتحت ابواب العراق امام ايران وقالت لها تفضلي افعلي ما بدى لكى ونسيت فى حينها ان ايران تتطلع الى حسم معاركها مع الشيطان الاكبر فى ميدان آخر هو العراق، ولكنها فى الاول لابد ان تمكن لرجالها بالعراق الذين شردهم صدام حسين تمكنهم من مفاصل الدولة العراقية الجديدة من خلال لعبة الديمقراطية الامريكية فى العراق ، حيث سلمت امريكا من حيث تدري او لا تدري الحكم فى العراق الى عناصر تجاهر بولائها الى ايران، ومن هناك جاءت الحملة الامريكية ضد نوري المالكي وحكومته بالعراق تلك الحملة التى وصلت حد المطالبة بالتصويت فى البرلمان العراقي على سحب الثقة عن حكومة المالكي بإيعاز من نواب فى مجلس الشيوخ الامريكي.
تقرير كروكر - بتراوس ليس افضل من سابقه تقرير بيكر - هاملتون وهى
تقاير يعدها أفراد تنقصهم المعرفة المتخصصة بالعراق، يعيدون نسخ سياسات الولايات المتحدة الفاشلة، ولم يستطيع تقرير كروكر - بتراوس تحديد موعد لسحب القوات الامريكية وحسب بل ضرب على وتر تخويف العراقيين من الفراغ الذى سيخلفه سحب القوات حتى لا تملاء ايران ذلك الفراغ ، وجاء التقرير الحالي ليجلب توصيات سابقة وكان من أبرز توصيات تقرير بيكر - هاملتون ، أنه بحلول الربع الأول من العام 2008، سيُـمكن سحـب القوات الأمريكية، التي تقوم بعمليات قتالية بعد أن تنتفي الحاجة إلى وجودها.

Saturday, September 08, 2007

بان كى مون فى الفاشر

تبدو مرحلة بان كى مون كأمين عام للامم المتحدة مغايرة عن سلفه كوفي عنان على الاقل فى التعاطي مع الشأن السوداني ، فكى مون الذى يزور السودان الآن يمارس ضغوطا على الحكومة ولكنها تختلف عن تلك التى مارسها من قبل كوفي عنان ، كى مون وعد امس من الفاشر عاصمة شمال دارفور بتصعيد الضغوط من اجل التوصل الى حل سياسي، وقال للصحافيين: ''سوف اعمل من اجل الاسراع بعملية المفاوضات السياسية.'' واضاف ''عملية القوات المختلطة يجب ان يرافقها عملية سياسية، والا فان قوات حفظ السلام أو الشرطة أو الموظفين المدنيين سيواجهون صعوبة كبيرة في القيام بمهامهم.
الزيارة الراهنة لبان كى مون التى ستشمل كذلك ليبيا وتشاد ومحورها الرئيس فى محطاتها الثلاث هو قضية دارفور، تشكل اختباراً عملياً لتصريحات كى مون عشية تسلمه رئاسة المنظمة الدولية مطلع العام الحالي عندما اعلن بان قضية دارفور ستحتل صدر اولوياته، واختيار كى مون طريق الدفع باتجاه الحل السياسي لأزمة دارفور كان صائبا، فهناك ثمة اجماع عند اطراف الصراع بأن لا حسم لهذا النزاع الذى طال امده وتفاقمت خسائره ، الا عن طريق الحوار السياسى الذى بذل فى التسريع بخطواته كل من يان الياسون مبعوث الامم المتحدة الخاص وسالم احمد سالم مبعوث الاتحاد الافريقي الخاص جهودا مقدرة من خلال رسم خارطة الطريق الى السلام والاستقرار النهائي بدارفور، واشار الامين العام للامم المتحدة الى ذلك التقدم الذى احرزه الياسون وسالم من خلال تجميع الفصائل الدارفورية وبلورة مواقف تفاوضية موحدة لها من خلال اجتماعات طرابلس واروشا، وكان مون قد اشار الى التطورات الباعثة على التفاؤل عندما قال : فيما يتعلق بعملية المفاوضات السياسية والتنسيق فاننا نقترب من الاتفاق على المكان والموعد، وآمل في ان اتمكن من وضع اللمسات النهائية للمفاوضات قريبا جدا.
طالما اختار بان كى مون ان يرمي بثقله خلف الحل السياسي للازمة ، فالمتوقع ان يجد التعاون من قبل الحكومة ولكن اهم عقبة ستواجه كى مون والحل السياسي للازمة عموما هو موقف عبد الواحد محمد نور الرافض للتفاوض مع الحكومة قبل الايفاء بشروطه فهل ينجح كى مون فى ذلك ؟!

