Saturday, April 29, 2006

افريكانيات

مراجعات اسبوعية
في السياسة والأدب
محمود الدنعو
إمرأة لا تعرف الصدفة
150 يوماً من ادارة ايلين سيرليف

فى يناير الماضى ادت ايلن سيرليف القسم كرئيسة لليبيريا وسط مراسم زاهية الحبور لكونها اول امرأة فى افريقيا تتولى الرئاسة ومن خلال انتخابات حرة ونزيهة جرت على انقاض مرحلة من تسلط الرجل الواحد (شارلس تايلور) الذى يمثل امام محكمة جرائم الحرب بسيراليون فى 11 تهمة تتعلق بالحرب الاهلية فى سيراليون وفى ليبيريا ، الشعب الليبريى وشعوب المنطقة كافة علقوا آمالاً عراضاً على سيرليف لتنقل البلاد من وهدة الحرب والخراب الى آفاق الاستقرار والتنمية المستدامة، ويبدو ان هذه الآمال لن تذهب سدى ، فسيرليف لا تملك عصا سحرية ولكنها تنتهج مبدأ غائباً عن كثير من القادة الافارقة وهو مبدأ التخطيط ، واصدرت للتو تقريرا لاداء حكومتها خلال الاربعة اشهر الاولى من عمرها ، وتضمن اربعة اهداف رئيسة تتساوى فى اهميتها وهى استتباب الامن واحياء النشاط الاقتصادى واعادة اعمار البنى التحتية وتوفير الخدمات الاساسية ، وتعزيز الحكم الرشيد وحكم القانون، وتقرير الاشهر الاربعة الاولى هو جزء من استراتيجية طويلة المدى للتنمية واعادة الاعمار فى ليبيريا تنوى حكومة سيرليف تنفيذها، ووعدت بنهاية يونيو القادم تقديم مسودة استراتيجية متوسطة المدى لاستئصال الفقر والتنمية تعتمد بشكل رئيس على تحليلات الخبراء المحليين والمشاورات مع اعضاء المجلس التشريعى والمجتمع المدنى والقطاع الخاص. التقرير قدم بالتفصيل ما انجز وما هو قيد الانجاز من مشروعات ومبادرات لاعادة الاعمار والسلم بعد عقدين من الاضطرابات الامنية والسياسية ، وبغض النظر عن تفاصيل هذه المشروعات ومحطات الاخفاق والنجاح بها فان النهج الذى ابتدعته سيرليف يستحق الاشادة وهو جدير بالاقتداء .

متى تنتهى حقبة موغابى ؟
فى كتابه الذى حمل عنوان What Happens After Robert Mugabe? او ماذا يحدث بعد موغابى ،قام غوف هيل بحفريات فى العديد من المقابلات والبحوث لمن اطلق عليهم غوف الملمين بتاريخ زمبابوى ليقدم من خلال الاستنتاجات فحصاً لاسباب وطبيعة التدهور الاقتصادى والاجتماعى والسياسة وتراجع بيئة الخدمة المدنية فى زمبابوى ورسم الكتاب والذى يبدو كمقالة صحفية تم تطويرها معالم الخروج من الازمة فى الوقت الراهن وفى مرحلة ما بعد الرئيس روبرت موغابى ، ورغم ان جل الكتاب مكرس لانتقاد حقبة موغابى التى يراها الكاتب سوداء بغير خير ، الا ان الكاتب يرى فى قضية الاراضى التى اثارها موغابى قضية حقيقية وليست للاستهلاك السياسى وتتطلب حلا شفافا ، والاختلاف الوحيد هو فى اسلوب المعالجة ، ودعا الكاتب الى مناقشة الربط بين حكم الافارقة الذين قادو بلدانهم الى الاستقلال والفشل الاقتصادى والسياسى الذريع لحقبهم ، وسجل الكاتب نجاحات لاسيما فى مجال التعليم انجزتها حكومة موغابى فى السنوات العشر الاولى من عمرها ، ولكنها سرعان ما انزلقت فى مهاوى الفساد وانتهاكات حقوق الانسان ، وتفشى المحسوبية مما فاقم ازمة البطالة والفقر ، ويرى الكاتب من اجل الاسراع فى اعادة شفاء زمبابوى من حقبة موغابى يتطلب ذلك تدخلاً سريعاً للمجتمع الدولى فور انتهاء حقبة موغابى ولكن يبقى السؤال الذى لم يجد له الكاتب اجابة متى تنتهى حقبة موغابى ؟

نبش أسرار (الغولاق ) البريطانى فى كينيا
قصة ثوار الماو ماو تفوز بجائز بوليتزر

اعلن منتصف الاسبوع المنصرم بالولايات المتحدة الامريكية عن فوز كتاب Imperial Reckoning: The Untold Story of Britainصs Gulag in Kenya او (تصفية حساب امبريالى :القصة غير المحكية عن الغولاق البريطانى فى كينيا ) بجائزة Pulitzer الرفيعة وهو من تأليف البروفيسور بجامعة هارفارد كارولين اليكنس، والكتاب عبارة عن تحقيق تاريخى فى واحد من ابشع الاساليب الاستعمارية فى كبح جماح حركات التحرر الوطنى ابان حقبة الاستعمار فى افريقيا، ويقدم الكتاب وصفا دقيقا للكيفية التى سحق بها المستعمر البريطانى عصيان جماعة الماو ماو فى كينيا ، وقالت المؤلفة فى حفل استلام الجائزة انها قصة تستحق ان تروى للناس كاملة ، عندما يتم حبس مليون ونصف المليون شخص ويموت اكثر من مائة الف منهم من جراء الاهانة والمجاعة والتعذيب المنظم ، فتلك جريمة نكراء ، والابشع هو التكتم الرسمى حولها ، فحتى اليوم هناك عدد من الناس ليست لديهم فكرة عن وجود (الغولاق) البريطانى فى كينيا ، الكتاب يورد من ضمن الحقائق البشعة ان حوالى 11 الف كينى لقوا حتفهم فى السجون البريطانية حسب السجلات الرسمية ، واشار الكتاب الى ان سلطات الاستعمار بالغت فى تقدير مدى الخطر الذى كانت تمثله الماوماو ، وان الجنود البريطانيون كانو يستخدمون وسائل وحشية فى التعذيب كقطع الاصابع بمدية حادة ، واعدموا آلاف الثوار بينما لقى 32 من البيض المقيمين مصرعهم اثناء القتال بين ثوار الماوماو والجيش البريطانى ، وقالت كارولين فى مقابلة مع ''صحيفة الواشنطون بوست'' ان الجائزة ليست لها وحدها وانما للرجال والنساء الذين رووا لها تاريخهم الذى اخذ منهم .

الرؤساء السابقون : حادث وحديث!
ما كان للصحافة الافريقية ان تفرد كل تلك المساحات للرؤساء السابقين لأفريقيا لو لا حادث الحركة الذى اصاب رئيسا تنزانيا وغانا الاسبقين اصابات طفيفة، فتبارت وسائل الاعلام الافريقية فى نقل الخبر ، وكان لابد لها ان تشرح للرأى العام لماذا هما فى جنوب افريقيا وماذا يفعلان ربما نزولا الى شروط مهنية بحته فى كتابة الاخبار ، ومنها تعرفنا ان الرئيس التنزانى السابق على حسن موانى والرئيس الغانى السابق جيرى رولينغس اللذين تعرضا لحادث الحركة كان فى طريقهما لحضور المائدة المستديرة للرؤساء الافارقة السابقين التى استضافتها جامعة ويتوتراستاند بجوهانسبيرج ، وحضرها عشرة من الرؤساء السابقين من ابرزهم نيلسون مانديلا ودنيال اراب موى والدكتوركنيث كاوندا وتناول لقاء السابقين الذى جرى بين 19 و23 ابريل الجارى عدة قضايا تهم القارة الافريقية منها الهجرة واطلق المؤتمر نداء لعودة العقول والخبرات الافريقية المهاجرة حتى تستفيد القارة من هذه الخبرات والمعارف حيث تشير الاحصاءات الى تواجد 200 الف عالم افريقى فى الولايات المتحدة الامريكية وحدها وان حوالى 40 الف من حملة الدكتوراة من الافارقة يعيشون خارج القارة ولا تنتفع بخبراتهم وابحاثهم ، وناقش الرؤساء السابقون صورة افريقيا فى وسائل الاعلام الامريكية وقال الرئيس كاوندا ان اللقاء دعا الدول الافريقية الى ابتداع استراتيجيات اعلامية لتصحيح الصور السالبة التى يبثها الاعلام الامريكى عن القارة الافريقية . والرؤسا ء السابقون يجتمعون سنويا لاستعراض تطورات الديمقراطية والحكم الرشيد فى افريقيا ، ويقومون بدور الناصح والمشير ويملكون الاجيال القادمة خبراتهم ويوظفون علاقاتهم لصالح الديمقراطية والتنمية فى افريقيا واستئصال الفقر والايدز من القارة . وتبقى الاشارة هنا الى انه قبل اكثر من عقدين من الزمان ما كنا نسمع بالرؤساء السابقين فهم اما منفيون او تمت تصفيتهم بواسطة الانقلابيين ، فان يصبح لنا اكثر من عشرة رؤساء سابقين نشطين فى مجالات التنمية والسلام فهذا امر يستحق التأمل ، وفى السودان يدرك الناس مبادرات الرئيس الكينى السابق دنيال اراب موى من اجل السلام فى السودان والصومال والدور الذى تقوم به مؤسسة موى فى تدريب الكوادر الجنوبية فى اطار جهد دولى لبناء قدرات حكومة جنوب السودان من اجل استدامة السلام والتنمية .

هل اصبحت سيناء منطقة جذب ارهابى


هل كان منفذو تفجيرات دهب المصرية وهم يستكملون ما بدأوه فى طابا وشرم الشيخ يودون ان لا يتذكر المصريون مناسباتهم القومية ولايعيشون تلك الذكريات لا على وقع التفجيرات وانهار الدماء وضرب الاقتصاد المصرى فى مقتل موارد السياحة ، فتفجيرات دهب التى اودت بحياة اكثر من عشرين قتيلا هى الثالثة التى تأتي في مناسبة قومية. حدثت تفجيرات طابا (34 قتيلا في اكتوبر 2004) في ذكرى حرب اكتوبر، وتفجيرات شرم الشيخ (حوالى سبعين قتيلا في يوليو 2005). في ذكرى ثورة يوليو والآن تفجيرات دهب في ذكرى تحرير سيناء.
ولابد للاجهزة الامنية فى مصر ان تجيب على سؤال محورى لماذا ظلت هذه التفجيرات تقع فى نطاق جغرافى واحد بفارق زمنى ليس بعيداً ، هل اصبحت منطقة سيناء الجاذبة للسياحة التى تعتمد عليها مصر فى اقتصادها ، منطقة جذب ارهابى اكثر منها منطقة جذب سياحى، وهل فشلت الاجهزة الامنية فى بسط اجراءات امنية واقية تحول دون تكرار مثل هذه الحوادث او على الاقل تقليل نسبة الاخطار وعدد الضحايا كل مرة ، الجميع يقر ان الارهاب صار اخطبوطاً عالمياً لا احد يستطيع التحكم فيه لان جهات عديدة مستفيدة من اشاعة اجواء الرعب والفوضى التى ينتجها الارهاب ، ولكن يبقى الامل فى تقليص خسائره.
كعادتها فى استثمار مثل هذه الفرص سارعت اسرائيل الى اعلان جاهزيتها لتقديم المساعدات للضحايا واعلنت رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت اجرى اتصالا هاتفيا الاثنين بالرئيس المصري حسني مبارك ''ليعبر له عن تعازيه باسم اسرائيل''.وقال البيان ان ''الزعيمين تحدثا (بهذه المناسبة) عن ضرورة قيام تعاون بين البلدين من اجل مكافحة الارهاب الدولي''.
ان تعبر اسرائيل عن تعازيها للضحايا تلك اجراءات ومفردات دبلوماسية باردة لا روح فيها لان اسرائيل غير مؤهلة من الناحية الاخلاقية لتعبر عن ذلك ولكن المثير هو التعاون الذى يطرحه اولمرت على مبارك لمكافحة الارهاب الدولى ، فهل يقصد اولمرت التعاون لمكافحة الشعب الفلسطينى وحركة حماس ؟!

Saturday, April 22, 2006

تراجع فى اللاجئين وزيادة فى النازحين !

عندما تتخذ قرار بمغادرة منزلك طائعا مختارا ومتطلعا الى واقع افضل حسب طموحاتك فانت اذن اخترت الاغتراب او الهجرة ومهما تجشمت من مشقة التسفار وعانيت من الحنين الى الديار ،فلاشك انت سعيد بقرارك ، ومتصالح مع تداعياته ، ولكن هناك من ارغم على مغادرة دياره واوطانه حتى وان جارت عليه فيه عزيزة ولا ضاقت بلاد باهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق، الفريق الثانى من الناس والذين اصطلح على تسميتهم بالنازحين واللاجئين، هم اكثر الناس تعاسة فى الارض، هائمون على وجوههم يتسولون الماء والمأوى والكرامة الانسانية، كما انهم يمثلون الانكسارات الكبرى للبشرية فى طريق تطورها نحو صيانة الحقوق والكرامة الانسانية ، وحق للعالم ان يفرح بمحتوى تقرير حالة النازحين واللاجئين فى العالم الذى صدر امس والذى بشر بتراجع فى اعداد اللاجئين فى العالم وان الهائمين على وجوههم ( 92 ) ملايين فقط وهو اقل معدل منذ 25 عاما مضت. التقرير الدولى الراصد لارقام وشجون النزوح واللجوء اشار الى مفارقة جديرة بالتأمل وهى ان اعداد العابرين قسرا للحدود طلبا للجوء فى تراجع بينما النازحين داخليا فى اوطانهم فى صعود مخيف اذ سجلت فى كل من الكنغو الديمقراطية والسودان خلال العام 2005 اكثر من 75 ملايين حالة نزوح داخلى ، فى الوقت الذى عاد فيه 4 ملايين لاجىء افغانى الى ديارهم ، وكذلك الامر فى سيراليون وبورندى وليبيريا.

ازمة اللجوء والنزوح تتطلب مبادرات دولية لاستئصالها بتوفير الامن والاستقرار اولا بالتنمية المستدامة التى توفر عيشا كريما للانسان يعصمه من التيه فى ديار غيره ، وعلى المستوى الوطنى نطمح فى تسريع وتيرة الحل السلمى لمشاكل السودان كافة حتى يعود اللاجئون والنازحون ويختفى اسم السودان نهائيا من صدر قوائم وتقارير المنظمات الدولية.