Wednesday, September 05, 2007

المسلمون والانتخابات الكينية

تتسم الانتخابات الكينية بحرارة التنافس واشتعال حرب التكتلات والتحالفات فالتجربة علمت الكثير من الاحزاب ان الدخول الى الحلبة كحزب منفرد لا يضمن لها مقاعد فى البرلمان او يمنح مرشحها حق الاقامة فى (الاستيت هاوس) او مقر الدولة بمساحاته الشاسعة والمعشوشبة كرمز مهم، فى دولة كثيرا ما يفاخر ابناؤها بنضوج التجربة الديمقراطية الانتخابية عندهم حيث تكاد تنعدم المقارنة بينهم ومحيطهم الافريقي.
شهدت كينيا فى الايام الماضية سجالات وجولات ديمقراطية، انتهت الى تحديد ثلاثة متسابقين اساسيين لسباق الرئاسة القادمة فى ديسمبر المقبل، حيث ينازل يواجه الرئيس مواي كيباكي منافسة شديدة من ريلا اودينغا عن (حركة اورانج" أو البرتقالة" الديمقراطية) وكالينزو مسيوكا عن (حركة اورانج الديمقراطية – كينيا)، واعطت آخر استطلاعات الرأى الرئيس كيباكي (45%) من الاصوات فى المركز الاول وريلا اودينغا ثانيا بـ(25%).
المعركة الانتخابية البرلمانية والرئاسية فى ديسمبر المقبل ستكون حامية الوطيس من واقع التحضير لها، والاستقطابات الحادة بين معسكر المعارضة والحكومة حيث قال اودينغا مخاطبا الآلاف من انصار حركة اورانج فى نيروبي عقب فوزه بمقعد الترشح للرئاسة عن الحركة ان"الانتخابات المقبلة ستكون معركة بين قوى الحفاظ على الوضع الراهن وقوى التغيير."
يشكل المسلمون في كينيا حوالى (35%) من جملة السكان اي ما يزيد على (8) ملايين مسلم،يعيش اغلبهم فى المدن الساحلية مثل باتا ولامو ومالندي وممبسة فضلا عن العاصمة نيروبي ، كغيرهم من السكان غشيتهم حمي ما قبل الانتخابات، ولكنهم سجلوا موقفا مشرفا عندما خرجت قيادات المجلس الاعلى لمسلمى كينياSUPKEM ومجلس الائمة والدعاة CIPK لتعلن للناس انها كأهم مرجعيات للمسلمين فى كينيا لا تتدخل فى خيارات الناخب المسلم ودعت الناس الى التصويت لمن تروق لهم برامجه دون ان تكون هناك وصايا على المسلمين وقال الشيخ محمد ادريس رئيس مجلس الائمة ان القضايا السياسية هي جزء من الحقوق الديمقراطية التي تمارس على الصعيد الفردي.
هذا الموقف المتقدم فى النظر الى القيم الديمقراطية والتمسك بها، يعبر عن البيئة التى يعيش فيها المسلم الكيني، وهى بيئة تؤمن بالتحول الديمقراطي وتنبذ العنف السياسي باشكاله كافة بالتالي ما مكان لمسلم ان يكون مناقضا لهذا الواقع.