Wednesday, April 19, 2006

طي ملف طائرة قرنق


ترجمة/ محمود الدنعو
حددت اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة للتقصي في تحطم طائرة د. جون قرنق في تقريرها النهائي ثلاثة أسباب لتحطم الطائرة اليوغندية وفيما يلي نص التقرير:-
بعد الحادث المميت الذي وقع في الثلاثين من يوليو العام 2005 للمروحية الرئاسية (MI-172) وأدى الى وفاة نائب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة جنوب السودان الدكتور جون قرنق دي مبيور والأحد عشر شخصاً الذين كانوا على متن المروحية، كون الرئيس السوداني لجنة وطنية للتقصي برئاسة نائب الرئيس الأسبق أبيل ألير، والرئيس اليوغندي كون لجنة تحري برئاسة جون ناساسير وزير العمل والإسكان والاتصالات.
اجتمعت اللجنتان بكمبالا في يوغندا 18 أغسطس 2005 واتفقتا على التعاون الكامل في التقصي وشكلتا لجنة سودانية يوغندية مشتركة للتقصي لتأسيس سبب محتمل لحادث الرحلة AF605.
اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة تقصت عن الظروف التي وقع تحتها الحادث، والآن تعلن للعامة نتائج التقصي حول السبب المحتمل للحادث.
تاريخ الرحلة AF605
في حوالى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي من يوم الثلاثين من يوليو العام 2005 غادرت المروحية (رواكيتورا) في غرب يوغندا الى عنتبي الرحلة (AF605) أقلعت من عنتبي حوالى الساعة (52:17) بالتوقيت المحلي تحمل نائب الرئيس السوداني و(12) آخرين الى نيوسايد بجنوب السودان كوجهة نهائية للرحلة.
النائب الأول للرئيس وصل عنتبي يوم 29 يوليو 2005 وطار بالمروحية (AF605) الى (رواكيتورا) حيث التقى الرئيس اليوغندي هناك وهدف الرحلة يوم 30 يوليو لنقل النائب الأول للرئيس السوداني ووفده الى نيوسايد.
المروحية كان بها (3) طاقم طيران و(1) مسعف و(9) ركاب، وتحطمت فوق سلسلة مرتفعات زوليا بيوغندا (11) ميلاً جنوب غرب نيوسايد وجهة الرحلة، وتحطمت بقوة التأثير وأدت نيران ما بعد السقوط الى مقتل (13) شخصاً كانوا على متنها.
سير عملية التقصي
من أجل القيام بالتقصي حول الحادث تحت التطبيق العالمي، كونت لجنة فنية دولية مشتركة ضمت خبراء من الولايات المتحدة وكينيا ويوغندا بواسطة اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة.
لجنة الخبراء الدولية الفنية المشتركة برئاسة دينس جونز من إدارة سلامة النقل الوطنية بالولايات المتحدة كمحقق مختص.
في أغسطس 2005 وُقع على مذكرة تفاهم مشتركة للمنفعة المشتركة من الخبرة المتاحة لإكتمال التقصي وتحويل التسجيلات الى روسيا لقرارها وتشكيل فريق خاص لأداء مهام محددة خلال التقصي.
للقيام بالتقصي زارت اللجنة الفنية الدولية المشتركة ضمن أشياء أخرى قامت بها زارت موقع التحطم، وحللت المعطيات المسجلة في (FDR/CVR) في يوغندا وروسيا والولايات المتحدة، وقابلت شخصيات مفتاحية في الجيش اليوغندي والقوات الجوية وسلطات الطيران المدني اليوغندية وشركة JSC KAZAN المصنعة للمروحية وشهود عيان بمسرح الحادث، وبعثت بعض الأجزاء الى فحص معملي متقدم بالولايات المتحدة وزيارة لجنة الطيران الفيدرالية الروسية (MAK).
أنهت اللجنة الفنية الدولية المشتركة عملها في 3 أبريل .2006
عرض التقرير
عرضت اللجنة الفنية الدولية المشتركة تقريرها على اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة للتقصي في الرابع من أبريل 2006 وطلبت من الدولتين -السودان ويوغندا- استلام التقرير والتعليق عليه، السودان وافق وصادق على التقرير دون تعليقات.
من جهتها يوغندا وافقت بشكل عام على محتويات التقرير لكنها علقت على بعض اقسام التقرير، تعليقات يوغندا ومصادقة السودان دون تعليقات أضيفت للتقرير كملاحق، ومن ثم تمت المصادقة واعتمد التقرير بواسطة اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة.
السبب المحتمل للحادث
كان تفويض اللجنةالسودانية اليوغندية لتحديد السبب المحتمل للحادث، وخلصت النتائج الى مرد سبب الحادث الى الأسباب الآتية مجتمعة:-
* فشل قائد الطائرة في الاحتفاط بالوضع الأفقي والرأسي الاحترازي الذي يحدد تقريباً بعد الطائرة عن الأرض المحيطة وأنتج عدم كفاية في الوضوح والتحكم بالطيران على الأرض.
* قرار قائد الطائرة في الاستمرار بالطيران معتمداً على البصر في ظروف جوية سيئة.. و
* عدم كفاية نظام التشغيل في الطائرة للطيران في مثل هذه الظروف.
الهدف الرئيسي من القيام بالتقصي في حادثة الطائرة هو تحديد السبب المحتمل للحادث وتأسيس قواعد تمنع حدوث مثل هذا الحادث في المستقبل.
هذا التقرير يجب أن يلقى اهتماماً مماثلاً.
وباعتماد هذا التقرير وملحقاته والتوقيع على هذا البيان المشترك، تكون اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة للتقصي قد أنهت أعمالها.
اللجنة الوطنية السودانية للتقصي واللجنة اليوغندية للتحري سيقدمان تقريرهما الى رؤساء السودان ويوغندا بكل تقرير.
وقع في كمبالا بتاريخ 12 أبريل 2006

أبل ألير أكوي
رئيس اللجنة السودانية الوطنية للتقصي
جون ناساسير
رئيس اللجنة اليوغندية للتحري ووزير العمل والإسكان والاتصالا

طي ملف طائرة قرنق


ترجمة/ محمود الدنعو
حددت اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة للتقصي في تحطم طائرة د. جون قرنق في تقريرها النهائي ثلاثة أسباب لتحطم الطائرة اليوغندية وفيما يلي نص التقرير:-
بعد الحادث المميت الذي وقع في الثلاثين من يوليو العام 2005 للمروحية الرئاسية (MI-172) وأدى الى وفاة نائب رئيس الجمهورية ورئيس حكومة جنوب السودان الدكتور جون قرنق دي مبيور والأحد عشر شخصاً الذين كانوا على متن المروحية، كون الرئيس السوداني لجنة وطنية للتقصي برئاسة نائب الرئيس الأسبق أبيل ألير، والرئيس اليوغندي كون لجنة تحري برئاسة جون ناساسير وزير العمل والإسكان والاتصالات.
اجتمعت اللجنتان بكمبالا في يوغندا 18 أغسطس 2005 واتفقتا على التعاون الكامل في التقصي وشكلتا لجنة سودانية يوغندية مشتركة للتقصي لتأسيس سبب محتمل لحادث الرحلة AF605.
اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة تقصت عن الظروف التي وقع تحتها الحادث، والآن تعلن للعامة نتائج التقصي حول السبب المحتمل للحادث.
تاريخ الرحلة AF605
في حوالى الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي من يوم الثلاثين من يوليو العام 2005 غادرت المروحية (رواكيتورا) في غرب يوغندا الى عنتبي الرحلة (AF605) أقلعت من عنتبي حوالى الساعة (52:17) بالتوقيت المحلي تحمل نائب الرئيس السوداني و(12) آخرين الى نيوسايد بجنوب السودان كوجهة نهائية للرحلة.
النائب الأول للرئيس وصل عنتبي يوم 29 يوليو 2005 وطار بالمروحية (AF605) الى (رواكيتورا) حيث التقى الرئيس اليوغندي هناك وهدف الرحلة يوم 30 يوليو لنقل النائب الأول للرئيس السوداني ووفده الى نيوسايد.
المروحية كان بها (3) طاقم طيران و(1) مسعف و(9) ركاب، وتحطمت فوق سلسلة مرتفعات زوليا بيوغندا (11) ميلاً جنوب غرب نيوسايد وجهة الرحلة، وتحطمت بقوة التأثير وأدت نيران ما بعد السقوط الى مقتل (13) شخصاً كانوا على متنها.
سير عملية التقصي
من أجل القيام بالتقصي حول الحادث تحت التطبيق العالمي، كونت لجنة فنية دولية مشتركة ضمت خبراء من الولايات المتحدة وكينيا ويوغندا بواسطة اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة.
لجنة الخبراء الدولية الفنية المشتركة برئاسة دينس جونز من إدارة سلامة النقل الوطنية بالولايات المتحدة كمحقق مختص.
في أغسطس 2005 وُقع على مذكرة تفاهم مشتركة للمنفعة المشتركة من الخبرة المتاحة لإكتمال التقصي وتحويل التسجيلات الى روسيا لقرارها وتشكيل فريق خاص لأداء مهام محددة خلال التقصي.
للقيام بالتقصي زارت اللجنة الفنية الدولية المشتركة ضمن أشياء أخرى قامت بها زارت موقع التحطم، وحللت المعطيات المسجلة في (FDR/CVR) في يوغندا وروسيا والولايات المتحدة، وقابلت شخصيات مفتاحية في الجيش اليوغندي والقوات الجوية وسلطات الطيران المدني اليوغندية وشركة JSC KAZAN المصنعة للمروحية وشهود عيان بمسرح الحادث، وبعثت بعض الأجزاء الى فحص معملي متقدم بالولايات المتحدة وزيارة لجنة الطيران الفيدرالية الروسية (MAK).
أنهت اللجنة الفنية الدولية المشتركة عملها في 3 أبريل .2006
عرض التقرير
عرضت اللجنة الفنية الدولية المشتركة تقريرها على اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة للتقصي في الرابع من أبريل 2006 وطلبت من الدولتين -السودان ويوغندا- استلام التقرير والتعليق عليه، السودان وافق وصادق على التقرير دون تعليقات.
من جهتها يوغندا وافقت بشكل عام على محتويات التقرير لكنها علقت على بعض اقسام التقرير، تعليقات يوغندا ومصادقة السودان دون تعليقات أضيفت للتقرير كملاحق، ومن ثم تمت المصادقة واعتمد التقرير بواسطة اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة.
السبب المحتمل للحادث
كان تفويض اللجنةالسودانية اليوغندية لتحديد السبب المحتمل للحادث، وخلصت النتائج الى مرد سبب الحادث الى الأسباب الآتية مجتمعة:-
* فشل قائد الطائرة في الاحتفاط بالوضع الأفقي والرأسي الاحترازي الذي يحدد تقريباً بعد الطائرة عن الأرض المحيطة وأنتج عدم كفاية في الوضوح والتحكم بالطيران على الأرض.
* قرار قائد الطائرة في الاستمرار بالطيران معتمداً على البصر في ظروف جوية سيئة.. و
* عدم كفاية نظام التشغيل في الطائرة للطيران في مثل هذه الظروف.
الهدف الرئيسي من القيام بالتقصي في حادثة الطائرة هو تحديد السبب المحتمل للحادث وتأسيس قواعد تمنع حدوث مثل هذا الحادث في المستقبل.
هذا التقرير يجب أن يلقى اهتماماً مماثلاً.
وباعتماد هذا التقرير وملحقاته والتوقيع على هذا البيان المشترك، تكون اللجنة السودانية اليوغندية المشتركة للتقصي قد أنهت أعمالها.
اللجنة الوطنية السودانية للتقصي واللجنة اليوغندية للتحري سيقدمان تقريرهما الى رؤساء السودان ويوغندا بكل تقرير.
وقع في كمبالا بتاريخ 12 أبريل 2006

أبل ألير أكوي
رئيس اللجنة السودانية الوطنية للتقصي
جون ناساسير
رئيس اللجنة اليوغندية للتحري ووزير العمل والإسكان والاتصالا

بانغى تعزل سفيرها بالخرطوم


يبدو ان علاقات السودان بجواره الغربى مرشحة للمزيد من التدهور، من جراء تداعيات الاحداث فى تشاد ، فبينما جاهرت تشاد بقطع علاقاتها مع السودان ، تلجلجت افريقيا الوسطى التى تربطها بالسودان وتشاد علاقات حيوية قطع اي منها يكلفها وشعبها الكثير من المعاناة التى هم فى غنى عنها ، ولكن بانغى ارادت مناصرة جارتها انجمينا وفى نفس الوقت الابقاء على الباب موارباً بينها والخرطوم ، فاغلقت الحدود دون ان تعلن القطيعة الدبلوماسية ، واغلاق الحدود بين السودان وافريقيا الوسطى، ستكون له انعكاسات وخيمة على الاقتصاد الافرواوسطى ، فسكان المناطق المتاخمة للسودان يعتمدون فى معاشهم على التكسب من طريق التجارة التقليدية بين السودان وافريقيا الوسطى ، ومن الجبايات التى تفرضها السلطات المحلية والقبلية على رعاة الماشية السودانيين الذين يجتازون الحدود الى عمق الاراضى الافرواوسطية عندما يعز الماء والكلأ بالسودان فى فصل الصيف .
التصعيد الجديد والموارب من قبل بانغى هو ما تناقلته وكالات الانباء امس ، عن قرار للرئيس فرانسو بوزيزيه بعزل السفير بيير بنجامين سفير بانغى بالخرطوم من منصبه ، بتهمة الضلوع فى الاحداث الجارية فى تشاد لقلب نظام الرئيس ادريس ديبى ، وجاء فى حيثيات القرار ان السفير بنجامين يدين بالولاء للرئيس السابق انجى فليكس باتاسيه الذى تتهمه بانغى بدعم التمرد فى تشاد ، وقال وزير خارجية افريقيا الوسطى جون بول نغوباندى ان لدى السفير بنجامين اتصالات مع الرئيس السابق وهى اتصالات مشبوهة ولهذا السبب تم عزله .
لو ان السفير بنجامين ظل يحافظ على ولائه السابق للرئيس باتاسيه وهو الذى عينه فى السودان ، لماذا لم تسع بانغى من قبل الى تصحيح هذا الوضع باستدعاء او فصل السفير ، بدلا من انتظار هذا التوقيت الحرج لتعلن فصل سفيرها بالسودان لانه يساند التمرد فى تشاد ، فى وقت تتهم فيه تشاد السودان صراحة بدعم التمرد ضدها ، مما يعطى انطباعا بان السودان هو المكان الذى تحاك فيه المؤامرات لقلب نظام الحكم فى تشاد بمساندات اقليمية.
طرد سفير بانغى من الخرطوم بالمبررات التى ذكرتها بانغى ، يبدو فى ظاهره شأناً خاصاً ببانغى ولكن عند قراءته مع قرار اغلاق الحدود ومع الظرف الاقليمى الراهن نجد انه يمثل تدهوراً جديداً فى العلاقات السودانية الافرواوسطية

Tuesday, April 18, 2006

عملية تل ابيب وازمة السلطة !


تفجيرات تل ابيب الاستشهادية امس فجرت ازمة جديدة، فاول مرة تتحدث السلطة الفلسطينية بلسانين، لسان فتحاوى يدين بشدة العملية ويصفها بالضارة بمصالح الشعب العليا وانها تمثل خروجا على الاجماع الوطنى على التهدئة مع العدو، بينما لسان حماس يصف العملية بانها نتيجة طبيعية لاستمرار (الجرائم) الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
ردود الفعل الفلسطينية الرسمية تجاه هذا الحادث تكشف الى اى مدى وصلت ازمة السلطة الفلسطينية الداخلية، وان الهوة لا تزال كبيرة بين الرئاسة والحكومة، بين انصار التهدئة وانصار المقاومة المسلحة، وكل هذه التشققات فى بنية السلطة الفلسطينية تصب فى مصلحة العدو الاسرائيلى الذى حتما سيرد على هذه العملية عسكريا، باجتياح المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وباغلاق المعابر والمنافذ ، مما يفاقم من معاناة الشعب الفلسطينى المكتوى بنيران الحصار الذى فرض عليه بعد فوز حماس حيث اصبحت الحكومة الفلسطينية الجديدة تحت حصار دبلوماسي واقتصادي من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
العملية الفدائية وفى هذا التوقيت تخدم مصالح رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود اولمرت الذى فاز حزبه كاديما فى الانتخابات الاخيرة على برنامج الفصل الاحادى وترسيم الحدود من قبل اسرائيل بحلول العام 2010، واولمرت الوارث لنفوذ وسلطات رئيس الوزراء السابق والمحتضر اريل شارون ، يريد ان يقنع الشارع الاسرائيلى بانه جدير بملء فراغ شارون الذى ينظر اليه اسرائيليا بالحامى للشعب من العمليات الفدائية الفلسطينية باقامة الجدار العازل وتجفيف منابع المقاومة المسلحة خلال عمليات جوية تستهدف مواقعهم ومنازلهم ، وكانت حكومة اولمرت شنت فى الايام الماضية ضربات وقائية كثيفة ونفذت اغتيالات واعتقالات في صفوف الفصائل الفلسطينية بالضفة والقطاع، لم تعصمها من التفجيرات حيث حققت عملية الامس اختراقا امنية كبيرا ونفذت فى ذات المكان الذى نفذت فيه عملية سابقة للجهاد الاسلامى فى يناير الماضى.

Monday, April 17, 2006

افريكانيات




ماثيو كريكو(الحرباء) يتنحى بعد 29 عاما

بعد 29 عاما من الحكم غادر رئيس بين ماثيو كريكو منصبه مخلفا ارثاً من اثارة الجدل حول تلقبات شخصيته التى لعبت دورا محوريا فى تاريخ بنين السياسى، فكريكو المولود فى العام 1933، تلقى تعليمه فى مدارس مختلفه توزعت بين السنغال ومالى وفرنسا وخدم فى الجيش الفرنسى ثم عادالى بلاده بعد الاستقلال برتبة ملازم، وعمل مساعدا لاول رئيس لبنين اوبرت ماغافى العام 1965، وفى العام 1972 استولى على السلطة فى انقلاب عسكرى، ليبدأ مشوار التقلبات الكبرى ليبلور أولا حزبا ماركسيا لينينا فى ظاهره وعسكريا دكيتاتوريا فى مبناه حكم به البلاد منفردا حتى العام 1990، عندما انجز واحدة من ابرز التحولات من الديكتاتورية فى افريقيا الى الديمقراطية ، لكنه خسر الانتخابات فى العام 1991، ليتخذ هدنة قصيرة يعود بعدها فى العام 1996 عبر انتخابات حرة ونزيهة برأى المراقبين ، ثم يفوز بولاية ثانية فى العام 2001، قلل ان يحرمه الدستور من خوض انتخابات هذا العام لتقدمه فى العمر، وتسفر الانتخابات عن فوز بونى يحيى ليخلف الرجل الذى خيم على الحياة السياسية لما يقارب الثلاثة عقود من الزمان ، تقلب خلالها ذات اليمين وذات اليسار ، فقد كان مسلما ثم اعلن انه مسيحيا بالميلاد ، وكان ماركسيا ثم انتهج خلال السنوات العشر الاخيرة سياسة تحرير الاقتصاد.ولدى كريكو مقولة يلخص فيها فلسفته من وراء هذه التقلبات حيث يقول (العصا لا تستطيع تحطيم سواعد الحرباء)،لانها تبدل وضعها من مكان الى آخر بسرعة اذن الامر لايتعلق بتبديل الحرباء للونها فقط
اكتسب الرجل رغم ماضيه الديكتاتورى احترام شعبه فى احترام الدستور والتنحى عن السلطة بالرغم ان جاره بليس كومباورى مازال يحكم بوركينا فاسو منذ اكثر من 18 عاما، وفى الجوار الآخر توغو ورث فور اياديما عن والده السلطة ليتواصل حكم العائلة الواحدة لاكثر من اربعة عقود، كما ان عميد الرؤساء الافارقة الرئيس الغابونى عمر بانغو فاز بولاية اخرى لخمس سنوات مقبلة ، ويسعى ادريس ديبى فى تشاد الى الفوز بولاية ثالثة كما فعل موسفينى فى يوغندا.

حافظوا على حياة الاطفال مع نجمة البوب اليسا كيى
من كينيا الى يوغندا الى جنوب افريقيا ورواندا تواصل نجمة البوب الامريكية اليسا كيى جولتها الانسانية من اجل الاطفال الذين خطف داء الايدز العين والديهما وتركهم ايتاما فى مجتمعات تعانى الفقر والمرض مما يقلل فرص الكفالة لليتيم ، ورافقت اليزا فى جولتها التى اختارت لها المناطق النائية فى الارياف حيث الحاجة ماسة جدا وفى كينيا افتتحت مصحة فى شانقاموى بضواحى مدينة ممبسا، وقالت انها لحظات مثيرة واضافت انها فخورة بان مشروع (حافظ على حياة الاطفال) الذى تتبناه يقدم كل هذه الخدمات للاطفال ولمرضى الايدز ، ومشروع (حافظ على حياة الاطفال) يهدف الى نشر الوعى بالايدز والعلاج منه وسط الاطفال، وفى يوغندا زارت اليسا مركزي ماساكا وكيروس فى ضواحى كمبالا ، ويخضع فى مركز ماساكا حوالى 80 مريضاً بالايدز للعلاج بينهم 70 من الاطفال قدمت لهم دعما كبيرا ، واهدتها ادارة المركز بقرتين تقديرا لجهودها الانسانية وعبرت اليسا عن سعادتها بلقاء المرضى والتعرف اليهم عن قرب وحثت المجتع الدولى فى زيادة الدعم المخصص لمكافحة الايدز فى افريقيا.
واليسا ذات الستة وعشرين ربيعا نالت 9 من جوائز جرامى الموسيقية الرفيعة، وظهرت موهبتها باكرا وعند السابعة كانت ماهرة فى العزف على البيانو وعلى مقطوعات لكبار الموسيقيين كبتهوفن وموتزارت وفى الرابعة بدأت فى الكتابة والغناء من خلال اغنيتها (بوترفليز)

عام 2006 الاحتفاء بسنغور

الرجل يستحق اكثر من عام للاحتفاء به، لكن منظمة الفرانكوفونية عرفانا منها بمجهودات احد مؤسسيها، وسهمه الوافر فى التبشير بها والتنظير الفكرى لها، اعلنت العام الحالى عاما للاحتفاء بالشاعر السنغالى الراحل ليبولد سيدار سنغور بمناسة مرور قرن على ميلاده فى التاسع من اكتوبر فى العام 1906 بقرية جوال السنغالية، ليكرس حياته التى امتدت حتى العشرين من ديسمبرمن العام 2001 الى الشعر والفلسفة والسياسة ، ويقدم فى كل حقل من هذه الحقول اضافات بارعة، واليه وزميله ايمى سيزار يرجع الفضل فى نحت مصطلح ادب (الزنوجة) والتنظير له من خلال مجلة (L’Etudiant Noir) او الطالب الاسود وسنغور كان واحدا من اهم اعمدة الفرانكوفونية وهى حـركة فكرية، ذات بعد أيديولوجي، تهدف إلى تخليد قيم (فرنسا الأم) في كل مستعمراتها التي انسحبت منها عسكرياً، ومدافعة التيارات القومية واللغوية الأخرى؛ وذلك من خلال اعتماد اللغة الفرنسية باعتبارها ثقافة مشتركة بين الدول الناطقة بها كلياً أو جزئياً.
ومع تعدد انشغالات سنغور الثقافية والسياسية فهو اول رئيس للسنغال واستاذ لغات وفلسفة فى العديد من الجامعات ولكنه منحاز دوما لسنغور الشاعر.
في أحد الأيام سئل عن الخيار الذي ينحاز إليه، بين أن يكون سياسياً أو أستاذاً جامعياً أو شاعراً، فأجاب: "أختار قصائدي، ففيها الجوهري." انتُخِب سنغوررئيساً لجمهورية السنغال منذ الاستقلال في عام 1960، وظل يضطلع بمسؤولياته حتى اعتزاله عام 1980؛ فكان بين القلة من الرؤساء الذين تركوا جاه السلطة والدنيا بمحض إرادتهم، مفضِّلاً مملكة الشعر على مملكة السياسة.




وثيقة اديس ابابا معنونة الى انجمينا


اعلان انجمينا قطع علاقاتها بالسودان عقب محاولة المعارضة التشادية الاستيلاء على السلطة واتهام تشاد جارتها السودان صراحة، وتضامن افريقيا الوسطى مع انجمينا واغلاق حدودها مع السودان ،ضربتان فى صميم التضامن الاقليمى المنشود من الاستقرار فى واحدة من بؤر التوتر فى افريقيا ، نأمل ان تكون قرارات اصدرتها انجمينا وبانغى فى لحظة غضب او محنة وان تعود المياه الى مجرايها باسرع وقت ممكن لان الوشائج التى تجمع البلدان الثلاثة اكبر من الاتهامات والاتهامات المضادة بزعزعة استقرار اى من الحكومات الثلاث ، فهى وشائج اجتماعية وثقافية واقتصادية ضاربة فى القدم ، والحكومات الثلاث طارئة بينما الشعوب هى الباقية بوشائجها التى اشرنا اليها ، هذه الحكومات سوف تذهب بالانتخاب ام بالانقلاب ولكن ما ضير الشعوب ولاسيما اللاجئيين من والى البلدان الثلاثة ، فنهم من اكتوى بنيران الحروب والمجاعات فى ديارهم الاصلية ، لماذا نعاقبهم مرتين مرة لانهم فروا من الرمضاء الى النار واخرى بجرائم غيرهم ، مهما تكن صدقية الاتهامات والاتهامات المضادة ، فيجب ان لا يدفع اللاجئيون الثمن .
وهدد الرئيس التشادي ادريس دبي بطرد 200 الف لاجىء سوداني من الأراضي التشادية، فى سابقة هى الاخطر بالنظر الى علاقة البلدين التى شهدت فى السابق فترات ركوض وتوترلم تصل فيها الخصومة السياسية حد العقوبة الجماعية للاجئين عزل، كما ان الخطوة التشادية محالفة للاعراف والمواثيق الدولية التى تنظم وتحمى اللاجئيين
ونذكر انجمينا بوثيقة أديس أبابا بشأن اللاجئين في أفريقيا التى تبنتها منظمة الوحدة الأفريقية فى العام 1994 وتنص الفقرة الخاصة بحماية اللاجئين على الآتى:-
يجب على الدول الإفريقية أن تلتزم برسالة وروح اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لسنة 1969، وأن تستمر في دعمها للاجئين بالحفاوة التقليدية وسياساتها الحرة التي تنتهجها فيما يتعلق باللجوء، وعلى وجه الخصوص:
(1) لا يجب رفض اللاجئين الذين يطلبون دخول إقليم دولة أخرى على الحدود، أو إعادتهم إلى الأقاليم حيث تتعرض حياتهم للخطر، وبناء على ذلك لا يجب على الحكومات أن تغلق حدودها رافضة دخول اللاجئين.
(2) على الحكومات أن تبذل قصارى جهدها لمعاملة اللاجئين وفقاً للمعايير التي ينشئها قانون اللاجئين، وعلى وجه الخصوص - ضمان السلامة الشخصية للاجئين وتوطينهم في أماكن آمنة يسهل الوصول إليها حيث تتوفر الخدمات وأسباب الراحة الأساسية وتمكنهم أن يستردوا أسلوب الحياة العادية..

Tuesday, April 11, 2006

افريكانيات

هل يصبح مسيوكا رئيسا لكينيا؟
من هو الرئيس الكينى القادم وما هى مواصفاته هذه الاسئلة وغيرها، طرحتها (استيدمان) وهى كبرى المؤسسات فى استقصاءات الرأى العام على عينة واسعة من الشعب الكينى، وجاءت النتائج انعكاسا للمناخ السياسى المشحون بالجدل القانونى والسياسى والاخلاقى حول ملفات الفساد فى حكومة الرئيس مواى كيباكى الراهنة، ومن الملفات الطازجة التى تتداولها الصحافة والبرلمان هذه الايام ملف تمويل علاج كيباكى فى لندن من الاصابة التى المت به جراء حادث سير اثناء حملته الانتخابية، وجاءت نتائج الاستفتاء لتضع كالينزو مسيوكا عن الحزب الليبرالى الديمقراطى فى الصدارة بنسبة (34%) من اصوات المشاركين فى الاستفتاء الذين كانوا يردون على السؤال فى حال جرت الانتخابات اليوم لمن تعطى صوتك، وحل الرئيس كيباكى ثانيا بنسبة 22%، اما اوهورو كنياتنا عن حزب كانو العتيق فحصل فقط على 15%، اما رد الكينيين على سؤال ماهى مواصفات الرئيس الذين تتمنوه فقد جاءت النزاهة فى المرتبة الاولى بنسبة 36% ثم الحضور والقبول الوطنى 14% والتجربة السياسية 11%، وحقق كالينزو قفزة كبيرة بتقدمه على الرئيس كيباكى اذ ظل فى استطلاعات الرأى السابقة يحل ثانيا بعد كيباكى وفى حال حسم حزبه ترشيحه للرئاسة فسيكون اكثر المنافسين حظا فى الفوز
هجرة الافارقة الى اوربا او الموت بالمجان
لمأساة الحالمين بالهجرة الى اوربا من الافارقة فصول ودماء واسرار يبتلعها البحر البيض المتوسط والمحيط الهادى حيث تتكسر عند شواطئهما احلام هؤلاء التعساء من الافارقة الفارين من رمضاء الجوع والخوف والمرض الى صقيع اوربا الطارد لهم والطريق الشاق المفضى الى الموت فى اغلب الاحيان او الى المحابس الاوربية او الشمال افريقية، والقصة الظازجة تقول ان حوالى 32 لاجئا أفريقيا لقوا مصرعهم غرقا قبالة سواحل موريتانيا أثناء إبحارهم بصورة غير مشروعة باتجاه شواطئ جزر الكناري الإسبانية فيما انتشل خفر السواحل الموريتاني عددا من الناجين.وذكر مصدر أمني موريتاني أن الناجين كانوا ضمن مجموعة من 57 مهاجرا أفريقيا ضاعوا في البحر لسبعة عشر يوما قبل أن تعثر على 25 منهم.وجاء في إفادة الناجين أن الأفارقة الـ 57 وهم سنغاليون وغامبيون وماليون، غادروا مرفأ نوادهيبو الموريتاني قبل 17 يوما متوجهين إلى جزر الكناري الإسبانية آملين في بلوغها خلال ثلاثة أيام.وقال الناجون إنهم ضلوا طريقهم ووجدوا أنفسهم في نهاية المطاف قرب شاطئ نواكشوط مضيفين أن عددا منهم "سقط من الزورق وآخرين تمسكوا به طوال أيام، بلا ماء ولا غذاء".يشار إلى أن إسبانيا والمغرب شددتا منذ أواخر العام الماضي الرقابة على مضيق جبل طارق وجيبي سبتة ومليلة لمنع هجرة الأفارقة من الدول الواقعة جنوب الصحراء الذين كان معظمهم يتعرض للغرق أثناء محاولته الوصول إلى الأراضي الإسبانية.ومنذ ذلك الحين، بدأت قوافل مهربي المهاجرين السريين تنطلق من موريتانيا، وهي رحلات طويلة وخطيرة أسفرت في الأشهر الأخيرة عن غرق المئات.وتبلغ المسافة بين موريتانيا وجزر الكناري نحو ألف كيلومتر يحاول المهاجرون في رحلة البحث عن حياة أفضل قطعها بقوارب صغيرة ومتهالكة.وعلى هامش هذه الظاهرة يحتدم الجدل حول الهجرات الشرعية فبينما أظهر استطلاع للرأي أن غالبية كبيرة من البريطانيين يعتقدون أنه يتعين أن يكون هناك حد أقصى سنوي للهجرة لتفادي "فقدان البلاد ثقافتها الخاصة". وأشار الاستطلاع الذي أجرى لصالح مؤسسة "مايجريشن ووتش" البحثية إلى أن 69 بالمائة من ألفي شخص استطلعت آراؤهم أعربوا عن مخاوفهم من أن تفقد بريطانيا ثقافتها الخاصة. فى مقابل هذا الحرص البريطانى شن الفا عمر كونارى مفوض الاتحاد الافريقى هجوما عنيفا على سياسات الهجرة الى اوربا التى تحتضن العلماء والخبراء من ابناء القارة وتوصد ابوابها دون العامة مما اعتبره كونارى بنهب للعقول الافريقية ، وتشير الاحصاءات الى هجرة حوالى 32 الفاً من خريجى الجامعات الافريقية سنويا الى اوربا بحثا عن فضاء افضل لمستقبلهم، ويرى روبرت ايغنل وهو استاذ بجامعة دارالسلام سويدى الجنسية من شأن بعض تشريعات الهجرة فى اوربا تشجيع خريجى الجامعات الافريقية ولكن السبب الرئيس فى دفعهم للهجرة وهو الفقر والفساد وشح الفرص وسوء الادارة فى بلدانهم الافريقية .
كابيلا مرشح مستقل فى حلبة ساخنة
اذا اردت التعرف على تاريخ بلد ما وملامح مستقبله انظر الى قوائم وبرامج مرشحى الرئاسة فيه ، تنطبق هذه العبارة تمام مع الحالة الكنغولية التى تستعد الى ولادة ديمقراطية قيصرية تنقلها من بلد للصراعات والحروب الى حالة من الاستقرار السياسى المنشود، ويخوض الانتخابات الرئاسية فى جمهورية الكنغو الديمقراطية التى يتوقع ان تجرى منتصف العام الحالى اكثر من ثلاثين مرشحا هم من استوفوا شروط التسجيل بينما فشل اربعون من دخول حلبة السباق الرئاسى ، ومن شروط التسجيل سداد مبلغ 50 الف دولار وتقديم صحيفة الحالة الجنائية، وهذا العدد الكبير يكشف عن حالة التشظى وتعدد الولاءات الاثنية والسياسية، واجواء الانتخابات التى يفترض ان تكون بلسما من جراحات ماضى حرب السنوات الخمس من العام 1998 وحتى 2003 التي شاركت فيها دول الجوار الست وادت الى مقتل أربعة ملايين كثيرين منهم من الجوع والمرض، الا انها تعيد للذاكرة الكنغولية مخاوف الانفلاتات الامنية،حيث تجرى الانتخابات تحت اجراءات امنية مشددة وحراسة قوات من الاتحاد الاوربى اغلب عناصرها من فرنسا والمانيا لحماية العاصمة كنشاسا من اعمال عنف محتملة اثناء وبعد الانتخابات،فضلا عن نشر الامم المتحدة بالفعل أكبر قوة سلام في العالم تضم نحو 170 الف جندي في اطار جهودها لقمع قتال المليشيات في الشرق المضطرب،وقرر حزب المعارضة الرئيسي مقاطعة الانتخابات مما اثار المخاوف من وقوع اضطرابات،كما ان التدخل الاقليمى عاد من خلال مرشحين مرتبطين بدول الجوار مثل ازارياس روبيروا الذي يرأس جماعة متمردين سابقة مدعومة من رواندا واصبحت حزبا سياسيا الان، وجان بيير بيمبا زعيم حركة التحرير الكونجولية التي تؤيدها يوغندا، واللافت ان الرئيس الحالى جوزيف كابيلا الذي تولى الرئاسة بعد اغتيال والده لوران كابيلا طرح نفسه مرشحا مستقلا، برر كابيلا ذلك بانه مفوض من قبل الشعب كافة وليس حزبا بعينه ولكن الواقع ان الرجل جاء الى الحياة السياسية ليرث الرئاسة عن والده الذى انتزعها بقوة السلاح وليس عبر صناديق الاقتراع.
نحن والكوميسا مرة أخرى
اثارت رغبة السودان فى تجميد عضويته فى تكتل الكوميسا (السوق المشتركة لجنوب وشرق افريقيا) وذلك بغرض جرد ارباح وخسارات السودان من الانضمام لهذه المنظمة، ردود افعال كثيرة وسودت الصحافة المحلية بمقالات الرأى المساندة والمناهضة للقرار اوالنية فى التجميد، وخلص جانبها الايجابى الى ضرورة تفعيل الصناعة الوطنية لتصبح نداً فى التنافس على اسواق اقليم جنوب ووسط افريقيا، ولكن سرعان ما هدأت العاصفة واستضاف السودان مقر محكمة الكوميسا فى اشارة ترجيح خيار البقاء داخل مظلة الكوميسا، ولكن تقريرا صحافيا نشرته صحيفة (ذا إيست أفريكان) الكينية هذا الاسبوع قدم صورة قاتمة لمستقبل العلاقة بين الكوميسا والسودان فقد اشار التقرير الى تعثر المحكمة بسبب نقص فى التمويل وان بعض الغرف فى المقر لم يكتمل بنيانها بعد، وان اعضاء المحكمة العشرين مبعثرون بين الخرطوم ولوساكا، واشارالتقرير كذلك الى امكانية نشوء عائق آخر يتعلق بالقوانين المنظمة لإجراءات المحكمة وكيفية المواءمة بين القوانين الوضعية التى تعمل بها المحكمة والقوانين المستمدة من الشريعة الاسلامية المطبقة بالسودان ومن المقرر ان تنظرالمحكمة فى 12 قضية مطروحة امامها اشهرها دعوى قدمتها شركة "ابريرديرت فرايد سيرفيز" الكينية لتوريد السكر ضد الحكومة الكينية.
الغناء لدحر الملاريا
يوسو اندور، بابا مال، سيون كوتى (ابن فيلا كوتى)، انجليك كيدجو، ديدى اوادى، تونى الن، مانو ديبنغو، هل تصدق ان كل هؤلاء النجوم الزواهر فى حفلة موسيقية واحدة، ما اجتمع هؤلاء الى لهدف نبيل وهو دحر الملاريا من افريقيا ، الحفل الموسيقى الذى استمر على مدى ليلتين شاهده الملايين عبر العالم كما ساهر اكثر من 50 الف اغلبهم من الشباب بالعاصمة السنغالية دكار حيث اقيم الحدث الفنى والانسانى الكبير وذلك لاستقطا بالدعم من اجل دحر الملاريا نهائيا عن افريقيا ، والملاريا ذلك الداء اللعين تزهق يوميا ارواح 3 الاف طفل فى افريقيا ، ورغم ان معدل الاصابة سنويا بالمرض فى افريقيا يرتفع الى 500 مليون ، الا انها لا تلقى الاهتمام الذى يجده الايدز.ومن اكثر الوصالات الغنائية التى اثارت حماسة الجماهير اغنية (البعوضة ) لانجليك كيدجو واغنية (اخرج من مكتبك) لمغنى الراب السنغالى ديدي وهى موجه للرؤساء الافارقة بالخروج من مكاتبهم لمواجه الكارثة فهل يفعلون ؟

حرب اهلية ام غير اهلية ؟!


بارعة هى امريكا فى جر الناس جميعا الى الاهتمام بشأن والاستغراق فيه على الاقل اعلاميا، وفى صرف انظار وقلوب الناس عن شأن آخر مهما عظم، وفى اجواء الذكرى الثالثة لسقوط بغداد تتذكر وسائل الاعلام العربية لعل الذكرى تنفع الضحايا، لكن امريكا مهدت لها بانصراف الناس الى جدلية لا طائل منها، وهى هل مايجرى فى العراق حرب اهلية ام مجرد نزر حرب اهلية ؟، وذهب الناس فى يتجالدون ففقريقا من الامريكيين يقول انها حرب اهلية وعندما صرح اياد علاوى بذلك لقناة البى بى سى شن عليه القادة الميدايين من العسكريين الامريكين فى العراق هجوما مضادا، زعموا فيه ان علاوى خارج العراق لعدة ايام وبالتالى لا يعرف ماذا يجرى فيه، وانشغلت وسائل الاعلام العراقية والعربية بهذا الجدل العقيم ، بينما تشكيل الحكومة العراقية المنتخبة يراوح مكانه ويعمق حالة التشظى المتنامية داخل فسيفساء التحالفات والتكتلات السياسية فى عراق الاحتلال الامريكى، يتصاعد الجدل بينما القتل والعنف على الهوية الطائفية يفتك بالعراق ويهدد بنسف ادنى محفزات العودة الى الاستقرار والامن وإن كان نسبيا.
هذه الفرقعات الاعلامية كان الهدف من وراء اطلاقها احداث هالة من الدخان تخيم على اجواء الذكرى الثالثة، التى مرت مراسم احيائها باستحياء شديد فلم نعد نسمع نبرة الانتصار واستبدال الحال العراقى الرازح تحت طغيان صدام باحسن منه ديمقراطيا وحرية ورفاه، جاءت الذكرى الثالثة وتشكيل الحكومة لم يكتمل بعد ولو كانت تعتبر اجراء الانتخابات اهم انجازاتها فى العراق كما تدعى فان المحاصصات الطائفية افرغت ذلك الانجاز الامريكى من محتواه ، وهو ما يكشف مرة اخرى جهل امريكا بكيمياء التركيبة السياسية فى العراق.
ليس المهم الآن الجدل حول ما اذا كانت هناك حرب اهلية فى العراق ام غير ذلك ، المهم ان هناك موتاً يوميأ للمدنيين وهناك فتنة طائفية تطل برأسها وساحة مفتوحة لكل الاحتمالات ومسرحا لتصفية الحسابات الدولية والاقليمية، على الجميع درء هذه الكارثة ومناقشة حزر المشكلة الاحتلال فبزواله تنتفى اسباب الحرب والدمار، امريكا جرت الناس فى الجدل حول حرب اهلية ام غير اهلية ولا احد يتحدث عن الاحتلال .

Sunday, April 02, 2006

فرنسا مع من فى تشاد؟


لا يزال الغموض يكتنف ملابسات المحاولة الانقلابية الاخيرة فى تشاد، ويحتاج سبر اغوار اسرارها وقت يطول ببقاء الرئيس ادريس ديبى فى السلطة فى حال فوزه فى الانتخابات القادمة ، ولكن صحيفة لوموند الفرنسية فى عددها الصادر امس اوردت تقريرا لكاتبيها فليب بيرنارد و لوران زيشينى كشفا جانبا مهما من الحقيقية ، وهو مشاركة القوات الفرنسية فى ابطال مفعول الانقلاب على الرئيس ديبى، حيث اورد التقرير ان اكثر من الف جندى فرنسى تابعين للقاعدة الفرنسية فى العاصمة انجمينا تولوا حراسة المطار ليلة الرابع عشر من مارس الماضى وبالتالى افسدوا خطة الانقلابيين فى اسقاط طائرة ديبى.
الوجود العسكرى الفرنسى فى تشاد تبرره باريس دوما بانه جاء تلبيه لطلب من انجمينا لحمايتها من اخطار خارجية لاسيما فى ثمانينات القرن الماضى عندما اوشك الخلاف الليبى التشادى على الانتقال الى صدام دام ، وتملك تشاد ثالث اكبر قاعدة عسكرية فى افريقيا بانجمنيا فضلا عن داكار فى السنغال وجيبوتى. والمثير ان تشاد لا تندرج ضمن الدول التى وقعت معها فرنسا اتفاقيات دفاع مشترك وهى الكمرون والكوت دى فوار والغابون وتوغو وافريقيا الوسطى والسنغال والامارات العربية المتحدة وقطر.
الدعم الفرنسى لم يتوقف عند حماية العاصمة انجمينا حيث يعيش 3000 من رعاياها ورعايا غربيين، كما فعلت من قبل فى الكوت دى فوار وقامت باجلاء الرعايا الاجانب من العاصمة ابديجان تحت وابل من الرصاص المتبادل بين القوات النظامية الموالية لـ ''غباغبو'' وثوار المعارضة العاجية من انصار الحسن وتارا ، لكن فرنسا ـ حسب المعارضة التشادية ـ تقدم الدعم اللوجستى لقوات الحكومة فى معاركها ضد المعارضة التى تتخذ من محازاة الحدود مع السودان مسرح لها،وهو ما نفته مصادر عسكرية فرنسية لصحيفة اللوموند ولكنها اقرت بقيامها بنقل الرئيس التشادى وحراسه الشخصيين على متن طائراتها الى فرشانه القريبة من ادرى، ولكنها لم تنقل جرحى الجيش النظامى ولم توصل لهم اى نوع من الامداد.
هذا الحضور الفرنسى القوى على المشهد التشادى الذى يشهد تعقيدا قابلاً للانفجار، يفتح الباب واسعا امام التساؤلات عن الدورالفرنسى فى المنطقة، وهل تراهن فرنسا على ادريس ديبى فى الفوز بولاية ثالثة ، وهل يأتى دعمها له فى اطار الصراع الدولى حول النفط التشادى ، حيث استقوت الشركات الامريكية والاسيوية بالبنك الدولى لتحجيم الحكومة التشادية من التصرف فى عائدات النفط وتوجيهها فى مصارف التنمية ومحاربة الفقر بدلا من التسلح وتمويل الصراعات.

Saturday, April 01, 2006

الهروب الاخير لتشارلز تايلور

سوف أتذكركم في أي مكان أعيش فيه، وأقول لكم إنني سأعود مرة أخرى إن شاء الله) هذه كانت آخر كلمات الرئيس الليبيريى السابق تشارلز تايلور لشعبه وهو يغادر منروفيا فى اغسطس من العام 2003 الى المنفى النيجيرى فى اطار اتفاق انقذ ليبريا من حرب اهلية ، وظل تايلور فى المنفى النيجيرى بينما تصاعدت المطالب الدولية بتسليمه لمحكمة جرائم الحرب السيراليونية حيث تتنظره 17 تهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتحريك الفصائل المتمردة أثناء الحرب الأهلية في سيراليون 1991 - 2001 ،وتهمة بإيواء عناصر تنظيم القاعدة الذين نفذوا الاعتداءات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام .1998
تايلور عاد الى منروفيا ولم يعد ، جاءها مكبلا وعابرا الى سيراليون و لم يستطع التجوال فى شوارع منروفيا ومشاهدة مناصريه واعدائه الذين يتنسمون عهدا ديمقراطيا جديدا بانتخابهم لأول امرأة فى افريقيا رئيسا هى ايلين سيرليف، التى انضمت الى المطالبات والضغوطات الاوربية والامريكية ونجحت فى الحصول على موافقة الرئيس النيجيرى اوباسانجو فى تسليم تايلور الى المحكمة ، لكن تايلور بعد ان ادرك انه لن يفلت من قبضة العدالة الدولية ، لجأ الى اسلوبه القديم فى الهرب، ممنيا النفس بنجاح المحاولة هذه المرة كما فعلها من قبل عندما هرب من السجن الامريكى ليقود العمل المسلح ضد نظام صمويل دو ، ولكن امريكا هذه المرة كانت له بالمرصاد ، فبعد الاعلان عن اختفاء تايلور ليل الاثنين الماضى من مقر إقامته بالمنفى في مدينة (كالابار) النيجيرية ،بالتزامن مع زيارة للرئيس النيجيرى الى البيت الابيض ، هددت امريكا بحرمان اباسانجو من مصافحة الرئيس بوش قبل ان توضح الاجهزة الامنية النيجيرية الحارسة لتايلور ملابسات اختفائه ، وجاءت الاوامر من واشنطون الى ابوجا وانتشر الجنود فى كل الاتجاهات، وحظ تايلور العاثر اوقعه هذه المرة فى ايدى الامن النيجيرى وهو يهم بعبور الحدود النيجيرية الكمرونية.
التطورات الدرامتيكية التى رافقت اعتقال تايلور وجعلت منه حدثا تاريخيا، لا تكفى وحدها لاطفاء غضب ضحايا الحرب السيراليونية ، الذين لم يشف غليلهم من القتلة على رغم من تشكيل المحكمة الدولية ، التى نفد منها كبار المتهمين اما بالموت كفودى سنكوح وسام بكورى او بالهرب كجون بول كروما، و سيكون مثول تايلور امام المحكمة هو الحدث الابرز فى اجراءاتها ، ومحاكمة تايلور لو قدر لها ان تتم فستكون الاولى من نوعها فى افريقيا حيث يمثل قائد امام العدالة بعد ان تنزع منه الحصانة التى كان يتمرس خلفها ويسفك الدماء ويقتل الابرياء دون حسيب او رقيب،وستبقى المفاجآت تسيطر على مصير هذه المحكمة فربما هرب تايلور مرة اخرى من معتقلها او مات كما فعل سنكوح اثناء مداولاتها لينطوى ملف اسود سطره الرجل باضطهاد شعبه ولم يسلم منه حتى الجيران الذين يحاكمونه الآن.